الجامعات والارتقاء إلى مستوى التحدي

  • 11/5/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

المعرفة مهمة كالماء والهواء، فهي تشجع على الابتكار، ما يسمح للاقتصادات بالنمو وللبلدان بالازدهار. وكحضانات أولى للمعرفة ومنارات إشعاع لها، تلعب الجامعات دورا اجتماعيا بالغ الأهمية، وينبغي أن تتصدر نظم الإدارة المناسبة للجامعات اهتمامات الحكومات في كل مكان. ومثلما يتداعى باقي أعضاء الجسد إذا اشتكى أحد أعضائه، فإن الفشل في أداء نظام الجامعات له عواقب واسعة النطاق. وقد أضحى هذا جليا، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي شهدت زيادة كبيرة في معدلات البطالة بين الشباب، خاصة بين خريجي الجامعات. ويبدو أن المهارات التي يتعلمونها لا علاقة لها بالاحتياجات الحالية لأسواق العمل، ما يترك موارد بشرية هائلة معطلة. ولا شك أن الإصلاحات الاقتصادية مطلوبة لإيجاد فرص أكثر وأفضل، لكن كي تنجح هذه الإصلاحات ينبغي أن يواكبها نظام جامعي يزود الخريجين بالمعارف والمهارات الصالحة للاقتصاد العالمي في القرن الـ21. وفي هذا الصدد، يعكف فريق تابع للبنك الدولي بمركز التكامل المتوسطي E، الذي يتخذ من مارسيليا مقرا له، على قياس الجودة في إدارة الجامعات، ومضاهاتها بمزيج من النتائج المنشودة والمعايير العالمية. ويأتي هذا بناء على طلب عديد من حكومات بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الحريصة على إرساء معايير قياسية للأداء؛ لبناء الزخم اللازم لعملية الإصلاح الصعبة لنظام الإدارة والحوكمة في الجامعات. وفي خطوة مهمة إلى الأمام، اتفقت 41 مؤسسة في أربعة بلدان مختلفة في المنطقة على الخضوع لأول تمرين للقياس المعياري لإدارة الجامعات. وقد تم جمع المعلومات في تقرير سيصدر قريبا بعنوان "نظرة إلى الجامعات من خلال زجاج شفاف: قياس نظام الإدارة في الجامعات لتحديث التعليم العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" E ويضع التمرين الأول الأساس للتحسين المنهجي لأداء الجامعات في المستقبل، ويتيح للجامعات أن تفهم بطريقة أفضل مواطن القوة والضعف لديها، وأن تتعلم من بعضها بعضا، وتستخدم أفضل الممارسات لتطوير أنظمة الإدارة والحوكمة الخاصة لديها. وهذا إنجاز كبير نحو تحقيق الهدف الإقليمي الرامي إلى تحسين المساءلة في مجال تقديم الخدمات، الذي لن يلبث أن يتحول إلى حجر زاوية في استراتيجية تطوير قدرات أكبر في وضع سياسات للتعليم العالي في المنطقة تقوم على الشواهد والأدلة. وتستحق المؤسسات التي شاركت في هذا البرنامج إعجابنا؛ حيث تمثل نموذجا إقليميا مهما. وقد شجع انفتاح الجامعات ومسؤولي الحكومات المشاركة في هذا التمرين الأول للقياس المعياري لنظام الإدارة - الآخرين، وأعرب عديد من وزارات التعليم العالي في العالم العربي ومناطق أخرى عن اهتمامها الشديد بالمشاركة في أنشطة القياس المعياري مستقبلا. وأبدت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، اهتمامها بالمشاركة مع البنك لتوسيع نطاق هذا البرنامج ليشمل أعضاءها الآخرين في آسيا وإفريقيا.

مشاركة :