كسارة البندق على الجليد عرض آخر مبهر على مسرح دبي أوبرا، يكسر القواعد والحدود ويحمل كل أفراد الأسرة إلى عالم ممتع من الأساطير والأحلام. هذا العرض الذي جاب 27 دولة وشاهده 4 ملايين شخص حول العالم، يحط رحاله لأول مرة في دبي، وهو تطوير لباليه تشايكوفسكي الكلاسيكي الرائع ولكن بصورة عصرية وتقنيات حديثة في الإخراج والإضاءة وتحديات خاصة لتحويل رشاقة التعبير على أطراف الأصابع في الباليه إلى قوة ومهارة الأداء على شفرات التزلج. لا يستغرق المشاهد سوى دقائق قليلة قبل أن يدخل إلى العالم السحري الذي يطل عليه من خشبة المسرح المغطى ب 14 طناً من الجليد وسرعان ما تتوحد المشاعر مع الطفلة التي تستقبل هدايا عيد الميلاد تحت شجرة الكريسماس وتبكي عندما تنكسر الدمية، ولكنها سرعان ما تتحول إلى أمير من لحم ودم تخوض معها مغامرات مشوقة للكبار والصغار على حد سواء. واستغرقت تجهيزات المسرح وإعداد حلبة التزلج أكثر من 140 ساعة، ليغوص المشاركون في العمل بالجمهور في عالم مختلف تغلفه أجواء الحلم والأسطورة على الجليد. تباينت عناصر الإبهار من الاستخدام البديع للألوان المبهرة سواء في ملابس الراقصين أو في الديكورات، أو تغيير أحجام الأشياء من خلال خدعة بصرية تنتزع شهقات الإعجاب من المشاهدين. كما لاحظنا براعة فائقة في استخدام الإضاءة وخطوط الليزر على خشبة المسرح لتضيء ملابس العارضين، أو للمشاركة في المؤثرات البصرية والسمعية الخاصة فتصنع أجواء البرق والرعد فوق مقاعد الجمهور لتزيد من تلاحم المشاعر وتوحدها مع الأحداث بالقصة. وفي لحظات كثيرة لن تتمالك نفسك من إطلاق شهقات الدهشة والإعجاب حين يطير الراقصون بحركات بهلوانية والعودة ليقفوا بثبات بأحذيتهم ذوات الشفرة الحادة على الجليد. في لقائنا الخاص مع بطل العرض بوجدان بريزنكو، الذي يقوم بدور الدمية التي تتحول في ليلة ما إلى أمير من لحم ودم تحبه البطلة، يقول: ألعب هذا الدور منذ 3 سنوات وقمت ببطولة عروض عديدة على الجليد مثل سندريلا والجمال النائم وبحيرة البجع، فأنا أرقص على الجليد منذ 28 سنة وهي رياضة تختلف تماماً عن الباليه حيث نستخدم عضلات مختلفة وأحذية مختلفة كما أن اللغة التعبيرية والحركات تختلف. أما الفنانة إلينا سابريكينا، التي تؤدي دور ساحرة السكاكر، تقول: هذه هي زيارتي الثانية لدبي وأنا سعيدة جداً لقدومي لها مرة أخرى اشتقت كثيراً لأهم معالمها مثل برج خليفة وشاطئ جميرا، فدبي مدينة مذهلة تظل حاضرة في قلوبنا حتى بعد أن نغادرها، وتلفت إلى أنها بدأت التدريب على التزلج من عمر 4 سنوات وتشارك بهذا العرض منذ 6 أعوام. ويقول طوني ميرسر، المدير الفني لفريق كسارة البندق: هذه هي أول زيارة لدبي وأعجبتني كثيراً فأذهلني حجم التقدم العمراني والتطور الموجود بها والإمكانات المذهلة الموجودة في مبنى أوبرا دبي. وأشعر أننا محظوظون لتقديم هذا العرض هنا، فهناك حالة من الدفء والقرب لم أشاهدها من قبل في لندن أو باريس أو أي مكان في العالم، مشيراً إلى أن إمكانات المسرح الهائلة توفر مساحات جيدة لوجود عدد من الراقصين في نفس الوقت ولم يواجهوا صعوبة في تصنيع الجليد على المسرح وسلاسة الرقص عليه. وعن ارتباط عرض كسارة البندق على الجليد باحتفالات السنة الجديدة، يوضح أن أحداث العرض قائمة على فكرة تحقيق الأمنيات والأحلام ومعظم أحداثها تدور في احتفالات السنة الجديدة، مشيراً إلى أنهم يقدمون النسخة الروسية الأصلية من القصة التي تملك أخرى ألمانية، مضيفاً: نستخدم بعض الوهم والخداع البصري مثل خدعة (كرسي الوهم) التي استخدمناها في فقرة إخفاء الجدة، وهي تقنية تشبه ما يستخدمه ديفيد كوبرفيلد، في عروض الخفة الشهيرة به، وأكد ميرسر في نهاية حديثه أنهم سيعودون إلى دبي مرة أخرى لتقديم عرض بحيرة البجع على الجليد في نوفمبر/تشرين الثاني من العام المقبل.
مشاركة :