هل تنجح محاولات التهدئة قبل القمة الأميركية الصينية

  • 11/10/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - قبل ثلاثة أسابيع من عقد القمة الثنائية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ على هامش قمة العشرين في الأرجنتين، استقبلت الإدارة الأميركية الجمعة اثنين من كبار المسؤولين الصينيين لعقد لقاء على أمل التوصّل إلى تهدئة التوتّر بين البلدين. استقبل وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان مايك بومبيو وجيم ماتيس في واشنطن نظيريهما الصينيين يانغ جيشي ووي فينغهي، قبل عقد مؤتمر صحافي مشترك تم تنظيمه في مقرّ وزارة الخارجية الأميركية. ويندرج هذا الاجتماع الثاني من “الحوار الدبلوماسي والأمني” بعد اجتماع أوّل جرى في أبريل 2017، في إطار جهود إحياء العلاقات الأميركية-الصينية التي قرّرها رئيسا البلدين. وكان ترامب وشي أطلقا هذه المفاوضات في القمة التي عقداها في أبريل 2017 في مارا لاغو في ولاية فلوريدا الأميركية، وأكّد الرئيس الأميركي في ختامها أنّه “بنى صداقة” مع نظيره الصيني. لكنّ كل هذه المفاوضات اصطدمت بتغير اللهجة، حيث استأنف ترامب الخطاب الهجومي الذي اعتمده خلال حملته الانتخابية وفتح حربا تجارية مع الصين رافقتها هجمات على جبهات عدّة. هوا شونيينغ: نأمل أن تفضي المفاوضات الأميركية الصينية إلى تفاهمات ونتائج جيدةهوا شونيينغ: نأمل أن تفضي المفاوضات الأميركية الصينية إلى تفاهمات ونتائج جيدة واتّهم نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الصين مطلع أكتوبر بسرقة صناعات تكنولوجية حسّاسة وباعتماد سياسة توسّعية دبلوماسية وعسكرية وبالمساس بالحريّات العامة وبالأقلّيات الدينية وحتى بالتدخّل في الانتخابات الأميركية . وبعيد ذلك، لقي بومبيو استقبالا فاترا في بكين وتمّ إرجاء هذا الحوار الذي عقد الجمعة حيث كان مقرّرا مبدئيا تنظيمه أكتوبر في الصين. ويفسر العديد من المراقبين انعقاد اللقاء في واشنطن بأنه يأتي ضمن تجدد المحاولات للتهدئة بين الولايات المتحدة والصين. والخميس قال سفير الولايات المتحدة في بكين تيري برانستاد للصحافيين “نريد علاقة بنّاءة مع الصين هدفها تحقيق نتائج”، مؤكّدا أنّ “الولايات المتحدة لا تحاول احتواء الصين، لكننا نريد العدل والتعامل بالمثل”. وأوضح الدبلوماسي الأميركي أنّ الحوار يفترض أن يسمح بتبادل “صريح ومفتوح” للآراء حول قضايا عديدة مثل عسكرة بحر الصين الجنوبي المتزايدة وحقوق الإنسان ومراقبة الفينتانيل، المسكّن القوي النباتي المنشأ الذي أدّى إلى عدد غير مسبوق من الوفيات بجرعات زائدة في الولايات المتحدة. وفي بكين، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ الجمعة إنّ الصين تأمل في أن “تفضي المحادثات إلى نتائج جيّدة جدا” وأن تسمح “بتعميق التفاهم” مع أكبر قوة في العالم. وبحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة، صرّح الرئيس الصيني خلال لقاء مع وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر في بكين الخميس أنّه “تجدر الإشارة إلى أنّ أصواتا سلبية بشأن الصين ارتفعت لفترة في الولايات المتحدة”. وأضاف أنّه وافق على لقاء ترامب في الأرجنتين لتبادل وجهات نظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك”. وأكّد أنّ الصين “مازالت ملتزمة ببناء علاقة مع الولايات المتحدة لا تشوبها نزاعات أو مواجهة. وستكون كوريا الشماليّة على جدول الأعمال أيضا، إذ أنّ واشنطن تريد إبقاء الضغط على بيونغ يانغ التي تطالب من جهتها بتخفيف العقوبات الدولية عنها مقابل مضيّها قدما على طريق نزع سلاحها النووي. لكنّ القضية الأساسية بالنسبة للوفد الصيني هي تايوان والموقف الذي مازال ملتبسا جدا لإدارة ترامب في هذا الشأن. وتريد بكين تأكيدا جديدا واضحا لسياسة واشنطن بعدم الاعتراف بغير الصين الشعبية. لكن اللهجة تبدو تصالحية هنا أيضا. فالصين تريد العمل يدا بيد مع الولايات المتحدة لتجنّب المواجهات والتوصّل إلى احترام متبادل وإلى تعاون يكون فيه الطرفان رابحين، على حدّ قول يانغ جيشي في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الصين الجديدة بعد لقائه الأربعاء مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون. وبينما تتضاعف التحذيرات من انعكاسات حرب تجارية على الاقتصاد العالمي، بدا ترامب متفائلا في الأيام الأخيرة بإمكانية التوصّل إلى اتّفاق على هذه الجبهة مع الصين، بينما تعهّد شي مجددا بتحقيق فتح أكبر للأسواق أمام الواردات. ويفترض أن يلتقي الرئيسان الأميركي والصيني على هامش قمة العشرين في الأرجنتين يومي 30 نوفمبر والأول من ديسمبر.

مشاركة :