قال سعادة الدكتور عبدالعزيز بن محمد الحر -مدير المعهد الدبلوماسي- إن دولة قطر تعاملت مع أزمة الحصار بنهج إيجابي، بما حقق للدولة كثيراً من المكاسب الآنية وبعيدة المدى، لافتاً إلى أن قطر اختارت لنفسها منهجاً استراتيجياً في إدارة الأزمة، وبنت عليه خططاً تنموية تساعدها على التعامل مع الأزمة، بالشكل الذي يحفظ سيادتها ووجودها، ويضمن استمرار التنمية في الوقت ذاته.في حديث مع وفد باكستاني يزور البلاد حالياً، للاطلاع على تجربة قطر وما اتخذته من إجراءات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية لمواجهة الأزمة، أوضح سعادته أن الدولة اختطت لنفسها منهجاً علمياً عملياً في التعامل مع الأزمة يعتمد على مبادئ أساسية، وهي الحفاظ على السيادة والاستقلالية، وتحقيق الأمن والأمان للشعب والمقيمين، وتأمين الاحتياجات الأساسية للشعب والمقيمين، وتفعيل الدبلوماسية القطرية والعلاقات الدولية لبيان الموقف القطري من الأزمة، والحصول على الدعم الدولي ضد تغول دول الحصار.
وأضاف: تحركت قطر على مستوى المنظمات الحقوقية والدولية، لتطبيق القانون الدولي والاتفاقيات الدولية ضد الإجراءات الجائرة من قبل دول الحصار، وكانت في سباق مع الزمن لإدارة هذه الأزمة، وحماية مكتسباتها من أي اعتداء خارجي، أو أية محاولة للتأثير على عجلة التنمية في الدولة.
ونوّه بأن التحدي الذي قابلته القيادة القطرية في مواجهة الحصار من 4 دول كان كبيراً وخطيراً جداً، وركزت في منهجها الإيجابي على تحقيق مفهوم الأمن الشامل بشقيه الوقائي والتنموي، والذي يغطي معظم جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية.
وتابع: تبنت دولة قطر توفير الأمن الغذائي والمائي والدوائي، والأمن العسكري، والأمن الإعلامي، والأمن الاقتصادي، والأمن السياسي، والأمن التنموي، والأمن الاجتماعي، الأمر الذي مكّن من تجاوز أزمة الحصار.
وتحدث سعادة الدكتور عبدالعزيز الحر عن أن الدبلوماسية القطرية بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ومتابعة وتنفيذ سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ساهمت في تقديم صورة واضحة وحقيقية لتوضيح وجهة نظر قطر في الرد على مطالب دول الحصار، التي تتهم دولة قطر بدعم الإرهاب.
وبيّن سعادته أن دولة قطر شريك دولي في مكافحة الإرهاب، وهي الدولة الوحيدة خليجياً التي وقّعت على اتفاقية مشتركة مع الولايات المتحدة الأميركية لتوفير الدعم لمكافحة الإرهاب.
وأشار إلى دور الإعلام القطري في التعامل مع الأزمة باستراتيجية دفاعية توضيحية، حتى تبينت نوايا دول الحصار واستعدادها المسبق للحملات الإعلامية المعدة مسبقاً ومدفوعة الأجر، مضيفاً «عندها فقط سعى الإعلام القطري لتحقيق قدر من التوازن، وقلب الكفة لصالح قضيته العادلة، وكشف زيف وكذب إعلام دول الحصار».
من جانبه، وجّه الوفد الباكستاني الذي ترأسه السيد فرحان عزيز خواجه عدداً من الأسئلة حول الدبلوماسية القطرية في إدارة الأزمة، مشيراً إلى أنه يقوم بجولة في عدد من الدول العربية والأوروبية.;