أكدت الباحثة إيمان المرزوقي أن شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة مثل: الفيس بوك والتويتر، واليوتيوب والمدونات وغيرها من مواقع التواصل عبر الشبكة العنكبوتية أصبحت جزءاً من التقدم الرقمي الجديد، وبعضاً من ثورة القرن الحادي والعشرين الرقمية، وازداد إقبال الشباب عليها من كافة الفئات العمرية، ومن مختلف المستويات، وبذلك أصبحت ملاذاً للتواصل، ومصدراً للأخبار، ومرتعاً كبيراً للشائعات سواء منها الصحية أو الكاذبة. مع الاعتراف ببعض الجوانب الإيجابية لتلك التقنية الحديثة، ولكن في الوقت نفسه يجب ألا يهمل الجانب السلبي في حال استخدامها الخاطئ، وما يمكن أن ينعكس سلباً على المجتمع. فقد استجلبت تلك المواقع إشكالات جمة لأنها أصبحت منابر للتكتلات والاجتماعات، وتوجيه الآراء، وتكوين العقل المجتمعي بشقيه الإيجابي والسلبي، فتحول بعض مرتاديها للخطابة والوعظ والتوجيه، وبعضها أصبح مرتعاً لنشر الإشاعات والأخبار الكاذبة، وبعض تلك المواقع استغلها أصحاب الأفكار الغريبة، والمغرضون لإشاعة الفتن والإثارة، وتزكية الأحقاد، ونشر الفساد. الأمر الذى يضع مسببات عدة لانخفاض مستوى المجتمع. وبالتالي فمن الواضح عملياً أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت مشكلة تؤثر بشكل أو بآخر على الفرد والمجتمع، وهى بوضعها الحالي، والاستخدام العشوائي لها من قبل المستخدمين قد تؤثر سلباً على مستوى السلم والأمن، الأمر الذى يدعو لوضع استراتيجية تضبط التعامل مع هذه الشبكات، سواءً كانت هذه الاستراتيجية تنفذ بآليات إلكترونية أو قانونية. وقد ناقشت كلية الآداب جامعة المنصورة رسالة الدكتوراه "التغيرات الاجتماعية المتعلقه بشبكات التواصل الاجتماعي في الريف المصري - دراسة سوسيولوجية بقرية النسيمية بمحافظة الدقهلية" المقدمة من الباحثة إيمان محمود محمد إبراهيم المرزوقي، وتمثلت أهداف دراستها فيما يلي: معرفة الدور الكبير الذي تلعبه التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال في حياة الأشخاص، والتعرف على أهم الخدمات التي توفرها مواقع الشبكات الاجتماعية، والتعرف على الجوانب الإيجابية والسلبية لمواقع التواصل الاجتماعي. ومعرفة التغيرات الاجتماعية بسبب استخدام الشبكات الاجتماعية في الريف المصري، والتعرف على الأسباب التي ساعدت علي انتشار العلاقات الافتراضية على حساب نظيرتها الواقعية، وتحديد علاقة شبكات التواصل الاجتماعي بالمجتمع الريفي والبحث عن كيفية ضبط شبكات التواصل الاجتماعي بغرض تحقيق الأمن المجتمعي في مجالات الضبط التالية والضبط التقني الإلكتروني عن طريق البرمجيات الرقابية والتي تحد من وصول المجرمين، وتقلل من الإساءات، وتنشر الأخلاقيات والضبط القانوني من خلال القوانين والتشريعات والأحكام الضابطة. والضبط الاجتماعي من خلال الترشيد والتوجيه والتوعية الاجتماعية. والوقوف على معوقات ضبط شبكات التواصل الاجتماعي لتحقيق الأمن المجتمعي بالريف المصري. وفي إطار الهدف الرئيسي للدراسة والذي يتمثل في محاولة الكشف عن دراسة التغيرات الاجتماعية المتعلقة بشبكات التواصل الاجتماعي في الريف المصري, رأت الباحثة أنها تندرج تحت نوع الدراسات (الوصفية التحليلية). أما بالنسبة لأداة الدارسة فهي استمارة الاستبيان، حيث تم توزيع الاستمارة على عينة طبقية من مستخدمي موقع "الفيس بوك" في قرية النسيمية بمحافظة الدقهلية حيث بلغ عددهم 530 مبحوثاً. ومن أهم نتائج الدراسة التي خرج بها البحث؛ أن مواقع الشبكات الاجتماعية التي تستأثر بقبول وتجاوب الكثير من الناس وفي جميع أنحاء العالم تطرح العديد من القضايا, سيما وأنها تتيح للمستخدم فضاء آخر للتفاعل ضمن مجتمع افتراضي يقوم من خلاله ببناء علاقات افتراضية مع أشخاص قد يجمعهم بها علاقات قرابة وصداقة في الواقع، أو أشخاص يبادلونهم نفس الاهتمام. وأوضحت الباحثة أن موقع "الفايسبوك" يعتبر من أهم مواقع الشبكات الاجتماعية، وتتلخص فكرته في إمكانية التقاء الأصدقاء القدامى وكذلك الأصدقاء الجدد وتبادل المعلومات وآخر الأنباء والتطورات معهم, وتتعدد استخدامات الموقع وتختلف تأثيراته علي المستخدمين. وأشارت نتائج الدراسة أن غالبية المبحوثين قد أكدت على أن المحتوى الذي يقدم على الفايسبوك (جيد جيدا) من حيث تأثيره على القيم والأخلاق، يلى ذلك من يؤكدون أنه جيد، وهي تعكس الوسطية في المحتوى والمضمون، ثم القلة التي أجابت بممتاز، وهذا يبين أن الفايسبوك قد حقق فوائد جمة في جانب التواصل والمشاركة الاجتماعية، ووفر المعلومات وتبادل المعارف، ولكنه لا يخلو من كثير من الاختراقات التي تعود بالضرر البالغ على الشباب في دينه وأخلاقه وسلوكه. وبينت نتائج الدراسة أن تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على الأمن المجتمعي في الريف المصري يتمثل في سهولة دخول أفكار وثقافات غريبة عن المجتمع، ثم السماح بزيادة العلوم والتقنية لأفراد المجتمع، يلى ذلك أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي "تحث الشباب على التمرد على المجتمع"، واحتلت هذه العبارة المرتبة الثالثة بين العبارات المتعلقة بتأثير شبكات التواصل الاجتماعي على الأمن المجتمعي. وأوضحت نتائج الدراسة أن أبرز أدوار شبكات التواصل الاجتماعي في تنمية الوعي الاجتماعي في الريف المصري يتمثل في التواصل مع العديد من الأصدقاء مختلفي الجنس والعرق، يليها التعرف على ثقافات الآخرين ثم إتاحة حق التعبير عن آراء المواطنين العاديين، يليها أنها تعد أداة لنشر الأحداث وقت حدوثها. أشراف على رسالة الباحثة الدكتور محمد أحمد عبدالرازق غنيم أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بكلية الآداب – جامعة المنصورة، ودكتوره نجلاء محمد عاطف خليل أستاذ علم الاجتماع المساعد بالكلية نفسها.
مشاركة :