في منتصف شهر شعبان الفارط من عام 1438هـ فقدت البلاد علمين بارزين من رجالاتها المخلصين الأوفياء في خدمة الأمة والوطن، وهكذا حال الدنيا تجمع وتفرق (ولا يدوم على حال لها شأن). الأول: المربي الفاضل الأستاذ عبدالعزيز بن إبراهيم الهدلق أحد رجال التربية والتعليم. وقد عرفته زميلاً وصديقًا في مدينة الطائف، وجمعت بيني وبينه العديد من اللقاءات والمهمات الرسمية في الداخل والخارج. كان مجدًّا ومخلصًا في عمله، خلوقًا مع زملائه وكل من تعامل معه. تقلد العديد من المناصب والمسؤوليات التعليمية خلال خدمته الطويلة المشرفة التي بدأها في عام 1383هـ مدرسًا في ثقيف الثانوية بالطائف، ثم عُيِّن مساعد مفتش قسم لمدة سنة، ثم عُيِّن موجِّه قسم، ثم رئيسًا للشؤون الفنية، ثم نقل للوزارة في قسم اللغة العربية، ثم مديرًا لتعليم النماص، وهو الذي أسسه، ثم نقلت خدماته إلى وزارة العمل وكيلاً لشؤون الضمان الاجتماعي. وبعد إحالته للتقاعد عُيِّن عضوًا في حقوق الإنسان حتى توفاه الله بعد خدمة طويلة تجلت بالسيرة العطرة والإخلاص لله ثم للوطن والقيادة. والثاني: الكاتب الأديب الصحفي الأستاذ عبدالله أحمد الشباط الهجري صاحب ورئيس تحرير جريدة الخليج العربي في عهد صحافة الأفراد. عرفته واحدًا من الكتّاب الذين أسهموا في الكتابة خلال فترة إقامتي في مدينة الرياض منتصف السبعينيات الهجرية، وكان موجهًا لنا نحن الشباب قبل أن يكون مشجعًا.. وكنت أتواصل معه إلى وقت قريب، وكان دائم السؤال عن رفاق دربه ومن تتلمذ على صفحات جريدته، وله نشاطات أدبية في الصحف والمجلات، ومؤلفات أدبية وتاريخية.. وقد كُرم في مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس الذي أقامته وزارة الإعلام برعاية خادم الحرمين الشريفين لجهوده الأدبية والصحفية. وقد منحنا نحن الشباب آنذاك هو والأستاذ علي أحمد أبو خمسين مدير التحرير التشجيع والدعم المتواصل في مواصلة الكتابة، وكانا خير الداعمين لنا في تلك الفترة. رحم الله الراحلين الأستاذ عبدالعزيز بن إبراهيم الهدلق والكاتب الأديب الأستاذ عبدالله بن أحمد الشباط رحمة واسعة، وأسكنهما فسيح جناته، وجعل ما قدماه وأنجزاه في خدمة الأمة والوطن والقيادة من جهود إذا ذكرت شكرت في ميزان حسناتهم. وألهم أهلهم وذويهم وأصدقاءهم ومحبيهم الصبر والسلوان {إنَّا لهِ وإنَّا إِلَيْه رَاجِعُون}. ** ** علي خضران القرني - نائب رئيس النادي الأدبي بالطائف سابقًا
مشاركة :