أكد الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات الأسبق في المملكة، أن الرياض لم تقم بأي محاولة للتغطية على وفاة جمال خاشقجي، رافضًا بعض المطالب التي دعت لإجراء تحقيق خارجي مستقل في وفاته. وقال الفيصل خلال حديثه في معهد السلام الدولي، وهي مؤسسة فكرية، إن “المملكة لن تقبل أبدًا بإجراء تحقيق دولي في وفاة الصحفي جمال خاشقجي أو تدخل خارجي”. وأضاف الأمير تركي الفيصل: “المملكة لم تقم “بأي محاولة للتغطية” على وفاة خاشقجي في القنصلية بمدينة إسطنبول ، والمملكة لن تقبل محكمة دولية للنظر في أمر سعودي”. وتابع الفيصل: “النظام القضائي السعودي سليم وقائم، وهو مستمر في عمله”. وأوضح الأمير تركي أنه لا يعرف مكان وجود رفات خاشقجي، غير أن “المعلومات سيتم الكشف عنها كجزء من التقارير التي نتوقعها من السلطات”. تأتي تلك التصريحات ضمن مجموعة واسعة من التعليقات التي أصدرها تركي الفيصل خلال الأيام القليلة الماضية، والتي تناولت وفاة خاشقجي. وخلال خطابه في المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية، حذر الأمير تركي الفيصل، الذي شغل منصب السفير في الولايات المتحدة سابقًا، من أن الضجة التي تشهدها أمريكا بشأن وفاة الصحفي جمال خاشقجي في مقر القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول، قد تهدد العلاقات التاريخية التي تجمع بين الرياض وواشنطن، مشددًا على تقدير المملكة لتلك العلاقات والصلات الإستراتيجية التي تجمع البلدين. وقال الفيصل خلال خطابه: “نحن نُقدر علاقتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، ونأمل أن نحافظ عليها ، ونأمل أن تبادلنا الولايات المتحدة ذلك”. وندد السفير الأسبق بالولايات المتحدة بما وصفه بـ”محاولة شيطنة المملكة”، مؤكدًا أن تعاليم الدين الإسلامي والقرآن ترفض القتل وتنبذ العنف بشكل واضح وصريح. وأوضح الفيصل للحضور أن القرآن يعتبر أن قتل شخص بريء يعادل إماتة الناس جميعًا، ولذلك فإن المملكة تعتبر أن قتل خاشقجي يشبه قتل الإنسانية كلها، موضحًا أن التعامل مع العلاقات التي تجمع الرياض وواشنطن ارتكازًا إلى قضية خاشقجي لن يكون جيدًا على الإطلاق.
مشاركة :