«كسارة البندق وعوالم الدنيا الأربعة».. متعة لم تكتمل

  • 11/7/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مارلين سلوم لا تعتمد على معرفتك القديمة للقصة الأصلية والمشهورة ل «كسارة البندق والملك الفأر»، خلال مشاهدتك للفيلم المعروض في الصالات حالياً «كسارة البندق وعوالم الدنيا الأربعة». هو «تجديد» للقصة، وإعادة صياغتها بما يتناسب وخيال «عالم ديزني»، الساعي إلى تحويل «كلارا» إلى إحدى أميراته الجدد. لكن هل تنجح ديزني في كسب ود الجمهور بهذه المجازفة، وبأسماء لا تعتبر الحصان الرابح في السباق السينمائي وفي شباك التذاكر؟«كسارة البندق» ليست قصة عرفناها في طفولتنا، كتبها إرنست ثيودور هوفمان عام 1816 ثم أخذها عنه وأعاد صياغتها الكاتب الفرنسي ألكسندر دوما؛ بقدر ما هي إحدى الأساطير التي جذبت الكتّاب والموسيقيين والسينمائيين على مر السنين.. وازدادت أهمية وشهرة منذ أن جعلها الموسيقار الروسي تشايكوفسكي مقطوعة كلاسيكية رائعة عام 1892، ثم تحولت إلى عرض باليه عالمي، مازال يقدم على المسارح وفي دور الأوبرا.في السينما يتسع الخيال، ويضع كل مؤلف وكاتب سيناريو ومخرج، لمسته ليقدم القصة نفسها برؤية جديدة. وهذه المرة، يأتي المخرجان لاس هالستروم وجو جونستون، ومعهما السيناريست آشلي باول بفكرة مختلفة، لينطلقوا من جذور القصة الأصلية نحو عوالم أخرى وأحداث تشعرك بأنك أمام عمل يحاكي «كسارة البندق» لكنه يبتعد عنها عمداً.الفيلم يضم مجموعة من النجوم، كيرا نايتلي بدور «شوغر بلام»، هيلين ميرن تؤدي «الأم جنجر»، ومورغن فريمن مجسداً العرّاب الملياردير «دروسلماير». لكنها أسماء لا تنتمي إلى نجوم الصف الأول الكفيلة بجذب الجمهور حتماً إلى الصالات، لذا يعتبر رهان شركة ديزني عليها مغامرة، خصوصاً أنها لجأت إلى تطوير أحداث القصة الكلاسيكية بحبكة متوسطة، باهتة التشويق، تشعرك باستمرار أن العقدة سهلة الحل والتفكيك، وأن الصراع لا يستحق منك التوتر أو الجلوس بأعصاب مشدودة طوال الوقت.. رغم أن الفيلم حوّل كل الدمى والشخصيات إلى كائنات حيّة، إلاّ أنه جاء بمستوى القصص الطفولية السهلة، ولم يرتق بها وبالأحداث إلى التشويق الحابس للأنفاس والمغامرات المقنعة، والتي يمكن تصديقها والتأثر بها وإن كانت ضرباً من الخيال.كلارا (ماكينزي فوي) فتاة عبقرية، تعرض أحدث اختراعاتها على شقيقها الصغير فريتز (طوم سويت)، بينما يستعد والدها مستر ستالبوم (ماثيو ماكفادين) وشقيقتها الأكبر لويز (إيللي بمبر)، لحفل ليلة الميلاد في منزل العرّاب الملياردير دروسلماير. كلارا الأكثر ذكاء والأكثر تأثراً بوفاة والدتها، يسلمها والدها هدية تركتها لها أمها قبل رحيلها، عبارة عن علبة بيضاوية الشكل، تحتاج إلى مفتاح مثلث لفتحها. تلتقي كلارا بالعرّاب الذي يملك عالَماً سحرياً، فتسأله عن سر المفتاح. يقدم لها خيطاً ذهبياً يقودها إلى عالم آخر، لتبدأ مغامرة مميزة، تكون هي بطلتها ويساعدها فيها جندي كسارة البندق الشجاع.مملكة سحرية تكتشفها كلارا، والمفاجأة بأن أمها كانت ملكتها وهي التي منحت تلك الدمى الحياة، وغادرتها فجأة مخلفة الكثير من المشاكل، وعلى ابنتها كلارا حلها من أجل إنقاذ العوالم الأربعة. اكتشاف المملكة السحرية يتضمن مشاهد جميلة، خصوصاً عند تولي شوغر بلام، مهمة تعريف كلارا بالمملكة، ومقارنة اختلاف التوقيت وسرعة الزمن بين عالمي الخيال في المملكة وعالم الحقيقة الذي أتت منه كلارا. الإخراج لعب دوراً مهماً في هذا المشهد ونجح في الجمع بين العالمين في لقطة واحدة معبّرة.من المشاهد الجميلة أيضاً، الاحتفال بقدوم ابنة الملكة (أي كلارا)، وتعريفها بالعوالم وما فيها، بعرض باليه على إيقاع موسيقى كسارة البندق لتشايكوفسكي، وبأداء راقصة الباليه الأمريكية المميزة ميستي كوبلاند. إنه الانتقال من أرض الورد إلى أرض الثلج إلى أرض الحلويات، دون المرور بالأم جنجر التي تم عزلها خارج المملكة، ولأسباب تكتشفها كلارا لاحقاً، فتستطيع حل اللغز والاستعانة ب «الملك الفأر». للأسف المتعة لم تكتمل، الإضاءة والموسيقى تم توظيفهما بشكل جيد، ولولا افتقار الحبكة للإبهار والتصعيد الذي يصل إلى القمة قبل أن يبدأ في التفكك شيئاً فشيئاً، لتمكن الفيلم من تحقيق النجاح المرجو منه. وكأن كاتبة السيناريو آشلي باول تخشى على الأطفال والجمهور من احتدام الصراع والإطالة في حبس الأنفاس، فتلجأ إلى اختصار الطريق والوصول إلى الحلول سريعاً.توقعت الشركة المنتجة أن تحقق أرباحاً أكبر عند انطلاق عرض الفيلم في أمريكا، إلا أنها لم تحصد حتى الآن سوى 20 مليون دولار، وتعتبر بداية ضعيفة؛ إنما تبقى الآمال معلقة على موسم إجازة الأعياد في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، والتي تدفع بالجمهور إلى الصالات وخصوصاً الأطفال بكثافة. بعض نقاط الضعف حالت دون ارتقاء «كسارة البندق» إلى درجة الإبهار ومنافسة أفلام ديزني الساحرة والتي قدمتها في السنوات الأخيرة بقوالب سينمائية تمثيلية، لتنقلها من عالم الكرتون الطفولي إلى أساطير الخيال والمشاهدة العائلية بامتياز، مثل أفلام «الجميلة والوحش» 2017 و«سندريللا» 2015 و«ماليفيسنت» 2014 والتي حققت الكثير من النجاح، ومن العائدات في شباك التذاكر.

مشاركة :