عبّر عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة الجزائري (الغرفة البرلمانية الثانية)، عن تخوفه من المخاطر التي تهدد أمن الجزائر، بسبب التوتر الذي تعرفه حدودها الجنوبية خاصة. وقال بن صالح، أمس، في لقاء بالعاصمة مع أطر حزب «التجمع الوطني الديمقراطي»، الذي يرأسه: «إن الجزائر تواجه هذه الأيام تحديات أخرى على الصعيد الأمني، بفعل التوترات التي تشهدها حدود الجزائر الشرقية والجنوبية خاصة، وهي التحديات التي رفعت درجة أهبة الجيش الوطني الشعبي استعدادا للرد المناسب على أي جهة تسعى للمساس بأراضينا، أو حدودنا الإقليمية أو الإضرار بنسيجنا الاجتماعي». وأشاد بن صالح بما «يلحقه الجيش من ضربات مؤلمة لفلول الإرهابيين، ولما يسعى إلى تحقيقه في نطاق تثبيت أجواء السلم والأمن والاستقرار في كافة ربوع المنطقة، تكملة لما تقوم به الدولة عبر العمل الجاد الرامي إلى إرساء دعائم ثقافة تصدير الأمن والسلم لدول الجوار، بعيدا عن كل أشكال التدخل في شؤون البلدان الأخرى»، في إشارة إلى مساع تقودها الدبلوماسية الجزائرية، لإيجاد حل لأزمتي ليبيا ومالي. يشار إلى أن «التجمع الديمقراطي»، هو ثاني قوة سياسية في البلاد، من حيث التمثيل البرلماني، بعد حزب الأغلبية «جبهة التحرير الوطني». وهاجم بن صالح تكتل الأحزاب المعارضة «تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي» بسبب عدم اعترافها بشرعية عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجمهورية، وقال: «إن ما نشهده هذه الأيام من سلوك خارج المعايير السياسية هو، من وجهة نظرنا، انزلاق سياسي خطير وصل للأسف إلى حد المجاهرة بالإساءة للدولة ولرموزها ولقادتها التاريخيين»، وذلك في إشارة إلى السياسي الجزائري سعيد سعدي الذي اتهم الرئيس الأسبق الراحل أحمد بن بلة بـ«العمالة لقائد الاستخبارات المصرية سابقا فتحي الذيب». وقال بن صالح إن حزبه «لا يتعاطى مع الأشياء بمنطق ازدواجية المعايير؛ إذ لا يمكن له أن يدير ظهره لبرنامج السيد رئيس الجمهورية ولمساعيه الرامية إلى التغيير الهادئ والمعزز بإصلاحات قوية وعميقة، يدعمها ويعمل على تطبيقها في الميدان». وأضاف أن التجمع الوطني الديمقراطي «لا يمكنه أن يترك هذا الخيار لينخرط في اتجاه آخر، لا يجد موقعا له في قناعات أبنائه». من جهة أخرى، اتهم بن صالح المغرب بـ«السعي إلى جر الجزائر إلى موضوع هو بين يدي الأمم المتحدة»، في إشارة إلى اتهامات صادرة عن مسؤولين مغاربة، مفادها أن الجزائر «طرف رئيسي في نزاع الصحراء». وقال بن صالح إنه «يستهجن السلوك السياسي والإعلامي الذي تمارسه بعض الأوساط السياسية والإعلامية في المغرب حيال الجزائر، ويدعو إلى الكف عن مثل هذه الأساليب، والتفكير في ما يخدم مستقبل المغرب العربي الكبير». وحضر اجتماع أطر «التجمع»، أحمد أويحي، الأمين العام السابق للحزب، ومدير ديوان الرئيس بوتفليقة حاليا، الذي يشاع بأنه سيخلف رئيس الوزراء عبد المالك سلال في تعديل وزاري «وشيك». وترأس أويحي الحكومة 3 مرات، وغالبا ما يعود إلى العمل الحكومي عندما تواجه البلاد أزمة اقتصادية، كالتي تعرفها حاليا بسبب انهيار أسعار النفط، الذي يعد المصدر الوحيد لمداخيل البلاد.
مشاركة :