فيلم المخرجة مريم جوبار المتوج بجائزة في مهرجان تورنتو يشارك في قرطاج السينمائي ويسلط الضوء على التشدد والنقاب.تونس - يشارك فيلم "إخوان" لمخرجته مريم جوبار في في مسابقات الدورة التاسعة والعشرين من "أيام قرطاج السينمائية" التي انطلقت في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني وتستمر أسبوعا. وتطغى "القضايا الراهنة" على الأفلام المشاركة في مسابقات المهرجان الدولي والطامحة للفوز بجائزة التانيت الذهبي. وتدور مواضيع كثير من هذه الأفلام حول رفض العنف والقمع وطلب الحرية، كما يطغى عليها الطابع الاجتماعي مثل الهجرة والتطرف الديني والمثلية الجنسية. افتتحت الدورة الحالية من "أيام قرطاج السينمائية" السبت وسط إجراءات امنية مشددة بعد أيام على الإعتداء الإنتحاري الذي وقع في قلب العاصمة تونس وأسفر عن سقوط عشرين جريحا. السينما الافريقية السينما الافريقية في الموعد وقضت إنتحارية في العقد الثالث من عمرها الاثنين بعد أن فجرت شحنة ناسفة كانت تحملها أمام دورية أمنية في شارع الحبيب بورقيبة، الشريان الرئيسي في قلب العاصمة تونس، ما أدى الى سقوط 20 جريحا بينهم 15 شرطيا. وغداة هذا الاعتداء، الأول من نوعه منذ قرابة ثلاث سنوات، إنهمك منظمو المهرجان في تزيين شارع الحبيب بورقيبة ورفعت اللافتات معلنة عن هذا الحدث السينمائي العربي الافريقي الذي دأبت تونس على تنظيمه منذ 1966. كما أقامت فرق من الفنون الشعبية مع عازفين شبان فعاليات في شارع الحبيب بورقيبة أمام جمهور غفير. وقال يوسف الشاهد رئيس الحكومة التونسية قبيل الإفتتاح "هذه الأيام السينمائية مهمة أردنا من خلالها القول أن الحياة تستمر في تونس التي تواجه آفة الإرهاب ليس فقط بالوسائل الأمنية بل ايضا من خلال الثقافة". هذه الأيام السينمائية مهمة أردنا من خلالها القول أن الحياة تستمر في تونس التي تواجه آفة الإرهاب وفاز الفيلم التونسي "إخوان" بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي. ودرست المخرجة مريم جوبار السينما في كندا، ويعتبر "إخوان" فيلمها القصير الثاني بعد "الآلهة، المخدرات والثورة"، والذي حصلت من خلاله على العديد من الجوائز. والعمل الروائي الجديد من إنتاج تونسي كندي سويدي مشترك، ويقوم ببطولته الممثل محمد حسين قريع. واستعانت المخرجة بشخصيات حقيقية تمثلت في عائلة متكونة من ثلاثة أشقاء رعاة أغنام لتصوير فيلمها. وقد كان الهدف من دمجهم في العمل إضفاء مصداقية عليه. ويروي الفيلم قصة عائلة تونسية تعيش في غابة تقع في منطقة الشمال الغربي من البلاد التونسية يمتهن أفرادها رعي الأغنام. وتصطدم العائلة بعودة ابنها من سوريا بعد أن التحق بتنظيم الدولة الاسلامية واصطف الى جانبها لنشر ثقافة القتل والدمار والدمار. ويتطرق الفيلم الى قصة مالك، شاب الثامنة عشرة الذي يعود إلى قريته مصطحبا زوجة منقبة بعد التحاقه بصفوف المقاتلين في سوريا ليواجه أباه المتمسك بالدين المنفتح والمعتدل. وينبش الفيلم في عالم الجهاديين والتنظيمات الاسلامية المتشددة. وتناولت المخرجة موضوع عودة الإرهابيين إلى بلدانهم ومن بينهم تونس بعد وصفها بعد الثورة بأنها المصدر الأول للإرهابيين إلى سوريا ومناطق القتال. ويسافر غالبية "المقاتلون والمقاتلات" الجدد بجوازات سفر تونسية مزورة إلى تركيا ليلتحقوا بإرهابيي تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق. وتصدر المقاتلون التونسيون قائمة مقاتلي التنظيم واحتل العشرات منهم مواقع قيادية خطيرة وفق تقارير أمنية استخباراتية تونسية وأجنبية. قالت مصادر أمنية إن السلطات التونسية "فتحت ملف تسفير الشباب إلى بؤر التوتر" من جديد في أعقاب تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية فيما شدد خبراء على أن "هناك معلومات بشأن التلاعب بجوازات السفر وتسهيل عملية التسفير". وأكدت المصادر أن "ملف تسفير الشبان والفتيات إلى سوريا والعراق يتصدر اهتمامات السلطات الأمنية في ظل تفكيك عدد من الخلايا الناشطة في هذا المجال". وكانت وزارة الداخلية أعلنت أن الأجهزة الأمنية فككت خلال العام 2017 أكثر من 40 شبكة متخصصة في التسفير و6 شبكات مسلحة وأكثر من 120 خلية استقطاب وأكثرمن 180 خلية إرهابية متوثبة. وعلى الرغم من أن السلطات الأمنية فرضت إجراءات مشددة على سفر الشباب عبر الخطوط الجوية ومنعت العام 2017 نحو 29 ألف شاب وفتاة يشتبه في اعتزامهم السفر إلى بؤر التوتر إلا أن شبكات التسفير اخترقت المنظومة الأمنية. يتصدر ملف محاربة الإرهاب برنامج حكومة يوسف الشاهد لكونه من أخطر الملفات التي تواجهها تونس في منطقة تعصف بها الهشاشة الأمنية طيلة السنوات السبع الماضية. وقال المنتج التونسي نجيب عياد رئيس المهرجان في مؤتمر صحافي الأربعاء أن اختيار الأفلام يتوقّف على مواضيعها وتفاعلها مع القضايا الراهنة، إضافة إلى مستواها الفنّي. تأسس مهرجان أيام قرطاج السينمائي في العام 1966، وهدفه دعم السينما العربية والإفريقية، وكان يقام مرّة كلّ عامين بالتوازي وأيام قرطاج المسرحية إلى أن تحوّل العام 2016 إلى مهرجان سنوي.
مشاركة :