فرقة «مركز جابر الثقافي» تألقت عزفاً وغناءً ... «من غير ميكرفون»

  • 11/11/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ليلة كويتية بامتياز، تلك التي أحيتها الفرقة الموسيقية لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، يوم الأربعاء الماضي، من على مسرح الشيخ جابر العلي، بعدما استعرضت - عزفاً وغناءً - روائع الطرب الأصيل منذ أكثر من مئة عام، مُستلهمةً من كل عقد من الزمن جوهرة غنائية عالية القيمة ورفيعة المستوى. في تلك الليلة، التي أعيد تقديمها مساء اليوم التالي (الخميس)، أحيت الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو الدكتور محمد باقر حفلاً مبهجاً، قدمت من خلاله 14 أغنية، تنوّعت بين الفولكلور والتراث وفن الصوت والبحري والبداوي، فأعادت إلى الأذهان أيام الزمن الجميل حيث النغم العذب، الذي ينساب في القلوب من دون مؤثرات أو تقنيات.شهد الحفل، حضور حشد جماهيري غفير، تقدمته قيادات مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بالإضافة إلى كوكبة كبيرة من عشاق الأغنية الكويتية. وتهدف تجربة «من غير ميكروفون» إلى تسليط الضوء على بعض الإبداعات الكويتية، وإلى تقديم التراث الغنائي الثري في شكله النقي من دون تأثيرات، بحيث تصل النغمات إلى آذان المستمعين بأقل قدر من الحواجز ويستمع الجمهور بجمال الموسيقى والغناء.انطلقت الأمسية بأغنية «يا ذا الحمام» التي تنتمي إلى التراث البحري، للشاعر محمد بن لعبون، ويقول مطلعها: «يا ذا الحمام اللي لعب بغصون، وش لك على عيني تبجيها، ذكرتني يا ذا الحمام فنون، قبلك بيوت الجيل ناسيها».بعدها، تألقت الفرقة بغناء «طف بالطواف» وهي صوت عربي، تتميز بالمقام الحجازي، للملحن عبد الله الفرج. ثم أصبح الهدوء سيد المسرح، فظلت الفرقة تحلّق في أجواء الطرب لتشدو جوقة الكورال بأغنية «شدوا الضعاين» من الفن النجدي، وللشاعر حمد المغلوث، الذي يعد من شعراء الكويت البارزين، حيث كتب العديد من القصائد التي ذاع صيتها في الساحات الكويتية.ومن ثم، تفننت الفرقة بأداء الأغنية الشعبية «البارحة ساهر» للشاعر عبدالله بن راشد العليوه، وكان لحنها من النوع الهجيني، وهو نوع من الألحان البدوية المشهورة لدى أهل الريف، تبعتها بأغنية «يا لدانة لدانة» للشاعر فهد الخشرم، حيث جاء اللحن على قالب الصوت الخيالي المعروف بأنه من الإيقاعات الخفيفة والمحببة لدى محبي التراث الكويتي. كما قدمت الفرقة أغنية «رحلتي» التي صاغ كلماتها عبداللطيف البناي، بينما وقّع ألحانها خالد نوري.ولم تنته وصلة الطرب عند ذلك الحد، بل أبدع الكورال بغناء «ويلاه» للشاعر مبارك الحديبي ومن تلحين عبدالله الرميثان، وبنى الرميثان الأغنية على إيقاع اللعبوني، وهو من الإيقاعات الكويتية ذات النبضات الست. تلتها أغنية «مر يا حلو» للملحن راشد الخضر، والتي أظهرت تطوراً ملحوظاً في شخصيته الموسيقية، واتجاهه إلى مفهوم الطرب المعروف في الموسيقى. كما أبدع أعضاء الفرقة الموسيقية بالعزف الأخاذ على آلات مختلفة لأغنيات عدة، على غرار «البوشية» و «يا ناس دلوني». ومع توالي فقرات الحفل غنّت الفرقة «على خدي» وهي من كلمات الشاعر عبد المحسن الرفاعي، ومن تلحين عبدالله فضاله، وحملت الأغنية لحناً معاصراً في الإيقاع والمقام الموسيقي، وأسلوباً موسيقياً مستقلاً لا يشبه الألوان الموسيقية التي كانت سائدة وقتذاك. بعدها، أظهرت الفرقة احترافيتها في أغنية «يا نور عيني» للشاعر عبد المحسن الرفاعي، والتي قام بتلحينها سعود الراشد، تبعتها بأغنية «يامن يبشرني» للشاعر بدر بورسلي ومن ألحان خالد الزايد، فأغنية «رد الزيارة» وهي من كلمات الشاعر خليفة العبد الله الصباح وألحان عبد الرب إدريس، وتنتمي إلى إيقاع «الرومبا».يُذكر أن فعالية «من غير ميكرفون»، هي التجربة الثانية التي يطلقها مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بعد التجربة الأولى التي أحياها الفنان المصري لطفي بشير في شهر أغسطس الماضي، حيث قدم ليلة شرقية لمجموعة من الأغنيات والمقطوعات العربية والكلاسيكية لملحنين كبار من طراز سيد درويش ومحمد القصبجي ورياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب وزكريا أحمد. وقد كانت تجربة غير مسبوقة في الموسيقي العربية المعاصرة، وحظيت بنجاح منقطع النظير لدى الجمهور الكويتي، وهو ما دفع المركز إلى تكرارها مع باقة من الأغنيات الكويتية التي تمثل تاريخا للفن الغنائي بتطور مراحله منذ دندنات البحارة الكويتيين في القرن التاسع عشر، مروراً بالجيل المؤسس للألحان الكويتية.

مشاركة :