قال وزراء في الاتحاد الأوروبي أمس "إنهم يسعون إلى إطلاق محادثات تجارية مع الولايات المتحدة خلال الشهور المقبلة". ويعمل الجانبان على وضع إطار عمل لاتفاقية مستقبلية منذ اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وجان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية في تموز (يوليو) الماضي، في محاولة لنزع فتيل التوترات التجارية بين الجانبين. وخلال الاجتماع السابق، تعهد ترمب ويونكر بالعمل معاً لإلغاء الرسوم الجمركية والحواجز غير الجمركية والمساعدات على السلع الصناعية، لكنهما استثنيا قطاع صناعة السيارات. وبحسب "الألمانية"، دعا وزراء الاتحاد الأوروبي في بداية اجتماع عقد في بروكسل أمس لبحث القضايا التجارية، إلى المضي سريعا لإطلاق المفاوضات، وأشاروا إلى أن ترمب ربما يركز اهتمامه مرة أخرى على التجارة عقب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي. وأوضح وزير الاقتصاد النمساوي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حاليا "من المهم أن نقوم بتسريع العملية.. فالوقت ليس في مصلحتنا". وتحتاج المفوضية الأوروبية إلى تفويض لإطلاق المحادثات الرسمية، ما يتطلب مصادقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي. وأفادت سيسيليا مالمستروم مفوضة التجارة في الاتحاد الأوروبي أن "هذه الأعمال اللازمة قبل إطلاق المحادثات يمكن أن تُجرى سريعا، مضيفة أن "جميع الأطراف اتخذت كثيرا من الاستعدادات". ومن المقرر أن تلتقي المفوضة الأوروبية للتجارة، روبرت لايتهايزر الممثل الأمريكي للتجارة، الأسبوع الحالي، في واشنطن لإجراء مباحثات جديدة حول التجارة، كما أفاد مصدر قريب من الملف في واشنطن، مؤكداً أن اللقاء سيتم في 14 تشرين الثاني (نوفمبر). ونشب خلاف تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حزيران (يونيو) الماضي بعد أن فرضت واشنطن رسوما جمركية على وارداتها من الألمنيوم، ما دفع التكتل إلى الرد بفرض رسوم على منتجات أمريكية. وعلى صعيد أزمة "بريكست"، أفادت رسالة من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اطلعت عليها صحيفة تايمز بأن الاتحاد الأوروبي يريد فرض حدود جمركية في البحر الإيرلندي بين إيرلندا الشمالية وباقي المملكة المتحدة في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق لانسحاب بريطانيا من التكتل. وفي الرسالة، أشارت ماي إلى أنها لن تسمح بتقسيم بين إقليم إيرلندا الشمالية وبريطانيا، وذكرت أرلين فوستر زعيمة الحزب الديمقراطي الوحدوي في إيرلندا الشمالية أن تلك الرسالة تدق أجراس الإنذار. وتكافح ماي للتوصل إلى اتفاق انسحاب يحظى بتأييد في بروكسل وداخل حزبها المنقسم بشدة وبين أعضاء الحزب الديمقراطي الوحدوي الذين لا يريدون أن تعامل إيرلندا الشمالية بشكل مختلف عن باقي المملكة المتحدة. وأفاد متحدث باسم مكتب ماي في "10 داونينج ستريت" أن الرسالة تحدد التزام ماي بعدم قبول أي وضع تقسم فيه أراضي المملكة المتحدة إلى منطقتين جمركيتين.
مشاركة :