في رثاء الكاتب والأديب والمؤرِّخ الأستاذ: عبدالله بن حمد الحقيل رحمه الله

  • 11/5/2018
  • 00:00
  • 74
  • 0
  • 0
news-picture

* تأثرتُ كثيراً، وحزنتُ حزناً شديداً، عندما تلقيتُ نبأ وفاة الأخ العزيز، ورفيق الدرب الوفي (أبوخالد) الكاتب والأديب المعروف مدير دارة الملك عبدالعزيز سابقاً الأستاذ: عبدالله بن حمد الحقيل -رحمه الله- ولكن لا راد لقضاء الله وقدره، فله ما أخذ وله ما أعطى، وهذا طريق عبوره مألوف لكل البشر: وهَذِه الدارُ لا تَبْقِي على أحدٍ ولا يدَومُ عَلىَ حالٍ لها شأنُ * جمعتني به حرفة الأدب والكتابة خلال رحلة طويلة، بدأت منذ كنت أعمل في العاصمة (الرياض) حيث كنت التقيته مع مجموعة من الأدباء في لقاءات أدبية وثقافية، وكثيراً ما كنت أزوره بمكتبه عندما كان مديراً لدارة الملك عبدالعزيز، والتي كان له الفضل -بعد الله- في تطويرها وتنظيمها وبذل خلال مسؤوليته فيها جهوداً موفقة نحو أداء رسالتها التأريخية والبحثية والآثارية إذا ذُكرت شُكرت.. * وتوطَّدت صلتي به أكثر عندما انتقل عملي للطائف وتأسيس الأندية الأدبية، فكنت التقيه في الندوات والأمسيات والمحاضرات ومؤتمرات الأدباء وفي مهرجانات الجنادرية ومعارض الكتاب، وزاملته كاتباً شهرياً في مجلة المنهل، وكان يثني على تعاونه وتواصله رئيس تحريرها الأستاذ: عبدالقدوس الأنصاري -رحمه الله-. * كان الراحل خلوقاً، جمّ التواضع، حسن التعامل، عالي الاطلاع والثقافة، هادئ الطباع، دائم البشاشة والابتسام، كان نعم الصديق والرفيق، دائم السؤال والاتصال والزيارة لمن تربطه بهم علاقة زمالة وود وصداقة. * أسهم في إثراء الأدب والكتابة السعودية ومن مؤلفاته: كلمات متناثرة/ في التربية والثقافة/ رحلات وذكريات/ على مائدة الأدب/ رمضان عبر التاريخ/ صور من الغرب/ من أدب الرحلات/ الشذرات في اللغة والأدب والتاريخ والتربية/ رحلات إلى الشرق والغرب/ يوم في ذاكرة التاريخ/ رفقاً بالفصحى/ اللغة العربية هوية وانتماء/ وله ديوان شعري بعنوان (شعاع في الأفق) وله كتابات في عدد من الصحف والمجلات بالإضافة إلى مشاركات في الإذاعة والتلفزيون والمواسم الثقافية والأدبية. * كُرِّم في العديد من المناسبات الثقافية والأدبية من قبل الأدباء والمؤرخين وعلى مستويات رفيعة، مثلّ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حين كان ولياً للعهد وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وعدد من الأمراء والوزراء والمسؤولين وذلك لإسهاماته الأدبية والثقافية والعملية. * وأنني لأعزي نفسي وأدباء ومثقفي المملكة في فقد هذا العلم البارز والذي يُعد فقده خسارة في الساحة الأدبية لا تعوض بثمن كما أعزي أبناءه وبناته وإخوانه وكامل أسرته. * خاتمة: وأختم رثائيتي هذه عن الراحل العزيز، برجاء أوجهه إلى النادي الأدبي الثقافي بالرياض بأن يوثق ما يكتب عن هذه الشخصية البارزة في سيرتها تعليمياً وتربوياً، وأدبياً وثقافياً وتأريخياً، وتأليفاً، فهي حافلة وشاملة لكل التخصصات المذكورة وإصدارها في كتاب يكون في متناول الباحثين والدارسين والقراء على حد سواء تكريماً له وإحياء لسيرته العطرة، في خدمة أمته ووطنه وقيادته، وإذا تعذّر ذلك، فأرشح الكاتب الأديب الباحث المعروف الأستاذ حمد بن عبدالله القاضي، رئيس تحرير المجلة العربية سابقاً فهو خير من يتولى هذه المهمة، والملم بحياة الأدباء وسيرهم ليس على مستوى الرياض فحسب بل على مستوى المملكة وهو أقل ما يقدم لهذا الراحل من رفاق الحرف والمهنة بعد رحيله. * رحم الله الراحل رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل ما قدم وأنجز في خدمة أمته ووطنه وقيادته في ميزان حسناته وألهم الجميع الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. الموت نقاد على كفه جواهر يختار منها الجياد ** **

مشاركة :