شبكة جوجل الاجتماعية المستخدمة قليلاً تغلق وسط فضيحة لم تكن طريقة جيدة للخروج. في الثامن من أكتوبر قالت جوجل إنها ستغلق شبكتها الاجتماعية التي دشنتها في عام 2011. ظاهريا، هذا الأمر لا يبدو أنه مهم، فجوجل هي مدينة أشباح. وبالرغم من أن الشبكة بالتأكيد لديها مئات الملايين من المستخدمين فإن جوجل نفسها تعترف بأن 90% من الزيارات تستغرق أقل من خمس ثوانٍ والقليل سوف يفتقدونها. فشركة البحث عبر الإنترنت والدعاية العملاقة تخطط لإحياء نسخة منها للاستخدام الداخلي في الشركات. مع ذلك فإن الأقل أهمية من حقيقة إغلاقها، هو الأسلوب. فالإعلان جاء بعد ساعات من كشف جريدة وول ستريت جورنال أنه في شهر مارس اكتشفت جوجل (خنفساء) في شفرة جوجل بلس. هذه المعلومات التي اعتبرها حوالي نصف المليون مستخدم كخاصية لكن بالرغم من ذلك جعلت منها مرئية لأصدقائهم وخلالهم إلى أكثر من400 تطبيق للطرف الثالث. كل من طبيعة الخنفساء وتوقيتها مهمان. فالخنفساء لها أصداء الطريقة التي استطاعت بها شركة كامبردج انالاتيكا السياسية الإعلانية أن تحصد بصورة غير مشروعة بيانات أكثر من 50 مليون مستخدم من الفيسبوك في عام 2014. تلك البيانات تم استخدامها لاستهداف إعلانات في انتخابات الرئاسة الأمريكية والاستفتاء البريطاني حول الخروج من الاتحاد الأوروبي في 2016. وعندما تم الكشف عن حصد البيانات أيضًا في شهر مارس، أدت الفضيحة الناتجة إلى استدعاء رئيس فيسبوك مارك زوكربيرج أمام الكونجرس الأمريكي. وأغلقت كامبردج أنالاتيكا في شهر مايو ومنذ ذلك الحين أنشأ موظفوها شركة جديدة أطلقوا عليها اسم اوسبكتس انترناشيونال. وتظهر الوثائق الداخلية أن محامي جوجل كانوا واعين جيدًا لمخاطر الاعتراف بخنفسائهم في وسط فضيحة كامبردج انالاتيكا. وبالكشف عنها كتبوا أنهم يستطيعون دعوة مصلحة تنظيمية فورية تؤدي إلى إحضار جوجل إلى بقعة الضوء إلى جانب أو حتى بدلاً من الفيسبوك، وحتى الرئيس التنفيذي لجوجل، سندار بيجي، يمكن أن يستدعى أمام المشرعين إلى جانب السيد زوكربيرج. هناك اختلافات بين قضية جوجل وقضية فيس بوك1% فقط من الأشخاص قد تأثروا. وفي مدونة نشرتها جوجل قالت إنه على قدر ما تستطيع أن تخبر، ليس هناك أحد آخر قد اكتشف الخنفساء ولم تتسرب بيانات فعليًا بالرغم من أنه، على أقل تأكيد، تحتفظ الشركة بإدخال بيانات مدة أسبوعين فقط في كل مرة. ذلك يعني أنه وفق كل من القانون وإرشادات جوجل الداخلية، لا توجد حاجة لعمل أي شيء باستثناء تثبيت المشكلة والتزام الصمت. ذلك الشيء لم يخرس الادعاءات بتغطية الموضوع: فهناك على الأقل قضية قانونية واحدة تم رفعها مسبقًا. وربما لتهدئة هذه الاتهامات فإن بقية المدونة المنشورة تحدثت بالتفصيل عن حماية خصوصية أفضل لمستخدمي خدمات جوجل الأخرى. فالشركة تخطط لإيقاف الكثير من مطوّري الطرف الثالث عن قراءة الرسائل النصية وتنادي بإدخال البيانات في الهواتف الذكية التي تدير نظام عمليات اندرويد التابع لها، على سبيل المثال، وتقليص عدد المطورين المسموح لهم بتطوير الإضافات إلى جي ميل وهي خدمة إيميل مجانية تظهر الإعلانات للمستخدمين اعتمادا على محتوى رسائلهم. إن تضييق الدخول إلى البيانات الشخصية ينبغي أن يساعد على انكشافات عرضية أقل في المستقبل. وفي الوقت نفسه يلتقط المنظمون هراواتهم. فتنفيذ تنظيم حماية البيانات العامة التابع للاتحاد الأوروبي في شهر مايو، بعد شهرين من اكتشاف جوجل للخنفساء، يتطلب من الشركات أن تفصح عن مخالفات البيانات خلال 72 ساعة أو تواجه غرامات شديدة، وقد مررت كاليفورنيا قانونًا خاصًا بها يتعلق بالبيانات الخاصة يساعد إلى جانب قضية كامبردج انالاتيكا. ويبدو أن قبول عمالقة الإنترنت بتعليمات أكثر تضييقًا قد بات أمرًا وشيكا. هدفهم الآن محاولة تشكيل التعليمات بأفضل ما يستطيعون. وهناك عدة شركات كمبيوتر كبيرة، بما فيها جوجل وفيسبوك، تضغط على حكومة أمريكا الفيدرالية حول قواعد الخصوصية الوطنية لتجنب الالتزام بترقيع القوانين المحلية للولايات. لقد قرر الثعالب أن أفضل رهان لهم هو محاولة المساعدة في بناء بيت الدجاج. ترجمة: مهدي عبدالله عن مجلة الإيكونومست
مشاركة :