بغداد - د. حميد عبدالله: مازال الخلاف على اختيار وزيرين للداخلية والدفاع يشكل أزمة صامتة قد تتفجر في أي لحظة بين القوى السياسية العراقية. وفيما أكد القيادي في ائتلاف الفصائل المسلحة (الفتح) أحمد الأسدي أن لا أحد يفكر في إفشال حكومة عبدالمهدي بين أيضا أن هناك اختلافا حقيقيا حول الشخصيات المرشحة لتولي حقيبتي الداخلية والدفاع. وقال الأسدي: إن تمرير الوزيرين الأمنيين يمكن أن يتحقق عبر التصويت السري في البرلمان، وهو ما تخشى القوى الموالية لإيران اللجوء إليه خوفا من إغضاب الصدر. رئيس ائتلاف الفتح الذي يضم الفصائل الشيعية المسلحة هادي العامري أكد أن الحكومة لا يمكن أن تتشكل بعيدا عن مشاركة حقيقية وفعلية لسائرون المدعومة من الصدر، وبالتالي فإن اختيار وزير للداخلية خلافا لرغبة الصدر سيربك الوضع الأمني والسياسي. ويعترض الصدر بشدة على تولي فالح الفياض منصب وزير الداخلية فيما تصر كتل شيعية مقربة من إيران على منح الداخلية للفياض. وتسربت معلومات من داخل المربع الحكومي تفيد بان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي يتعرض لضغوط كبيرة لطرح اسم الفياض في جلسة البرلمان المقبل. ونقل مسؤول ملف الأحزاب والحركات الشيعية في حزب الله اللبناني محمد كوثراني إلى عبدالمهدي رغبة سوريا في تولي الفياض وزارة الداخلية. وأكدت المعلومات أيضا أن روسيا دخلت على خط الأزمة وأوصلت رسائل إلى عبدالمهدي تفيد برغبة موسكو في تولي الفياض منصب وزير الداخلية. ويبدو أن الحصار الذي تتعرض له إيران والتنسيق الأمني بين طهران وموسكو ودمشق وبغداد يتطلب وجود وزير داخلية مقرب من دوائر صنع القرار الإيرانية وأن إيران كما سوريا تثقان بفالح الفياض، أما الصدر فيصر على أن يبقى قرار تشكيل الحكومة العراقية عراقيا بعيدا عن التدخلات الخارجية.