شاءت إرادة الله جل في علاه أن أحظى في يوم الأحد الرابع من نوفمبر الجاري بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه بعد فترة انقطاع دامت نحو عام حيث أبعدتنا مشاغل الحياة ومتطلبات العيش عن التواصل مع مجلسه العامر والاستماع إلى التوجيهات السامية النبيلة الصادقة من سموه الكريم، التي تمثل لنا أعظم دروس يمكن للإنسان أن يتعلمها، فنكسب منها العبر والخبرات التي قلما يجد المرء لها نظيرا. إن سموه الكريم ظاهرة مميزة من ظواهر الربط العضوي بين الأصالة وامتدادها التاريخي الحضاري، والمعاصرة بأفقها المستقبلي المستوعب إن لم يكن السابق بمدركاته وأحاسيسه وتحليلاته العميقة لما يمكن أن يحدث في المستقبل، وفوق هذا تجد سموه الكريم يمثل أروع صور التسامي، في حب الشعب والدفاع عن قيمه واستقلاله وعروبته المقترن بالبناء والعطاء، التي ميزت أسرة آل خليفة الكرام عبر القرون فكانوا رموزا لعزة وكرامة وأصالة البحرين، وفي حديث سابق لسموه أطال الله في عمره وأبقاه ذخرا للشعب والوطن، يؤكد تلك المعاني قائلا: «الشعب هو الباعث لآمالنا نحو مستقبل آمن للبحرين وأجيالها القادمة»، وفي حديث آخر قال سموه «إن غاية الحكومة هي ضمان سبل الرفاه للمواطنين على مختلف الأصعدة وتوفير متطلباتهم الحياتية بشكل مستدام». إن هذه الأحاديث والتوجيهات السامية لسموه الكريم ليست ترفا فكريا أو ترديدا لمقولات جميلة جاهزة تستهدف إغراء المستمعين وكسب ودهم، بل إن الشعب كل الشعب، يعلم أنها تعبير صادق عن إخلاص سموه وتفانيه في خدمة شعب البحرين الوفي، وأنها تتسق تماما مع المنهاج اليومي لعمل سموه. وكما أن حب البحرين شغل سموه الشاغل فإن كل من يحب البحرين بصدق لا بد وأن يحب ويجل سموه فهو رمز كبرياء الوطن وعميد نهضته المعاصرة. وعلى الصعيد الشخصي فقد وجدت، بل تلمست في مجلس سموه العامر حبا ذا وقع خاص ومعان عميقة ودلالات متنوعة، وأساليب تعبير متعددة ومتجددة عن ذلك الحب تؤكد أصالة وعمق ارتباط الجيل الحالي بالأجيال التي سبقته، حيث يتمسك الشعب بتراث الآباء والأجداد ويلتزم بنهجهم الأصيل في التواصل مع القيادة والانخراط في انشغالاتها، فهم كل متكامل غير قابل للتجزئة، عصي على الأعداء اختراقهم وتفتيت مصادر قوتهم ، من جانب، ومن جانب آخر فإن مظاهر المودة والإخلاص والطاعة لقيادة البلاد ورموزها الوطنية تعبر عن التزامنا الديني الصادق، حيث إن ديننا الحنيف عظم الوفاء، ومنح الأوفياء مكانة رفيعة في الدنيا والآخرة، وهو دين الطاعة والولاء، والإخلاص لله ولرسوله، وأولي الأمر الذين حملهم الشعب أمانة السهر على أمنه وراحته ونهضته. وإن البحرين شعبا وقيادة ملتزمة بتلك الثوابت تعبيرا عن إيمانها والتزامها بدينها القويم. كما أن من معززات تأصيل وتنمية الحب بين الشعب وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان خصوصية العلاقة بين سموه وبين تاريخ البحرين المعاصر، وبين سموه وبين عائلاتها، وبين سموه والأسر العربية العريقة في مختلف أرجاء الوطن العربي، بل بين سموه وبين أمن الوطن والأمة، فقد كان دائما صمام أمان نهضة البحرين. فسموه القوي الأمين الشجاع الحازم في مواجهة الصعاب والتحديات، وهو الصادق والشفاف في الإعراب عن مرئياته ، الحصيف والقويم الرأي في تقييم المواقف والتوجهات، الثابت الجنان الذي لا تهزه ريح ولا تخيفه جعجعة السلاح، لا يحيد عن أهداف شعبه مهما ادلهمت الخطوب وتداخلت الأوراق وفقدت البوصلات. وهو المتابع الذي لا يكل ولا يمل الإطلاع على أوضاع مواطنيه وإصلاح شؤونهم وإيجاد أنجع الحلول للمشكلات التي تواجههم في معترك الحياة، واجتثاث العقبات التي تعترض نشاطهم وتحد من إبداعهم للتعبير عن الولاء والإخلاص للوطن بأفضل صور العطاء وأرقى قيم الإنجاز. وسموه كريم مع شعبه.. نبيل مع أمته.. سخي في عطائه.. صادق وملتزم في وعده، ولين الجانب مع المخلصين الأوفياء.. حفي بضيوفه.. باسم في وجه مريديه وزواره لا ينسى أحدا، ويسأل عن أدق التفاصيل في حياتهم، ويسعى لمعونتهم ودعمهم في مواجهة التحديات التي قد تحيق بأي منهم. وسموه لا يخذل مخلصا ولا يغيب عن باله وفي. لقد خبر شعب البحرين والأمة العربية شخصية سموه وعطاءه وجهوده السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، النابعة من رغبة حقيقية صادقة وحب متوارث للشعب بكل أطيافه ومكوناته وبادله ذلك الحب، علاوة على أن سموه الكريم بيت الخبرة وموئل الحكمة وكنز المشورة ومعلم الأمة، ووالد الجميع. ونحن لا نزايد في حب البحرين ولكن نقول يكفي أنها منحتنا الأمن والأمان وغمرتنا بفيض حب أهلها، فوجب علينا الوفاء والإخلاص والولاء لها، وحب من يحبها، ومن يحبه أهلها ، لك يا سيدي خليفة بن سلمان حبنا وولاؤنا وإخلاصنا فأنت والدنا الذي مهما نقول في حقه تعجز الكلمات عن الوفاء له، وإن كلماتك التي أطريت بها بحقنا في مجلسك العامر، لنعجز مهما فعلنا أن نرد جزءا من معانيها الكبيرة، فما نحن إلا أبناؤك البررة إن شاء الله، وجنودك الذين لن يتراجعوا عن الدفاع عن البحرين وقيادتها الخليفية الخليجية العربية المسلمة حتى الاستشهاد. حفظ الله البحرين وحفظ قيادتها وأعانها في تحقيق كل ما تصبو إليه خدمة لحاضر الشعب ومستقبله. { أكاديمي وخبير اقتصادي
مشاركة :