الإيرانيون يصبّون غضبهم على أصحاب المال والنفوذ

  • 11/8/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد العقوبات.. انتقادات عنيفة لحياة البذخ التي يعيشها قادة ورموز النظام جنيف - رويترز: يستخدم المزيد من الايرانيين مواقع التواصل الاجتماعي لتوجيه غضبهم الى ما يعتبرونه فساد وإسراف القلة صاحبة الامتيازات التي تنفق ببذخ في حين تعاني الاغلبية من صعوبات كبيرة في اقتصاد يواجه عقوبات أمريكية أكثر صرامة. وشهدت البلاد موجة احتجاجات خلال العام الاخير اتسم بعضها بالعنف، لكن مع تزايد الضغوط الاقتصادية يشير الناس بأصابع الاتهام بشكل متزايد الى أصحاب المال والنفوذ، ومنهم رجال الدين والدبلوماسيون والمسؤولون وأسرهم. ومن بين المنفسين عن هذا الغضب سيد مهدي صدر الساداتي وهو رجل دين مغمور نسبيا لديه أكثر من 256 ألف متابع لحسابه على موقع انستجرام حيث يكتب منشورات لاذعة تستهدف أبناء الصفوة. وفي أحد منشوراته الاخيرة انتقد «حياة البذخ» التي يعيشها قائد الحرس الثوري وابنه الذي نشر صورة شخصية على الانترنت وهو يقف أمام نمر مستلق في شرفة قصر. ومجرد الانتقاد العلني لعضو شهير في الحرس الثوري الوحدة العسكرية القوية التي ترفع تقاريرها الى الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي مباشرة هو في حد ذاته فعل تحدّ غير معتاد. وكتب صدر الساداتي يقول: «نمر في المنزل.. ماذا يحدث..». وأضاف «وهذا كله لشاب عمره 25 عاما لا يمكنه كسب مثل هذه الثروة. الناس تواجه صعوبات كبيرة للحصول على حفاضات لاطفالهم». وانخفض سعر العملة الايرانية الريال الى 149 ألف ريال للدولار في السوق السوداء المستخدمة في أغلب التعاملات من نحو 43 ألفا في بداية عام 2018 عندما توعد الرئيس الامريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي بين طهران وقوى عالمية والذي يهدف الى كبح برنامجها النووي. ودفع ذلك تكلفة المعيشة الى الارتفاع بحدة وقلل الواردات في حين دفع التهديد بعقوبات مالية أمريكية العديد من الشركات الاجنبية للخروج من ايران أو الابتعاد عنها. وقد يزداد الامر سوءا بعد أن بدأ سريان عقوبات اضافية هذا الاسبوع. خوفا من تنامي السخط من الثراء النسبي لقلة من سكان البلاد البالغ عددهم 81 مليون نسمة وافق الزعيم الاعلى على تأسيس محاكم خاصة يتركز عملها على الجرائم المالية. وأصدرت هذه المحاكم سبعة أحكام بالاعدام على الاقل منذ تشكيلها في أغسطس، وبعض المحاكمات أذاعها التلفزيون على الهواء. ومن بين المحكوم عليهم بالاعدام وحيد مظلومين الذي أطلق عليه الاعلام المحلي لقب «سلطان العملة»، وهو متعامل متهم بالتلاعب في سوق الصرف، ومن المزعوم أنه ضبط بطنّين من العملات الذهبية وفقا لما ذكرته وكالة الطلبة للانباء. لكن العقوبات المشددة لم تكن كافية للحد من السخط وأصبح كبار المسؤولين ورجال الدين في مرمى نيران الانتقادات. وقال سعيد ليلاز المحلل الاقتصادي والسياسي المقيم في طهران: «بسبب تدهور الوضع الاقتصادي يبحث الناس عمّن يلقون اللوم عليه، وبهذه الطريقة ينتقمون من الزعماء والمسؤولين في البلاد». ومن المرجح أن ترحب واشنطن باشارات تعرض المؤسسة الدينية والسياسية في البلاد لضغوط، اذ تأمل في أن تجبر طهران من خلال الضغوط الاقتصادية على كبح برنامجها النووي والتراجع عن خططها لمدّ نفوذها العسكري والسياسي في الشرق الاوسط. ويتراكم الغضب العام بين الايرانيين منذ بعض الوقت. فقد بدأت الاحتجاجات بسبب الصعوبات الاقتصادية في أواخر العام الماضي وامتدت في أكثر من 80 مدينة وبلدة وأسفرت عن مقتل 25 شخصا على الاقل. إضافة الى اسهاماته المكتوبة نشر صدر الساداتي فيديوهات لمناظرات بينه وبين بعض منتقديه. وفي إحدى هذه المناظرات واجه مهدي مظاهري ابن محافظ سابق للبنك المركزي انتقادات على الانترنت بعد نشر صورة له يرتدي فيها ساعة ذهبية ضخمة. وصاح صدر الساداتي وسط النقاش المحتدم قائلا: «كيف أصبحت غنيا.. بكم من المال بدأت حياتك وكم لديك الان.. كم قرضا أخذت». قال مظاهري الذي بدا غير قادر على الرد انه مستعد لنشر وثائق عن أوضاعه المالية. وتعرض أبناء أكثر من عشرة مسؤولين آخرين للانتقادات على الانترنت وأصبح يشار اليهم كثيرا بتعبير «أغا زادة» الذي يعني حرفيا بالفارسية «من نسل النبلاء»، لكنه تعبير ازدرائي كذلك يستخدم لوصف ما يبدو عليهم من مظاهر البذخ. واستهدفت الانتقادات كذلك رجال دين بارزين. فقدم محمد ناجي لطفي الذي كان يتولى منصب خطيب الجمعة في مسجد في ايلام في غرب ايران استقالته في أكتوبر بعد تعرضه لانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب صورة له تظهره خارجا من سيارة رياضية فارهة. ووصفت منشورات على فيسبوك لطفي بالمنافق لإلقائه الضوء في خطبه على سبل تمكن المواطن الايراني العادي من التغلب على الازمة الاقتصادية. وموجة الغضب كانت عاملا رئيسيا في استقالته من منصبه الذي شغله منذ 18 عاما.

مشاركة :