نتابع معًا في هذا المقال، بقية المشروعات الصغيرة الاجتماعية التي طرحناها من قبل؛ بعرض أربعة مشروعات جديدة، يمكن لرواد الأعمال البدء بها. المشروع الخامس: “حاضنات أطفال وحدائق أطفال (رياض أطفال)” الفكرة: 1. عرفنا أن “التعلم” وليس “التعليم” هو أهم قضايا “التنمية الشاملة والمستدامة”، وأن جوهر عملية “التعلم” هو بدء الأطفال “التعلم” في مراحل مبكرة (من سن 2 : 4 سنوات في “حاضنات الأطفال”، ومن سن 4: 6 سنوات في “رياض الأطفال”؛ وذلك قبل “التعليم الأساسي” الذي يبدأ في الدول العربية بعد سن السادسة. 2. عرفنا أن أساس عملية “التعلم” هو البدء “بالتربية” قبل أو حتى بالتوازي مع عملية “التعليم” التي عادةً ما تركز على تنمية المعلومات والمعارف. 3. تأكدنا أن هدف “التربية” في مراحل الطفولة هو:- – “بناء الشخصية”، ويسمونه في اليابان ودول جنوب شرق آسيا “تربية القلب”. – غرس غريزة “حب التعليم” و”الرغبة في المعرفة” في نفوس الأطفال. 4. وحيث إن “منظومة التعليم العربية” في معظم الدول العربية غير مهيأة أو غير مستعدة لبدء عمليات “التعلم” لأطفالها مبكرًا، وقد لا تمتلك بعد البرامج والمناهج التربوية المناسبة لبدء هذه المرحلة؛ لذا فإن القطاع الخاص والمجتمع المدني ورواد الأعمال هم أفضل من يقدم هذه الخدمة بكفاءة وجودة تعتمد على “العلم والمعرفة” والإدارة المحترمة. 5. هناك نماذجModules لحاضنات الأطفال أو رياض الأطفال، أجنبية عربية وآسيوية يمكن الاقتداء بتصميماتها. وهناك عشرات البرامج والألعاب التربوية المناسبة للأطفال في سن مبكرة، وهناك ابتكارات “رواد أعمال عرب” لتصميم برامج تربوية جديدة “بصرية وسمعية”، يراجعها ويعتمدها خبراء التربية العرب (وهم كثيرون) مع خبراء علم النفس، وخبراء علم النفس الاجتماعي؛ وهي برامج تمثل- في حال نجاحها- “ثروة” لمنظومة “التعلم”، يمكن تصديرها. 6. تتوفر “دراسات جدوى” لإنشاء وتشغيل “حاضنات الأطفال” و”رياض الأطفال”، تحقق مشروعاتها عائدًا سنويًا كبيرًا وربحًا مؤكَدًا (رغم كونها مشروعات صغيرة اجتماعية)؛ لأنها تؤدى وظيفة أخرى(غير التعليم والتعلم)؛ إذ تمنح الوالدين فرصة ترك أطفالهما في مكان أمين أثناء العمل. المشروع السادس: “خدمات التوصيل ( (Delivery فكرة المشروع: 1- تصدر رئيس شركة “أمازون” (وفق مجلة فوربس)قائمة أثرياء العالم عام 2017، متفوقًا على “بيل جيتس”، و”بافيت” اللذين احتلا صدارة القائمة لسنوات طويلة. 2- ليست “أمازون” العملاقة شركة رائدة في التسويق الإلكتروني e-commerce & e-shoping فقط، بل أيضًا في خدمات “التوصيل”. 3- لم تعد “خدمات التوصيل” – كما بدأت- قاصرة على مطاعم الأغذية السريعة Fast Food التي أطلقت ثلاث وسائل للبيع مرة واحدة، وفي مكان واحد help your self?) (Take away/Delivery,، بل شملت أيضًا توصيل الأدوية، وخدمات التنظيف الجاف؛ ما يعني ظهور نشاط جديد “للتسوق” نيابة عن المشتري. 4- خلق خروج الوالدين للعمل مشكلة للأطفال، كان حلها حاضنات الأطفال ورياض الأطفال، لكن بقيت مشكلة “التسوق”، سواء لتوفير احتياجات البيت الأسبوعية، أو مشكلة توفير وطهي الطعام يوميًا. 5- توسعت “خدمات التوصيل” من خلال “مكاتب ومشروعات صغيرة” توفر “قائمة مشتريات” أسبوعية أو حتى شهرية وتوصيلها للمنازل، ثم توسعت أكثر لتوصيل الطعام والوجبات Food & Meals، ليس من قطاع الوجبات السريعة فقط، بل أيضًا من “مشروعات صغيرة اجتماعية” ناجحة في صناعة الطعام والوجبات، معظمها صناعات منزلية Home-based Business. 