المعارك تشتد في الحديدة مع تقدم القوات اليمنية

  • 11/11/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اشتدت المعارك في الحديدة بين الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للحكومة اليمنية السبت، بعد أن تمكّنت الأخيرة من التقدم في المدينة على حساب الانقلابيين، وتزامن ذلك مع إعلان التحالف العربي الذي تقوده السعودية أنه طلب من الولايات المتحدة وقف عملياتها لتزويد طائراته بالوقود في الجو. عدن - عزّزت قوات المقاومة اليمنية المشتركة سيطرتها على مواقع استراتيجية جنوب وشرق مدينة الحديدة، حيث دفعت بقوات خاصة للتعامل مع القناصين الحوثيين واستكمال التقدم إلى شمال المدينة لقطع آخر الطرق الرابطة بين الحديدة والمحافظات اليمنية الأخرى. وأفاد مسؤول عسكري يمني بأن المعارك التي تشارك فيها مروحيات أباتشي تابعة للتحالف “تتحول في هذا الموقع إلى حرب شوارع”، مشيرا إلى أن المتمردين يستخدمون “القناصة بشكل كثيف وأن قذائف الهاون التي يطلقها المتمرّدون تتساقط كالمطر”. وتابع أن القوات الحكومية تواجه خلال محاولة تقدّمها “ألغاما كثيرة، وضعت في البراميل والخنادق وعلى الطرقات يؤدي بعضها أحيانا إلى تدمير أكثر من آلية”. وقال رئيس عمليات اللواء الثاني “عمالقة” العقيد أحمد الجحيلي، وفق ما نقلت مصادر إعلامية تابعة للجيش اليمني، إن “قوات الجيش تقدمت، الجمعة، باتجاه شمال وغرب مدينة الحديدة ومن كل المحاور وبإسناد من التحالف” العربي لدعم الشرعية. وأضاف الجحيلي “كانت العملية مباغتة ولم تتوقعها الميليشيا، ومدينة الحديدة تشهد في هذه الأثناء معارك عنيفة وسط تقدم كبير لقوات الجيش”. وجاء في بيان صادر عن المركز الإعلامي التابع لألوية “العمالقة”، التي تشارك في عمليات تحرير الحديدة، “إن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، دمّر أكبر مركز عمليات لميليشيا الحوثي تحت الأرض في مطار الحديدة”. وفي المقابل، كشفت تصريحات القيادي الحوثي محمد البخيتي عن هزيمة نفسية باتت تعيشها الميليشيات الإنقلابية بسبب خسائرها في معركة الحديدة، والتي يعتبرها مراقبون نقطة فارقة في مسار الحرب. وقال البخيتي إن ”أخطاء وتجاوزات الحوثيين ضربت النفسيات” في مؤشر على تزايد حالة الانقسام في صفوف الميليشيات. وأفاد مصدر في الحكومة، السبت، أن عبدالسلام جابر وزير الإعلام في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا، انشق عن الجماعة، ووصل إلى العاصمة الرياض. التحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة السعودية يطلب توقف الولايات المتحدة عن تزويد طائراته بالوقود جوا وتوقع خبراء عسكريون أن تحسم معركة الحديدة قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي المقررة منتصف نوفمبر الجاري، والتي سيقدم فيها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إحاطة خاصة بجهوده لاستئناف المشاورات والإجراءات المتعلقة ببناء الثقة التي يعمل على إنجازها مع فريقه. واعتبر الباحث السياسي اليمني فيصل المجيدي، لـ”العرب”، أن عقد أي جولة للمشاورات في الوقت الراهن سيكون مضيعة للوقت وسيعطي فرصة للحوثيين للاستمرار في خنق اليمنيين، مشيرا إلى أن الأحداث أثبتت أن كسر الميليشيا الانقلابية هو الطريق الآمن والأقل كلفة للوصول للسلام. ولفت المجيدي إلى أن كسر الآلة العسكرية الحوثية هو الطريقة الأنسب لخلق توازن سياسي يجعل من المنطقي الحديث عن تسوية سياسية تعقب نزع السلاح الحوثي وتجفيف مصادر تمويله الداخلي والخارجي. وأضاف أن “استرداد مدينة الحديدة ومينائها يصب في هذا الاتجاه وكان يمكن أن تكون عملية التحرير أسهل وأقل كلفة لولا الضغوط الدولية المتواصلة التي منحت الميليشيات الفرصة للتمترس في المدينة”. وقال المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي العقيد تركي المالكي، الجمعة، إن العمليات العسكرية في المدينة تسير بصورة “ممتازة”، مؤكدا تراجع الميليشيات وانهزامها عسكريا ونفسيا في المعركة. وحذّر من ممارسات “الأرض المحروقة” التي ينتهجها الحوثيون في المناطق التي يخسرونها. وتصاعدت المعارك في الحديدة بين الميليشيات الانقلابية والقوات الموالية للحكومة السبت، بعد أن تمكنت الأخيرة من السيطرة على أكبر مستشفيات المدينة، بالتزامن مع إعلان التحالف العربي الذي تقوده السعودية أنه طلب من الولايات المتحدة وقف عملياتها لتزويد طائراته بالوقود في الجو. وأكدت قوات التحالف أنها باتت قادرة على تأمين ذلك بنفسها. وقال القيادي في القوات الموالية للحكومة اليمنية العقيد الركن صادق دويد إن القرار “لن يؤثر على عملية تحرير مدينة الحديدة وبالتالي فهي مستمرة حتى تخضع الميليشيات الحوثية”. ويرى مراقبون أن القرار يقطع الطريق على أي ضغوط يمكن أن تمارس لإيقاف عمليات التحالف العربي في اليمن. ويهدد اضطراب الأوضاع في الحديدة إمدادات الغذاء للملايين من السكان في اليمن في حال تعطّلت الحركة في ميناء المدينة، وهي نقطة دخول 80 بالمئة من واردات الغذاء وإمدادات الإغاثة لليمن، في بلد يواجه نحو 14 مليونا من سكانه (27 مليون نسمة) خطر المجاعة.

مشاركة :