ينطبق على «رضا الدمياطي»، ابن مدينة الزقازيق، وصانع حلوى المولد النبوي الشريف، المثل الشعبي الشهير «ابن الوز عوام»؛ حيث يتجاوز عمر مصنعه الخمسين عامًا، وفي مثل هذه الأيام من كل عام وقبلها بنحو الشهر، قبل الاحتفال بذكرى مولد رسول الهدى، يتحول «المصنع» إلى خلية نحل، من العمال، لإنتاج الحلوى الشهيرة، ولسد حاجة الزبائن، وتحقيق الربح المنتظر في كل عام.يبلغ «رضا» من العمر ٥٤ عاما، وورث مصنع الحلوى عن والده، الذي غادر مسقط رأسه بمدينة دمياط، ليستقر في الزقازيق، عام١٩٦٧، ويفتخر دائما بأنه من عائلة «حلوانية» أبا عن جد، تتميز بسر صناعة «المشبك» وكافة أنواع الحلوى، ويتميز عن غيره أيضًا من بائعي الحلوى، بأنه يصنعها بنفسه ويبيعها ساخنة، بمساعدة ١٠ عمال آخرين، ويصنعها طوال العام، بنسبة إنتاجية أقل من أيام الموسم، للزبائن الذين يأخذونها هدايا للدول العربية والأوروبية، وأصبح له زبائن في تلك الدول.حيث تعلم المهنة منذ نعومة أظفاره وأتقنها في صباه، حتى صار صنايعي محترفا، وأدار مصنع والده بأكمله، وقتما بلغ من العمر ٢١ عاما، مما أذاع صيته بين التجار والصنايعية.يقول «الدمياطي»، إن ما يجعل منتجه جيدا، أنه يضع نفسه مكان الزبون من حيث الذوق، مما يعود عليه بجودة أكثر، كما أنه يختار الخامات ذات الجودة العالية، أبرزها المكسرات المستوردة من الخارج، ويستخدم جوز الهند الإندونيسي الغني بالزيت والمياه، وعين الجمل الأمريكي، والحمص والسوداني والسكر المصري، والسمسم الهندي، في صناعة النواشف من الحلويات والرطبة، التي تعرف بالاسم التجاري بـ«الفواخر والشعبي»، والأكثر مبيعًا هو كيلو المشكل؛ لأنه اقتصادي السعر، ويستطيع المواطن الفقير شراءه، ويتشكل من العلف المصنوع من الحمص والسوداني والسمسم، وقرص الحلاوة الأبيض المخلوط بالمكسرات.وعن سعر الحلوى هذا العام، قال إنها في متناول الجميع، فالأسعار تبدأ من ٥٠ جنيها للكيلو، وتنتهي عند ٣٥٠ جنيها، أما بالنسبة للمواطن البسيط يمكنه شراء الشعبي المعروف بالكيلو المشكل بقيمة ٥٠ جنيها، المكون من قرص الحلاوة الأبيض بالحمص أو السوداني أو السمسم، والعلف والملبن الشعبي، متابعا: «أهى حاجة تفرح العيال، والموسم ما بيعديش إلا والناس كلها داقت الحلاوة وانبسطت».وأشار، إلى أنه يعتمد في صناعة حلوى المولد، على الأيدي العاملة، أكثر من الآلات والماكينات، إلا في نطاق محدود، ويعتبر القرص الأبيض هو الأساس، الذي يتكون من مزيج من السكر والجلوكوز والمكسرات والأسانس «الرائحة»، والفانيليا، إضافة إلى أقراص البندق والجوز واللوز، التي تعد في متناول الأغنياء، فالقرص الصغير يباع بـ٤٠ جنيها.وأضاف: «أن عرائس المولد المصنوعة من السكر، والمزخرفة بالورق الملون والجريد، انقرضت، وأصبحت تصنع في نطاق ضيق، لقلة المبيعات منها، لكننا استعضنا عنها بشغل جديد، فأدخلنا قمر الدين والمكسرات بكثرة عن السابق، وعلى الرغم من أنها كانت في البداية خسارة للبائع والمصانع، فإنها تعد سمعة سيئة للبائع؛ لأن الناس أصبحت على وعي أكثر من السابق، وأنها سكر مخزن من العام السابق ويعاد تصنيعه».خاتما قوله: «على الرغم من صناعتنا لكل أنواع الحلوى طوال العام، فإن صناعة حلوى المولد النبوي، لها مذاق خاص، وفرحة تختلف عن صناعتها بقية العام، وفرحة الناس بها في الموسم تبهجنا، وما يزيد سعادتهم أنهم يشترونها من المصنع ساخنة، وهو ما يجعلنا نشعر بالسعادة، لأننا تسببنا في سعادتهم».
مشاركة :