6- “خدمات التوصيل” مشروعات صغيرة اجتماعية، تعتمد على إدارة نشيطة، لديها شبكة معلومات دقيقة وقائمة طويلة أو قصيرة Short list من المطاعم المنزلية ذات الجودة، وموظفون نشيطون مدربون على “التسوق السريع” عالي الكفاءة والفاعلية، يتولون توصيل الطلبات للمنازل والمكاتب في أسرع وقت وبأعلى جودة. 7- “رواد الأعمال” المبتكرون، قادرون دائمًا على إضافة خدمات جديدة للتوصيل عبر العالم. المشروع السابع:”المستورد الصغير/المُّصدر الصغير” فكرة المشروع: 1- عرفنا من اقتصاديات الحجم Economy of scale أن للمشروعات الكبيرة ميزة هائلة عند الإنتاج الكبير Mass production أو الاستيراد والتصدير بكميات كبيرة. وهذا صحيح إلى حد كبير، لكنه ليس على الدوام، فالمشروعات الصغيرة تتمتع أحيانًا بميزة صغر حجم الإنتاج أو الاستيراد أو التصدير، فقد تجد سعر البدلة أو فستان السهرة- من إنتاج ترزي شهير في إيطاليا أو فرنسا أو بريطانيا- أضعاف سعر نظيرهما من أي مصانع غزيرة الإنتاج. 2- في كل بلد عربي، هناك منتجات مميزة، قد تكون تراثية أو يدوية أو أعشابًا طبية أو زيوتًا عطرية، لكن بكميات قليلة. وفي كل بلد عربي، هناك واردات مهمة مطلوبة، لكن قد يكون الطلب عليها قليلًا، أو يكون مستهلكوها من الفئات الأكثر احتياجًا، أو من الطبقة الوسطي الدنيا. 3- هنا قد تكون الحاجة ماسة، و”فرصة” لوجود “المستورد الصغير” و”المصدر الصغير”، والذي قد يقوم بالدورين معًا؛ وهو من يستورد- كل أسبوع أو كل شهر أو كل 3 شهور- حاوية واحدة فقط من السلع التي يريدها، ثم يقوم بتسويقها وتوزيعها حتى موعد الشحنة القادمة. ويقوم “المصدر الصغير” بالمهمة نفسها لتصدير حاوية واحدة كل شهر أو ثلاثة شهور من عسل النحل أو العسل الأسود المستخرج من مولاس قصب السكر، أو الدُّبْس المصنع من التمور العربية، أو زيت الزيتون عالي الجودة. 4- هناك “زهور” عالية القيمة، غالية السعر، تُقطف وتُصدَّر من هولندا لكل أوروبا في نفس اليوم بالطائرات. وهناك أنواع من الخميرة yeast تصنَّع وتصدَّر خلال اليوم نفسه؛ لأن مدة فاعليتها 30 أو 48 ساعة فقط، لصنع مخبوزات عالية القيمة والسعر. هذه صناعات وزراعات ربما تكون كبيرة أو معقدة التكنولوجيا، لكننا نتحدث عن “الفكرة”. يوجد إنتاج “صغير الحجم” يتطلب استيرادًا أو تصديرًا “صغير الحجم”، يكون الأنسب لإدارته “وتنميته” “رواد أعمال” ينتهزون “الفرصة” بعد “معرفة” و”بحث” و”مثابرة” تجعل “الفرصة” سانحة لهم. المشروع الثامن: “مشروع بعد الثامنة” After Eight : فكرة المشروع: 1- يعمل كثير من العاملين في بلادنا العربية، خلال ما يُسمَّي “وردية الليل” Night shift؛ مثل عمال المطارات، والموانيء، والفنادق، وصالات الجمارك، ومحطات الوقود، والمستشفيات، والصيدليات. ولهؤلاء احتياجات خاصة أثناء رجوعهم من العمل في الصباح الباكر، أو ذهابهم إليه نهاية الليل. 2- يقوم ما يُسمَّى بـ “السوق الصغير” Mini Market في محطات تموين الوقود، بدور كبير في تلبية احتياجات المستهلكين في أوقات تكون بها معظم المحلات Shops مغلقة، لكن في الأحياء والمناطق البعيدة تموت حركة الشارع، بل وحركة التجارة في نهاية الليل وأطراف النهار. 3- تطرح فكرة مشروع “بعد الثامنة” إقامة أكشاك Kiosk جذابة من حيث التصميم على ناصية بعض الشوارع الرئيسة، أو في منتصف شوارع طويلة عريضة محرومة من الخدمات التجارية، خاصة بعد الساعة 8 مساء وحتى صباح اليوم التالي. 4- يمتلك هذه الأكشاك ويديرها شباب طموح، ويغذيها بالبضائع والجرائد والمجلات شركات أكبر متخصصة. 5- توفر هذه الأكشاك: الجرائد/ المجلات/ الكتب/ التسالي والـ Snacks (البسكويت/ الشيبسي/ الشيكولاتة/ الكيك / المشروبات الغذائية/ العصائر/ الحلوى الجافة…). 6- تلعب هذه الأكشاك دورًا أمنيًا في الشوارع والأحياء الهادئة؛ من خلال سرعة اتصالها بالشرطة أو الإسعاف أو الأمن عند وقوع أية أخطار أو اشتباهات. 7- يحدد أماكن وتصاريح عمل هذه الأكشاك ومواعيدها، بلديات المدن والأحياء التي تقام فيها، ويتم حسابها على توصيلات الكهرباء وأية مرافق أخرى. 8- في الحالات والأماكن التي تستدعي وجود دورات مياه عامة Water Circle بالشوارع، يمكن إقامة هذه الأكشاك بالقرب منها، وتكليفها بإدارة هذه الدورات العمومية للمياه، ونظافتها وتحصيل عائداتها. 9- المجال مفتوح لرواد الأعمال الطموحين؛ لتطوير وتوسيع فكرة “بعد الثامنة After 8”. الحصول على الرابط المختصر
مشاركة :