لماذا تتكرر الهجمات على الأقباط في مصر وبنفس السيناريو أحيانا؟

  • 11/4/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

رغم مرور عدة أيام على الهجوم، الذي تعرضت له حافلة كانت تقل أقباطا عائدين من زيارة إلى دير الأنبا صموئيل في المنيا بصعيد مصر، لم تتوقف النقاشات والتحليلات لما حدث خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يطرح كثيرون أسئلة تتركز معظمها على مدى تقصير أجهزة الأمن المصرية، خاصة في ظل ما يقال، عن أن الحادث يعد الثاني من نوعه الذي يقع بنفس السيناريو، وفي نفس المكان. وكان ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، قد أعلن مسؤوليته عن الهجوم، وهو ما يطرح من وجهة نظر مراقبين تحديا أمنيا جديدا، يتمثل في وجود هذه المجموعات في منطقة الظهير الصحراوي الشاسع، الممتد خلف معظم المحافظات في صعيد مصر. وكانت أصوات غاضبة من أقباط مصر، قد عبرت عن غضبها تجاه التقصير الأمني الواضح، والذي أدى إلى تكرار الحادث بنفس السيناريو وفي نفس المكان أو قريبا منه، وكان الهجوم الأول، قد وقع في مايو/ آيار من العام الماضي، بالقرب من نفس المنطقة وأسفر عن مقتل 29 قبطيا، وقد تبنى ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية أيضا في ذلك الوقت المسؤولية عن الهجوم. غير أن أصواتا رسمية ومقربة من السلطات المصرية، تنفي أي تقصير من قبل أجهزة الأمن، وتقول إن الدولة بكل أجهزتها تحركت بعد الحادث، ونفذت عدة عمليات لملاحقة الإرهابيين في الظهير الصحراوي لمحافظة المنيا. قصور أمني مؤكد يقول الدكتور نجيب جبرائيل، المستشار القانوني للكنيسة القبطية في مصر، إن ما حدث في واقعة دير الأنبا صموئيل بالمنيا، يعكس قصورا أمنيا بلا أدنى شك، خاصة وأنه وقع في نفس المكان أو على مقربة منه، وبنفس الطريقة وفي ظل وجود كمائن أمنية على الطريق المؤدي للدير. ويضيف جبرائيل أن سلطات الأمن المصرية، هي المخولة بحماية المواطن المصري، سواء كان مسلما أو مسيحيا، وإنها بدت وكأنها لم تع الدرس من الهجوم الأول، وهو ما دفعه وفق قوله للمطالبة فور وقوع الحادث، بمحاكمة مدير أمن المنيا وليس إقالته فقط. ويعتبر جبرائيل أن الاهتمام بقضايا الأقباط في مصر، ربما كان موجودا على مستوى الرئيس فقط، ولكنه لا يمتد إلى كافة الأجهزة ولا الإدارات المصرية، ويقول إنه وحتى البرلمان المصري، لم يهتم بما حصل بالقدر الكافي، سوى عبر قصاصة مواساة وعزاء قرأها رئيس البرلمان. ويشير جبرائيل إلى أن الدولة المصرية، وللأسف على حد قوله، تعالج العرض وليس المرض، فيما يتعلق بالهجمات الارهابية التي تستهدف الأقباط، فالدولة والأجهزة الأمنية وفق ما يقول تهتم بمقتل الناس، وبأن إرهابيا مثلا كان يرتدي حزاما ناسفا فقط، بينما الفكر الناسف على حد قوله هو الأخطر، وهناك حاجة إلى معالجة قضية الفكر المتطرف عبر رجال الدين والنظر في المناهج المدرسية وغير ذلك. ويأخذ جبرائيل على الإعلام المصري، بشقيه الرسمي والخاص عدم اهتمامه بما حدث في هجوم دير الأنبا صموئيل، ويقول إن هذا الإعلام لم يتحرك سوى بعد إدانة الرئيس للحادث، ويرى أن عدم اهتمام الإعلام بما حدث، يعكس كيف أن الأقباط في مصر لم ينالوا ما يستحقونه، وهو حالهم على مدار السنين على حد قوله. كلام غير دقيق أما محمد أبو حامد عضو البرلمان المصري، فيقول لنقطة حوار، إن ما يقال عن عدم الاهتمام الرسمي بما حدث للأقباط، هو كلام غير دقيق، لأن الدولة المصرية بكافة مؤسساتها والكلام له اهتمت بالأمر، كما خرجت بيانات رسمية من كافة المؤسسات، وتحركت وزارة الداخلية سواء عبر الأمن الوطني أو الأمن العام، ونفذت عمليات في الظهير الصحراوي لمحافظة المنيا، أسفرت عن مقتل أحد عشر ارهابيا، تشير الدلائل إلى أنهم ربما كانوا المسؤولين عن الهجوم وفق قوله. وفي معرض رده على من ينتقدون الداخلية لتكرار الحادث في نفس المكان، خلال عام ونصف العام ،يقول أبو حامد إن طبيعة المكان الذي شهد الهجوم، بمساحاته الشاسعة من الصحراء، تصعب من تأمينه بشكل كامل، ويشير إلى أن فكرة وجود تأمين بنسبة مئة في المئة ضد الأعمال الإرهابية، ربما لا يكون موجودا حتى في دول متقدمة، تملك أجهزة ضخمة، ويدلل على ذلك بالهجوم الذي وقع على معبد يهودي في الولايات المتحدة مؤخرا. وفي تعليقه على ما يقال عن أن الأقباط في مصر، يدفعون ثمن انحيازهم السياسي للنظام، منذ الثلاثين من يونيو من عام 2013، وأن ما يحدث لهم هو نتيجة لحالة الانسداد السياسي في مصر، يقول أبو حامد إن هذه هي مجرد شماعة، يعلق عليها البعض تبريرهم لهذه الأعمال الجبانة، ويعتبر أبو حامد أن الدليل على ذلك، هو أن الإرهابيين ينفذون عمليات في دول أوربية، ربما لا يوجد بها أي انسداد سياسي، وبها حالة مزدهرة من الديمقراطية. برأيكم لماذا تكرر هجوم دير الأنبا صموئيل بنفس السيناريو خلال فترة عامة ونصف العام؟ هل ترون أن هناك تقصيرا أمنيا أدى إلى تكرار الهجوم؟ هل ترون أن الأقباط في مصر يستهدفون بسبب موقفهم السياسي؟ وما هي المعالجة الأمثل من وجهة نظركم لوقف مثل تلك الهجمات الإرهابية؟ سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 5 تشرين الثاني/نوفمبر من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش. خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar شاركونا بتعليقاتكم

مشاركة :