«بيوت الشعر».. تستعيد المكانة التاريخية لـ«ديوان العرب»

  • 11/5/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» نظمت إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة، الجلسة الثانية من «شهادات حول أثر بيوت الشعر في الوطن العربي»، حيث استعرض بقية مديري بيوت الشعر شهاداتهم حول الشوط الذي قطعته هذه البيوت، وأثرها المتكون على الساحة الشعرية والثقافية في الدول التي أنشئت فيها حتى الآن، والرؤى المستقبلية لكل بيت، وتطلعاته، والإنجازات المتحققة حتى الوقت الحالي.أقيمت الجلسة في قاعة «ملتقى الأدب» في المعرض، بحضور محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، وخالد مسلط مسؤول الاتصال الحكومي في الدائرة، أدار الجلسة خالد الشرمان، وبدأت بشهادة مدير بيت شعر الأقصر الشاعر حسين القباحي الذي توجه بالشكر والامتنان لإتاحة هذه الفرصة له وقال: «بعد ثلاث سنوات من إنشاء بيت الشعر في الأقصر أستطيع القول إن هذه الشجرة الباسقة، وهي شجرة بيوت الشعر قد مدت جذورها عميقاً، وأفاءت بظلالها لتتسع للجميع، وأثمرت وأينعت مثبتة أن الساحة الثقافية العربية استفادت كثيراً من هذا الثراء والزخم والدعم الكبير الذي تتلقاه بيوت الشعر، لتصبح منارة تعددت فيها الألوان الثقافية».وأشار القباحي إلى اهتمام البيت باللغة العربية وإعادتها إلى الواجهة، والاهتمام بشتى أنواع الشعر سواء الفصيح أو الشعبي، كما تحدث عن إنجازات البيت مثل: السعي لاكتشاف مواهب شعرية ونقدية جديدة وتشجيعها، والوصول إلى الجمهور العام من خلال إقامة الأمسيات والأنشطة في الجامعات والمؤسسات التعليمية، والتواصل مع المؤسسات الثقافية، وخاصة المؤسسات الرسمية التابعة لوزارة الثقافة المصرية، تواصلاً خلاقاً مثمراً نتج عنه تقديم هذه المؤسسات الدعم اللازم للبيت، ووجه الشكر لدائرة الثقافة لدعمها جانب النشر، حيث أصدرت لبيت الشعر في الأقصر خلال الأعوام الثلاثة الماضية 14 إصداراً في الشعر والنقد.الشاعرة جميلة الماجري مديرة بيت شعر القيروان قالت: «إنها مبادرة تعبر عن استمرار التعويل على الشعر والاعتداد به في زمن يشكك البعض في دوره العظيم، وما للكلمة من أثر، فكيف إذا كانت ضمن جمال الشعر وقوة تأثيره»، ووصفت هذه المبادرة بأنها تاريخية رائدة، وأنها حلم تحقق.وأشارت إلى أن أنشطة بيت القيروان تنصب جميعها في تجسيد هذا الحلم وتحقيق الإشعاع الرائع للشعر وللغة العربية، وترسيخها في أكبر وأوسع نطاق ممكن، لذا حرص البيت على تنويع الأنشطة لإرضاء شتى الشعراء باتجاهاتهم المختلفة، وللخروج عن الرتابة والملل، كما اهتم البيت باحتضان المواهب الشعرية. وأوضحت الماجري أن اختيار القيروان ليكون فيها بيت للشعر، هو بمثابة إعادة تاج الشعر إليها مرة أخرى لعراقة الشعر فيها سابقاً على مر التاريخ، ولذلك حرص البيت على الانتقاء في محتوى الشعر المعروض، والابتعاد عن الإسفاف.وختمت بالقول: «إن إشعاع البيت تعدى الساحة التونسية والعربية إلى العالمية من خلال سفراء الدول الأجنبية الذين زاروا البيت، وعرضوا رغبتهم في التعاون والتبادل الثقافي، مثلما حدث مع السفير الفرنسي بتونس، ووزراء الثقافة من دول مختلفة».أما مدير بيت شعر الخرطوم الدكتور صديق عمر صديق، فتحدث عن خصوصية السودان وبعده الجغرافي والإفريقي، لذا كان لإقامة بيت الشعر في الخرطوم عظيم الأثر والصدى، وأن هذه المبادرة قد استقبلت استقبالاً كبيراً في السودان.وأشار إلى أن الإقبال على البيت كان أكبر من كل التوقعات، حيث اعتلى منبره أكثر من 300 شاعر، وتعداد الحاضرين للأمسيات ليس بالمئات بل بالآلاف، وظهر ذلك جليا من خلال تطواف البيت في محافظات السودان المختلفة.كما تحدث صديق عن اهتمام البيت بالمواهب الشعرية الواعدة من خلال إقامة منتدى الثلاثاء الشعري المخصص لهذه التجارب، وإصدار صحيفة «الوجود المغاير» المتخصصة في الشعر، وإنشاء ملتقى النقد، ومشروع توثيق الشعر السوداني عبر تاريخه الطويل حتى الآن.وختم الشهادات عبدالحق ميفراني مدير بيت شعر مراكش متوقفا عند ملاحظات أساسية وهي: سياق تأسيس بيوت الشعر في العالم العربي، استراتيجيات البيوت في الفعل الثقافي، وأفق ورهانات هذه البيوت، وأثرها على الثقافة العربية، ونوه بأن السياق التأسيسي لبيوت الشعر ضمن مبادرة خلاقة لصاحب السمو حاكم الشارقة تأتي ضمن مشروع ثقافي كبير رائد تقوده الشارقة اليوم، في المشهد الثقافي العربي والإنساني.وقال: «إن العودة للشعر هي عودة لأصل الإبداع الإنساني، وأن كل بيت للشعر يمتلك استراتيجيته الخاصة، مع الوعي بأهداف المبادرة نفسها من خلال التركيز على الشعر كجنس إبداعي يحمل قيما إنسانية، ويرسخ هذا المشترك الإنساني بين الجميع في محاولة استعادة اللحمة الاجتماعية».

مشاركة :