حضر الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، افتتاح برنامج القمة العالمية لمراكز الفكر ومؤسسات المجتمع المدني العالمي 2018، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، نظمته جامعة بنسلفانيا الأمريكية خلال الفترة 7-9 نوفمبر الجاري. وأشار الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، خلال مشاركته في إحدى جلسات القمة العالمية، إلى أهمية وحيوية الدور الذي تلعبه مراكز الدراسات في دعم السياسات الرامية إلى نشر السلام وخدمة التنمية المستدامة وفاعلية مؤسسات المجتمع المدني، علاوة على التنسيق وتبادل الخبرات لمواجهة التحديات المشتركة. وأكد رئيس مجلس الأمناء ضرورة أن تلامس نتائج ومخرجات مراكز الدراسات والبحوث أرض الواقع، بعيدا عن الفرضيات والاستنتاجات الجامدة والتقليدية، وأن تقدم قراءة واضحة للقضايا والأحداث وتنتج أفكارا جديدة ومبتكرة وخلاّقة؛ كي يكون محور رسالتنا كيف نسهم في جعل العالم أكثر أمانًا وسلامًا وتنمية. وتناول الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة دور مراكز الفكر في صنع القرار، وذلك من خلال البحث والتحليل والتقييم والتنبؤ، اعتمادًا على الجودة والموضوعية، وكذلك بناء القدرات والتراكم المعرفي، لافتًا في هذا الصدد إلى أن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين أطلق دعوة سامية إلى مراكز الفكر للاسهام في صناعة الحاضر والمستقبل، من خلال رسم الاستراتيجيات العلمية والعملية طويلة الأجل التي تناسب عملية الإصلاحات المتجددة والشاملة في البلاد على المستويات كافة، وكذلك تعزيز أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب ترسيخ نهج شامل ومتكامل الأبعاد، أكثر من مجرد تدابير أمنية، يتصدى للتشدد والإرهاب والعنصرية، ويرسي مفاهيم الوسطية والتسامح في مجتمعاتنا، واحترام الحريات وقبول الآخر وفق مبدأ التنوع في إطار الوحدة، وقام رئيس مجلس الأمناء بتسليط الضوء على التحديات العابرة للحدود، مثل التهديدات الأمنية، في ظل التحولات الكبيرة في الإقليم والعالم وانتشار التطرف والإرهاب برعاية دول مارقة، محذرا من أن الانتصار على تنظيم الدولة «داعش» لا يعني أن نهاية الإرهاب باتت وشيكة؛ لأن منابع الفكر المتشدد لا تزال قائمة ونشطة، والفعل الإرهابي يتطور ويتخذ مسارات غير تقليدية، خصوصًا أنه لا يمكن اختزال الجماعات الإرهابية في تنظيمات «داعش» و«القاعدة» فقط، بل تشمل أيضا جماعات الإرهاب التي تدعمها إيران، ومنها ميليشيا الحوثي في اليمن، وحزب الله في لبنان، وجماعات وخلايا الإرهاب في دول الخليج، وهي ميليشيات طائفية عابرة للحدود، لذلك ينبغي الضغط على النظام الإيراني بلا هوادة كي يتوقف عن «عولمة الإرهاب». وتحدث الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة عن مخاطر البيئات الهشة والمناطق المتأثرة بالصراعات في منطقة الشرق الأوسط، داعيا إلى ضرورة الربط بين الأمن والتنمية والإصلاح من أجل تأسيس بني استراتيجية فاعلة ومستدامة، موضحًا أن مركز «دراسات» أخذ زمام المبادرة، بالتعاون مع العديد من مراكز الدراسات والأبحاث، لإطلاق وثيقة بعنوان «الفكر في خدمة السلام والتنمية»، بهدف نشر السلام والإسهام في التنمية المستدامة وتعزيز خطاب الاعتدال والوسطية. كما يقوم المركز بتحليل المخاطر المترتبة على الأزمات والتحولات الجيوستراتيجية، ويعقد المؤتمرات والمنتديات التي تستشرف اتجاهات الأحداث ومدى تأثيرها على منطقة الخليج العربي. وعرج رئيس مجلس الأمناء إلى الحديث عن أهمية انخراط مراكز الفكر في شؤون المجتمع وفق مفهوم «الشراكة والمسؤولية»، مبينا أن مركز «دراسات» أسهم من خلال التعاون القائم مع منظمة الأمم المتحدة في ارتقاء مرتبة مملكة البحرين سبعة مراكز على مؤشر التنمية البشرية العالمي، وذلك من خلال الاستعانة بالإحصاءات الواردة في تقرير التحديث الإحصائي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتدشين «دراسات» قريبا التقرير الوطني للتنمية البشرية، إلى جانب قيام المركز بإجراء استطلاع رأي للمواطنين، حول الانتخابات النيابية والبلدية التي سوف تشهدها المملكة يوم 24 نوفمبر الحالي.
مشاركة :