الأنصاري يتنـزّه بقرائه في «حدائق روائية»

  • 11/6/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

صدر مؤخرا للأديب الروائي عبدالواحد الأنصاري كتاب (حدائق روائية) قراءات في السرد العالمي الحديث، عن دار ميلاد في 196 صفحة من الحجم المتوسط، يستعرض فيه نماذج من روائع النصوص السردية العالمية، يقترب فيه من عوالم تلك الأعمال، ويكشف علائقها وتوارد أفكارها، ويسلط النظر على ما يسميه بـ(اقتحام أسوار الحياد) يكشف فيه عدم براءة تلك النصوص والتصاقها الشديد بقضايا التدافع البشري والأحداث والمعارك السياسية والاجتماعية، لتعكس في جملتها نظرة مبدعيها المتكاملة لقضايا الكون والإنسان والحياة. يختار عبدالواحد أربع حدائق لتجريب رؤيته النقدية التي يعتمدها في قراءة الأعمال السردية والتي يسميها بـ(القراءة البانورامية) مكتفيا بالتطبيق عن الإطالة في التقعيد والتنظير، يقارب بين النصوص بعد مواجهتها مع بعضها، موضحا زوايا تميزها، كاشفا في الوقت نفسه خباياها وأقبيتها المستترة. أول تلك الحدائق يقابل فيها بين رواية التشيلي لويس سبولفيدا (العجوز الذي كان يقرأ الروايات الغرامية) الذي اعتبره المؤلف عملا فريدا ونموذجيا في العزف على لحن التحذير من إمبريالية الرجل الأبيض، مشيرا إلى تميزه في هذا العمل بالذات الذي يتجه فيه إلى هدفه كالرصاصة، مع وعيه الكامل بقواعد النشر الغربية؛ لينتج عملا يجمع بين: شدة الإيذاء، والنفاذ إلى القارئ الغربي بعد اتخاذه مبدأ (حماية البيئة) ركوبا؛ للالتفاف على مقصلة الرقابة. وجريا على نظرية (تداعي النصوص وترابطها) اختار الأنصاري رواية (ساعة نحس) لغابرييل غارسيا ماركيز؛ ليباري بها سبولفيدا، ويقابل بين استراتيجية الاثنين في عمليهما المتقاربين فكرةً وموضوعا، ويعرض طريقة معالجتهما للأفكار والمضامين، والفوارق بينهما، والمؤثرات النفسية والسياقية التي أدت إلى النتيجة التي خلص فيها إلى: أن (ماركيز كان يوقِّع على أوتار عدة: وتر اشتراكي، وثانٍ مضادٍ، وثالثٍ يهجو الديكتاتوريات، ورابع فني بحت، وخامس كرنفالي استعراضي؛ ومن أجل ذلك فإن اشتغاله المضاد للإمبريالية لا ينتابه حرج من أن يقتصر على السخرية منها فحسب، أما سبولفيدا فهو عاصفٌ مدمر، يشد من أزر السكان الأصليين، ويهدر دماء الغزاة البيض، ويجتثهم من جذورهم اجتثاثا). ويسير في بقية حدائق الكتاب الأربع نحو هذا المنحى الذي يرى أنه يمكِّننا من جعل السرد فنا واضحا وبناءً مترابطا، يشبه الطفل الشرعي في عائلة عريقة، تحتفظ بأعمدتها وسلاسلها النسبية، قبل أن يختم بالإشارة إلى العناية الفائقة التي بذلها في اختيار حدائقه، وأنها كانت خلاصة رحلة سرديةقضى فيها شطر عمره إن لم يكن الشطرين كليهما. كما يقول، وغاية رجائه في هذا العمل أن يكون احتمالا واحدا من احتمالاتها الممكنة. غلاف الكتاب

مشاركة :