الطباعة ثلاثية الأبعاد.. ثورة في بناء منازل المستقبل

  • 11/5/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: إبراهيم باهويشهد العالم منذ أكثر من 70 عاماً ثورة تكنولوجية لم يسبق لها مثيل على الإطلاق، فمنذ اختراع أول حاسوب إلكتروني عام الغرض، ويدعى «إيناك» عام 1945 في الولايات المتحدة الأمريكية، أصبحت الدول في تسابق لابتكار أحدث التقنيات، التي يمكن أن تساعدها في مواكبة التطور، ومنها «الطباعة ثلاثية الأبعاد»، فهذه التقنية المتعددة المهام باتت لاعباً مهماً في رسم ملامح المستقبل؛ إذ يمكنها تصنيع الألعاب، وبناء المنازل على الأرض وفي الفضاء، وحتى تصنيع الأعضاء الحيوية البشرية.ظهر المبدأ الأول للطباعة ثلاثية الأبعاد في أواخر عام 1980، وسميت حينها بتقنية «النماذج الأولية السريعة»، وفي عام 1981 تمكن العالم الياباني هيدو كوداما من «معهد البحوث الصناعية البلدية» في مدينة ناجويا، من ابتكار طريقتين لتصنيع نماذج بلاستيكية ثلاثية الأبعاد بواسطة بوليمر حراري صلب، وحاول تسجيل براءة اختراعه، التي يمكن من خلالها تصنيع نماذج للمجسمات الكبرى بصورة أسهل وأسرع، إلا أنه فشل، لعجزه عن توفير كافة البيانات المطلوبة قبل الفترة المحددة.وفي يوليو/تموز من عام 1984، تقدم ثلاثة من العلماء الفرنسيين، وهم آلان ميهوت، وأوليفيه دي ويت، وجان كلود، ببراءة اختراع آلة تصنيع أجسام ثلاثية الأبعاد؛ باستخدام الحاسب «ستيريوليثجرافي» وهي تقنية «تصنيع بالإضافة» لإنتاج النماذج والمجسمات والأجزاء، إلا أنهم فشلوا في الحصول عليها بدعوى عدم فائدتها من منظور تجاري، الأمر الذي أتاح الفرصة أمام المخترع الأمريكي تشارلز هال، الملقب ب«أبو الطباعة ثلاثية الأبعاد» لتسجيل براءة اختراع نفس الآلة في 1986، ولكن بإضافة أشعة ليزر فوق البنفسجية، وباستخدام «البوليمر الضوئي»، وكان تشاك بدأ في تطوير ال«ستيريوليثجرافي» عام 1982، وبعد حصوله على البراءة انطلق لتأسيس شركة «ثري دي سيستمز كوربوريشن»، التي لا تزال واحدة من أهم شركات الطباعة ثلاثية الأبعاد. وكشفت شركة هال في عام 1987، عن «SLA-1» وهي أول نسخة تجارية عرفها العالم للطابعة ثلاثية الأبعاد، وفي العام نفسه استطاع الباحث الأمريكي كارل ديكارد تسجيل براءة اختراع آلة تعمل ب«التلبيد عبر الليزر الانتقائي».وجاء بعده العالم الأمريكي ستيفن سكوت كرامب، ليبتكر طابعة ثلاثية الأبعاد تعمل على مبدأ تشكيل الأجسام بواسطة تقنية تدعى «الترسيب بالصهر»، وحصل على براءة الاختراع عام.اليوم أصبح الكل يراهن بأنه على تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد أن تغيير شكل مصانع المستقبل ومستقبل إنتاج كل الأشياء، فمن أحدث ما تقوم به هذه التقنية الثورية اليوم، بناء منازل المستقبل؛ إذ أعلنت إحدى المدن الهولندية في يونيو/حزيران الماضي استعدادها لاستقبال أول 5 منازل بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، في مشروع تشرف عليه إحدى الشركات الهولندية وجامعة أيندهوفن للتكنولوجيا، ووفقاً للشركة المصنعة وهي «فان فيجين» ومن المتوقع الانتهاء من بناء أول منزل العام المقبل، وسيكون مؤلفاً من 3 غرف.وإضافة إلى بناء المنازل، أصبحت هذه التقنية تستخدم حالياً في صناعة الأعضاء البشرية، ويعمل باحثون على طباعة الإلكترونيات على جلد الإنسان لأغراض طبية وعسكرية.

مشاركة :