انتهى الترقب الذي كان سيد الموقف في أسواق الأسهم العالمية بداية الأسبوع الماضي، إلى نتائج ضعيفة وغير مرضية واجهت فيها المؤشرات صعوبات في الإفلات من الخسائر الأسبوعية وجاءت أرباحها عند الحد الأدنى.منذ بداية الأسبوع كانت أعين المستثمرين مثبتة على انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس الأمريكي، وعلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي وسط تخوف من تطور الخلاف بين المفوضية الأوروبية وإيطاليا حول مشروع الموازنة الإيطالية، وشهد يوم الاثنين تداولات ضعيفة وسط حالة الترقب هذه، وتطورت الثلاثاء بتشجيع من نتائج الشركات إلى أداء نشط منح المؤشرات مكاسب متناسقة مع مستويات مكاسبها التي تصاعدت منذ بدء موسم نتائج الشركات قبل ثلاثة أسابيع.أحدثت نتائج الانتخابات النصفية الثلاثاء بلبلة في الأسواق خشية تأثير سيطرة الديموقراطيين على مجلس النواب، في سياسات البيت الأبيض الاقتصادية وبالتالي فقدان طفرة ترامب في الأسهم زخمها وسط ارتفاع ملحوظ في معدلات العائد على سندات الخزانة الأمريكية.ورغم المخاوف التي انتشرت على نطاق أوسع حول الوهن المحتمل في قوة أداء الاقتصاد الأمريكي وسط تراجع مؤشرات النمو في الاقتصاد العالمي التي عززتها أسعار النفط المتراجعة لليوم العاشر على التوالي، حافظت الأسهم على صمودها بقية أيام الأسبوع عدا يوم الجمعة الذي شهد هبوطاً لافتاً في أداء المؤشرات عكسه داو جونز في خسارته 260 نقطة، ونتج ذلك الهبوط عن بيانات صينية مخيبة للآمال دفعت الحكومة لاتخاذ إجراءات احترازية تمثلت في وضع سقف للقروض الممنوحة للقطاع الخاص في مسعى لمواجهة تباطؤ النمو الاقتصادي ودرء خطر فقاعة الديون المتراكمة في قطاع السكن على وجه الخصوص بعد الكشف عن وجود 50 مليون وحدة سكنية شاغرة.كما عززت تلك المخاوف إشارات مجلس الاحتياطي الفدرالي بنهاية دورة اجتماعاته يوم الخميس إلى تراجع حجم استثمارات الشركات الأمريكية وتعزيز احتمالات رفع أسعار الفائدة في ديسمبر المقبل رغم استمرار تصاعد قيمة الدولار وموقف البيت الأبيض غير المشجع لنهج المجلس.الأسهم الأمريكيةفي بورصة نيويورك، هبطت مؤشرات الأسهم الأمريكية في نهاية تعاملات الجمعة، مع مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، لكنها سجلت مكاسب أسبوعية.وكان قطاع التكنولوجيا والسلع الكمالية ضمن الأسوأ أداء في «وول ستريت» كما كان سهم «كاتربيلر» أكبر الخاسرين في المؤشر الصناعي «داو جونز»، ولكن «وول ستريت» سجلت مكاسب أسبوعية بدعم من نتائج الانتخابات النصفية بالولايات المتحدة والتي جاءت وفقاً لتوقعات الأسواق.وعند ختام التعاملات يوم الجمعة، تقدم قائمة الرابحين على مدار الأسبوع، مؤشر داو جونز الذي حصد على مدار الأيام الخمسة 2.84% وأغلق على 25989.30 نقطة محافظاً على صموده فوق حاجز 25 ألف نطقة بعد أن تخلى عنه قبل أسبوعين. ونافسه على المركز الأول مؤشر «إس أند بي 500» مستفيداً من نتائج الشركات ومضيفاً 2.13% إلى رصيده الأسبوعي ليغلق عند 2781.01 نقطة، و0.68% لمؤشر ناسداك الصناعي الذي أغلق عند 7406.90 نقطة.الأسهم الأوروبيةوفي القارة العجوز، تراجعت الأسهم الأوروبية الجمعة مع إقبال المستثمرين على بيع أسهم التعدين والنفط وإعلان تيسن كورب وريتشمونت عن نتائج ضعيفة أثرت سلباً في المعنويات، وتراجع المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.4%، لكنه حقق مكاسب طفيفة على مدى الأسبوع، ليسجل ثاني ارتفاع أسبوعي له بعد موجة بيع شديدة في أكتوبر/تشرين الأول.وجاءت خسائر نهاية الأسبوع في أوروبا وسط تراجع في السوق العالمية بعدما بدا أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سيظل على مساره صوب رفع سعر الفائدة الرئيسي الشهر المقبل، محذراً من أن نمو استثمارات الشركات قد تراجع.وتأثرت السوق سلباً جراء نتائج أعمال مخيبة للآمال، حيث هبط سهم تيسن كروب الألمانية 9.2% إلى أدنى مستوياته منذ يوليو/تموز 2016 بعدما خفضت الشركة توقعاتها للأرباح للمرة الثانية هذا العام، وساهمت تيسن كروب في نزول مؤشر قطاع الموارد الأساسية 3.4% مع هبوط المعادن، وتصدر سهم مجموعة روبي الفرنسية لتخزين وتوزيع النفط قائمة الخاسرين بهبوطه 11% بعد تقرير مخيب للآمال، وخفضت شركات سمسرة توصياتها للسهم.ونزل مؤشر قطاع الطاقة 1.4% متأثراً بأسهم شركات النفط الكبرى، في الوقت الذي تعرضت فيه الأسعار لضغوط جراء ارتفاع المعروض ومخاوف من تباطؤ اقتصادي، وانخفض الخام الأمريكي نحو 20% منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول، كما تراجع سهم مجموعة ريتشمونت للسلع الفاخرة 6.4% بعدما قالت إن نمو مبيعاتها تباطأ.الأسهم الآسيويةوفشل مؤشر شنغهاي المركب في الإفلات من ضغوط بيانات الاقتصاد الصيني لينفرد باللون الأحمر بين المؤشرات الرئيسية العالمية وإن كان بعضها لم يحقق مكاسب تذكر، وأغلق مؤشر شنغهاي على خسائر بنسبة 2.9% عند 2598.87 نقطة، وفي اليابان كانت مكاسب المؤشر نيكاي 0.03% وهي الأدنى ربحية.
مشاركة :