وصف الشيخ منصور نياس رئيس مؤسسة روض القرآن بالسنغال، والمستشار الديني الخاص لرئيس السنغالي، التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لكثير من الدول العربية والإسلامية بشكل سافر، بأنه أمر مثير للقلق؛ لأن إيران لديها مخطط عدواني يعتمد على التفتيت والتقسيم، وإثارة الفتن المذهبية والطائفية، ودعم الميليشيات المتطرفة. وقال الشيخ منصور نياس في حديث خاص ل«اليمامة» على هامش مشاركته في المؤتمر العالمي الذي نظمته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بالقاهرة مؤخراً: إن المد الصفوى كالسرطان يجب استئصاله من جذوره، كما أعلن الشيخ منصور نياس عن إطلاق مبادرة لنصرة بلاد الحرمين والتضامن مع المملكة ضد ما تتعرض له من حملة للنيل من سمعتها تبدأ من السنغال، وتمتد إلى كل الدول المجاورة لتكوين رابطة قوية للتضامن مع المملكة ونصرة الحق. r حدثنا عن مشاركتكم في المؤتمر العالمي الذي تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت شعار«التجديد في الفتوى» وأهمية هذا المؤتمر؟ - نعم أنا عضو مؤسس في الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والحمد لله هذا المؤتمر من المؤتمرات المهمة التي تناقش قضية التجديد في الفتوى بهدف التأكيد على أن الشريعة الإسلامية ليست جامدة، بل مرنة متحركة، تُساير الزمان والمكان، والتطور البشري باستمرار، تنظم حياة المسلم تنظيماً محكماً، وتواكبه في أطوار حياته كلها، ومن هنا تبرز أهمية الفتوى، وتظهر خطورتها، وحاجة المسلم إليها في كل وقت، ونحن كمسلمين أصبحنا اليوم أحوج ما نكون إلى التجديد الذي يرتقي بالمستوى العلمي للفتوى، وتطور قواعدها الإجرائية، ويوسع النظرة لاستيعاب قضايا العصر الحديث بما يناسب مقاصد الشريعة، والفتوى اليوم أحوج ما تكون إلى وضع ضوابط تصون قداستها، وتحدد شروطها في ظل هذا السيل الجارف من الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، وتبادل المعلومات، وبالتالي فإن تجديد الفتوى اليوم أصبح ضرورة وليس اختياراً، يدعو له تطور الحياة، وتغير كثير من معالمها، وتعقد الحياة نفسها، وتسارع وتيرتها، ما يحتم الرجوع إلى منظومتنا الأصولية التي عليها العمدة في استخراج الأحكام بالتنقية والتوسيع والإضافة لتشمل هذه النوازل المستجدة وتلاحق تطورها. الخطر الإيراني r بخلاف مشكلات الإفتاء في العالم الإسلامي هناك تحديات أخرى خطيرة تتمثل في جماعات الإرهاب التي تدعمها إيران لتنفيذ مخططاتها التخريبية في كثير من الدول العربية والإسلامية ما تعليقك على ذلك؟ - إيران كما هو واضح للجميع لديها مخطط يهدف لبسط النفوذ والهيمنة خاصة تجاه جيرانها في دول الخليج فالتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لكثير من الدول العربية والإسلامية بشكل سافر، أصبح أمراً مثيراً للقلق لأن المخطط الإيراني العدواني الذي تسعى إيران لتنفيذه يعتمد على التفتيت والتقسيم، وإثارة الفتن المذهبية والطائفية، ودعم الميليشيات المتطرفة مثل حزب الله في لبنان وميليشيات الحوثي في اليمن للقيام بعمليات إرهابية وتخريبية تهدد أمن واستقرار الدول حتى تتمكن إيران من تحقيق الهيمنة والنفوذ الذي تحلم به. ولم يتوقف المخطط الإيراني عند تدخلها في الشؤون الداخلية لدول الخليج أو اليمن أو البحرين أو سوريا وغيرها لكن امتد هذا المخطط إلى دول أخرى خاصة في إفريقيا، فالمد الصفوي يحاول الآن أن يتغلغل في إفريقيا، ولكن إن شاء الله تعالى سنستأصلهم من جذورهم، لأنهم لا يحملون في طياتهم خيراً لا للإسلام ولا للإنسانية ولا للزمان ولا للمكان، ونحن كدعاة إلى الله تعالى لن نسمح للتمدد الإيراني، ونحن نتمنى من المملكة العربية السعودية وكل من يتعاون معها في صد المخطط الإيراني الإرهاب والخراب في العالم أن يقفوا معنا لغلق الأبواب أمام المد الصفوي خاصة في إفريقيا. التخريب الصفوي في إفريقيا r ما مظاهر المد الإيراني التي ترون أنها تمثل خطراً فى إفريقيا؟ - لدينا معلومات مؤكدة مائة في المائة أنهم دخلوا إلى دولة مالي ونيجيريا ودول إفريقية أخرى لتنفيذ مخططهم الإجرامي لنشر بذور الفتن الطائفية والمذهبية، وهم يحاولون الآن فى السنغال، ولا نتمنى لهم أرضاً خصبة، ونحن لدينا معلومات دقيقة بوجود مخطط إيراني خطير يريد أن ينتشر كالسرطان في القارة الإفريقية مستغلين ظروف الفقر والجهل التي تعاني منها بعض الدول في القارة الإفريقية، ونحن نريد أن نتعاون مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي كي يساعدوننا في صد المد الإيراني عن القارة الإفريقية حتى نستطيع أن نوقفهم عند حدهم. r كما تعلمون أن إيران تتدخل بشكل سافر في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي واليمن وغيرها، وتدعم كذلك التنظيمات الإرهابية، كيف يمكن مواجهة الخطر الإيراني على أمن واستقرار المنطقة؟ - محاولات إيران التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي للاستيلاء على أراضي في بيئة عربية أمر مرفوض، وكذلك دعمهم للميليشيات الحوثية في اليمن، وكذلك دعمهم لحزب الله وميليشيات أخرى أمر مرفوض، ويحتم على الجميع أن يستيقظوا لمواجهة المد الصفوي حتى لا يجدول لهم مأوى لترسيخ فكرهم الشيطاني في عقول النشء الجديد. r كما تعلمون أن المملكة العربية السعودية لم تتوان لحظة في محاربة الإرهاب لأجل توفير الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة والعالم، والدليل على ذلك مبادرة المملكة بتكوين التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، كيف ترون أهمية هذه المبادرة؟ - هذه المبادرة مهمة وضرورية جداً، وجاءت في الوقت المناسب، ولذلك انحازت لها الدول الإسلامية أو أغلبها ووقفت خلف المملكة لأن هذه المبادرة تؤكد أن المسلمين يد واحدة ضد الإرهاب، وأن الإسلام دين يرفض ويجرم العنف والقتل والإرهاب، والسنغال كانت من أوائل الدول التي شاركت في التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب. كما أنه يجب علينا كمسلمين شعوباً وحكومات أن نضع أيدينا فوق أيدي بعض، وأن نقف كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً في مواجهة الأخطار التي تتهدد أمن واستقرار الدول الإسلامية، وأن نعالج مشكلاتنا الداخلية فيما بيننا دون جدل أو تراشق، وأن نطبق منهج العدالة والوسطية والتسامح والتعايش السلمي فيما بيننا وننشر عبير السلام إلى ربوع العالم كي نصحح صورة الإسلام مما لصق بها من شبهات وتشويه وأن نؤكد للعالم بأفعالنا وليس بأقوالنا فقط بأنه دين محبة وسلام. مبادرة لنصرة بلاد الحرمين r أخيراً، لعلكم تابعتم الحملة تم شنها ضد المملكة للنيل من سمعة المملكة، ما تعليقك على هذه الحملة وما أهدافها ولماذا فى هذا التوقيت بالذات؟ - من يفعل ذلك إنما لأجل أغراض دنيئة فى نفسه، ومهما فعل الحاقدون لن ينالون من سمعة المملكة شيئاً لأن محبة المملكة تتخلل قلوب كل المسلمين، وأدعو كل المسلمين بأن يقفوا وقفة رجل واحد لمناصرة المملكة وأن نرفض جميعاً رفضاً قاطعاً كل ما يحاك من الدسائس والمؤامرات التخريبية ضد المملكة، وأنا سوف أطلق مبادرة لنصرة بلاد الحرمين والتضامن مع المملكة بداية من السنغال، وفي كل الدول المجاورة والعمل على تكوين رابطة قوية لنصرة الحق وسندافع عن المملكة بأقلامنا وبدعواتنا الخالصة. r ماذا تقول لمن يريدون تشويه صورة المملكة؟ - أقول لهم موتوا بغيظكم، وأن أيادي المملكة بيضاء غمرت العالم بعطائها اللامحدود، ولم تتخل عن أي دولة واجهت كوارث أو أزمات، وهي دائماً تسارع لنصرة المظلومين والمنكوبين، ولديها المؤسسات الخيرية التي تغدق بالعطاء للمسلمين في كل ربوع العالم، وتمسح دموع الفقراء، وتلك هي الأخلاق النبوية، ونحن كدعاة إلى الله تعالى نملك سهام الليل، وهي الدعوة الصالحة كما علمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - فالمؤمن سلاحه الدعاء، ونحن دائماً نوجه جميع أهلنا في السنغال ونوصيهم بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، يحفظهما الله تعالى، والأمير محمد بن سلمان هو صاحب الرؤى المتجددة والمبادرات المعاصرة وهو من فتح قلبه للشباب في كل ربوع المملكة لمدى بعيد يناسب الإسلام لمواكبة العصر.
مشاركة :