تظاهر آلاف الإيرانيين، أمس الأحد، إحياء لذكرى احتلال السفارة الأمريكية في عام 1979، عشية فرض رزمة جديدة من العقوبات الأمريكية ضد طهران تستهدف قطاعات النفط والنقل والشحن والمعاملات المصرفية، بحيث يصبح أي طرف يحصل على النفط من إيران عرضة لإجراءات من جانب الحكومة الأمريكية، وانتهز مسؤولون إيرانيون المناسبة لتجديد الشعارات القديمة ضد الولايات المتحدة، فيما أعلنت شركة الطيران الإيرانية أنها تتطلع إلى شراء طائرات ركاب لا تحتاج إلى تصاريح بيع أمريكية.وإحياء للذكرى ال 39 لاحتلال السفارة، الذي دام 444 يوما، واحتجاز 52 دبلوماسياً رهائن، حشد النظام أنصاره بالعاصمة طهران، حيث رددوا الهتافات التقليدية ضد الولايات المتحدة وأحرقوا الأعلام الأمريكية، ورفعوا لافتات ساخرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وداسوا وأحرقوا دولارات مزيفة.وقال الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري، الجيش العقائدي للنظام، إن «الحرب الاقتصادية» التي تشنّها واشنطن هي محاولة جديدة للانقلاب على إيران. وأكد أن العدو الذي يلوح بسلاحه الأخير «الحرب الاقتصادية والنفسية»، سيُهزم. وتوجّه إلى ترامب بالقول «لا تهددوا إيران».وفي مايو/ أيار الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي انسحاب بلاده من الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني الذي أبرم عام 2015، وفرض سلسلة أولى من العقوبات. وتدخل حيّز التنفيذ اليوم الاثنين رزمة ثانية من العقوبات، تستهدف خصوصاً قطاع الطاقة. والعقوبات جزء رئيسي من جهد أوسع يبذله ترامب لإجبار طهران على وقف برامجها النووية والخاصة بالصواريخ الباليستية ودعمها لقوات تعمل بالوكالة عنها في صراعات في أنحاء الشرق الأوسط.واعتبر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني، أن ترامب «أقل شأنا من أن يستطيع إرغام إيران على الانصياع». واضاف: أن «الشعوب سئمت الهيمنة الأمريكية وتسعى للخلاص منها».من جهة أخرى قالت فرزانة شرف بافي، الرئيسة التنفيذية للخطوط الجوية الإيرانية (إيران إير) إن الشركة تتطلع لشراء طائرات من أي شركة لا تحتاج إلى تصاريح بيع من الولايات المتحدة، وإنها قد تفكر في الطائرة «سوخوي سوبرجيت 100»الروسية، في الوقت الذي تحاول فيه إيران تجديد أسطولها المتهالك على الرغم من مواجهة عقوبات أمريكية.ونقل الموقع الإلكتروني لوزارة الطرق الإيرانية عن شرف بافي قولها «نرحب بأي شركة قادرة على تزويد إيران إير بالطائرات التي تحتاج إليها. سعينا حتى لطائرات مثل سوخوي 100 أو طائرات من صنع دول غير أوروبية». وأردفت شرف بافي قائلة «سندرس شراء طائرات من تلك الشركات إذا كان بوسعها بيع الطائرات لإيران دون تصريح من مكتب الرقابة على الأصول الأجنبية ولديها رغبة في التفاوض». لكنها لم تخض في تفاصيل.وكانت «إيران إير» طلبت 200 طائرة ركاب، 100 من إيرباص و80 من بوينج و20 من ايه. تي. آر الفرنسية الإيطالية، قبل أن تنسحب هذه الشركات من الطلبيات، لأن جميع الاتفاقات تحتاج إلى الحصول على تراخيص من الولايات المتحدة. (وكالات)
مشاركة :