تحوّلت الشبكات الاجتماعية من أدوات ترفيه افتراضية إلى وسائل تغيير حقيقية في مصر، هذا ما عكسته محاسبة مسؤولين أهانوا بائعة في مصر. وكان هذا الحدث ليمر مرور الكرام لولا انتشار الصور على فيسبوك وتحول الأمر إلى قضية رأي عام. القاهرة - شغل هاشتاغ #بائعة_الخضار المصريين على فيسبوك في اليومين الأخيرين. وفي التفاصيل فقد انتشرت صور على الشبكات الاجتماعية تظهر بعثرة خضروات سيدة مصرية بسوق 63 من قبل موظفي مجلس المدينة بالوحدة المحلية برأس البر في محافظة دمياط المصرية، كانت تبيعها بصحبة طفليها وزوجها الضرير. وانتشرت الصور على نطاق واسع ضمن هاشتاغ #بائعة_الخضار وتحولت في ساعات إلى قضية رأي عام في مصر. وكتب معلق على فيسبوك شارحا ما حدث: Shenauda Habib@ #اللاإنسانية.. ماذا يعني فقير غلبان في هذا البلد؟ يعني لازم تداس بالجزمة (الحذاء) وأنت بتسعطفهم وتترجاهم يتركوك في حالك. اسمها كريمة حمدان سعد شغلتها على باب الله تبيع خضارا واقفة في السوق بعربة دفع، تقف بها على جنب، وعليها القليل من الخيار والبطاطا واقفة علشان لقمة عيش حلال لا تنصب ولا تتفق على رشوة. واقفة حتى تصرف على عيالها وزوجها الذي يعاني إعاقة في عينه. متى يستشعر المسؤولون واقع المصريين وآلامهم متى يستشعر المسؤولون واقع المصريين وآلامهم وأضاف المعلق مكملا القصة: Shenauda Habib@ فجأة ظهرت شرطة المرافق ومعها السادة مسؤولو مجلس مدينة رأس البر، هربت بالعربة والأطفال إلى شارع جانبي لتختبأ من الطوفان، اكتشفوها، رئيس الحملة أمرهم بان يأتوا بها ..جرت بكل قوتها وصلت لبيتها لكنهم كانوا مصممين على الهدف والصيد الثمين. وصلوا لها حاولت أن تمسك بالعربة حاولت تصعد فوق العربة، لكن الكثرة بتغلب الغلابة. قلبوا العربة والخضار على الأرض. زوجها الضرير صرخ فيهم “يا عالم هذه بضاعة بالدّين”، لكن لا أحد سمعه. ليس هذا فقط، لكنهم كانوا يريدون تحرير محضر وأخذ العربة والميزان. بدأت كريمة تقبّل حذاء رئيس المجلس اللواء سمير صدقي، رئيس مجلس المدينة ضربها برجله وأوقعها على الأرض، أخذوا زوجها في سيارة الشرطة .. ترجت الضابط ترك زوجها وسط رعب العيال (أطفالها). وبالمقابل حاول البعض الذهاب بالقضية إلى منحى آخر بعد انتشار تدوينات تؤكد أن السيدة أحرقت نفسها، مشبهينها بمحمد البوعزيزي بائع الخضروات التونسي الذي أحرق نفسه ردا على مصادرة بضاعته، معلنا انطلاق الثورة التونسية في ديسمير 2010 التي انتهت بفرار الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي يوم 14 يناير 2011. فيسبوك أصبح محركا رئيسيا للأحداث وإعلاما بديلا لتوصيل رأي البسطاء في مصرفيسبوك أصبح محركا رئيسيا للأحداث وإعلاما بديلا لتوصيل رأي البسطاء في مصر وكتب مغرد: zezorezk@ إلى كل من يمتلك القليل من الإنسانية؛ ألم تكن هذه السيدة الفقيرة أولى بالمساعدة بدلا من دعائية مؤتمر الشباب الدولي المقام في مدينة شرم الشيخ؟ متى يستشعر المسؤولون واقع المصريين وآلامهم وأوجاعهم بدلا من الفشخرة والمنظرة الكذابة؟ #ارحل_يا_سيسي. وبالمقابل كتبت مغردة: Dt76Semsem@ أنا حذفت منشور بائعة الخضار لأن في ناس أولاد ستين كلب لا تميز بين طلب حق في دولة قانون وبين هجوم على سيادة الدولة وقلبت الموقف. وفي تجاوب سريع، ووفقا للصفحة الرسمية للمحافظة على فيسبوك، قررت منال عوض محافظة دمياط، إحالة المسؤولين عن واقعة إيذاء البائعة للتحقيق. وأكدت كريمة حمدان سعد الشهيرة بـ”بائعة الخضار” أنها شعرت بالرضا الممزوج ببصيص أمل، بعد أن اتخذت محافظة دمياط تلك الخطوة. ويذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خاصة فيسبوك الذي يستخدمه أكثر من 30 مليون مصري من أصل 100 مليون، أصبحت محركا رئيسيا للأحداث وإعلاما بديلا لتوصيل رأي البسطاء ممن همشتهم الظروف. ونجح فيسبوك في تأليب الرأي العام ضد ممارسات كثيرة خارجة عن المألوف.
مشاركة :