نجح متحف اللوفر أبوظبي في جذب أكثر من مليون زائر خلال عامه الأول بعد افتتاحه في نوفمبر من العام الماضي الأمر الذي أدرجه على لائحة المؤسسات الثقافية الرائدة على مستوى العالم. ومثل مواطنو الدولة والمقيمون فيها 40 بالمائة من إجمالي عدد زوار المتحف للعام المنصرم، وكان بالنسبة لهم الوجهة المفضلة لتمضية الوقت مع العائلة والأصدقاء. وأصبح اللوفر أبوظبي كذلك نقطة جذب عالمية للزوار والسائحين الذين مثلوا 60 في المائة من زواره إذ بات المتحف وجهة ومعلماً مميزاً يعزز السياحة في الإمارة، ويقصده الزوار من مختلف أنحاء العالم. وكان العدد الأكبر من الزوار من الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، ومن حيث الترتيب فقد جاءت فرنسا وألمانيا والصين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والهند ودول الخليج العربي، وقد تصدرت الهند لائحة الزوار، من حيث المقيمين في الدولة والسائحين. واستضاف المتحف أكثر من 1000 رحلة مدرسية، وقدّم 5000 جولة إرشادية وورشة عمل و115 فعالية خاصة، تنوّعت بين عروض بيت العود والحوارات وعروض الأفلام والحفلات الموسيقية التي ضمت أكثر من 400 فنان من 22 بلداً، بما في ذلك الحفل العالمي لنجمة البوب البريطانية دوا ليبا اليوم احتفالاً بالذكرى السنوية الأولى، فيما ساهمت "مانجا لاب"، وهي مساحة خاصة بالثقافة اليابانية المعاصرة، في جذب الشباب بشكل كبير، وتستمر فعالياتها حتى 5 يناير 2019. وقال معالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي: "منذ عام مضى قدّمنا اللوفر أبوظبي هدية من الإمارة إلى العالم، وها نحن اليوم نفخر بمشاركة هذا الصرح مع أكثر من مليون زائر، فقد أصبح متحف اللوفر أبوظبي من الجهات المفضّلة للمقيمين في الإمارة ولزوارها على حد سواء، وإلى جانب ذلك، فإن تعاوننا المتين مع شركائنا الفرنسيين والإقليميين يدعم مهمة المتحف في سرد قصص عالمية تجمعنا وتوحّدنا في أرجاء صالات عرضه، أما النجاح الأكبر الذي حققناه، والذي استغرق 10 سنوات من العمل الدؤوب، فهو تأسيس الجيل القادم من الإماراتيين المتخصصين في مجال المتاحف، الذين تدربوا وفق أعلى المعايير في عالم الثقافة وأصبحوا قادة في مجالاتهم". واضاف معاليه أن رؤية متحف اللوفر أبوظبي تقوم على الاحتفاء بالروابط بين الثقافات التي تتجاوز الحدود الجغرافية وسياق الحضارات، ليتمكنوا من تأمّل جوهر الإنسانية بعيون التاريخ، مشيراً إلى أن هذا التنوّع في الجمهور الذي يستقطبه اللوفر أبوظبي يعكس الجانب متعدد الثقافات للمتحف، ويبيّن في الوقت عينه كيف تجذب القصص العالمية التي يرويها من خلال قطعه مختلف الفئات العمرية والثقافية، من الشغوفين بالفن إلى الزوار الصغار والعائلات، بانياً بذلك حواراً بين الثقافات والأجيال. يذكر أن 47 بالمائة من موظفي المتحف هم من الإماراتيين، كما أن فريقاً من أمناء المتحف الإماراتيين الموهوبين يعمل على تشكيل مجموعة المتحف، كما يعمل إماراتيون آخرون في قسمي التعليم والوساطة في المتحف. وقال مانويل راباتيه مدير متحف اللوفر في أبوظبي: "إنه منذ البداية، حمل هذا المشروع رؤية إمارة أبوظبي التي لا تعرف المستحيل، وقد سعينا إلى تقديم تجارب للزوار تحتفي بإبداع الإنسان، وذلك من خلال معارضنا وبرامجنا الثقافية فنحن محظوظون بكل تلك الكنوز التي نجمعها تحت قبة المتحف الشهيرة في جزيرة السعديات، ونحن في الوقت نفسه سعيدون جداً بهذا العدد الكبير من الزوار الذين اكتشفوا هذا الحوار العالمي الذي يسلّط المتحف الضوء عليه". وأقام المتحف، منذ افتتاحه في نوفمبر 2017، وبالتعاون مع المتاحف الفرنسية الشريكة، وفي إطار موسمه "تبادُل فتَفاعُل" أربعة معارض عالمية هي "من لوفر إلى آخر، إنشاء متحف للجميع"، و"العالم برؤية كروية"، و"من وحي اليابان ،رواد الفن الحديث"، و"طرق التجارة في الجزيرة العربية، روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور"، إلى جانب "كولاب" وهو معرض جمع أربعة فنانين مقيمين في الإمارات تعاونوا مع أربعة مصانع فرنسية، فضلاً عن معارض متحف الأطفال المناسبة لجميع أفراد العائلة "رحلة الأشكال والألوان"، والمعرض الجديد "الحيوانات بين الواقع والخيال". وكشف اللوفر أبوظبي في فصل الخريف هذا العام عن استحواذه على 11 قطعة عالمية المستوى وضمها إلى قاعات عرضه إلى جانب قروض جديدة من 13 مؤسسة فرنسية شريكة ومن متاحف إقليمية وعالمية. وفي إطار أول تغيير كبير لمعروضات المتحف الذي تم بالتعاون مع المتاحف الفرنسية الشريكة، أعاد المتحف تجديد المعروضات في قاعات عرض الفن الحديث والمعاصر بشكل كبير، وأجرى تحديثات على طريقة عرض القطع، كما أضاف 40 قطعة فنيّة جديدة ليكتشفها الزوار على مدار العام القادم. يذكر أن بعض القطع الرئيسة المُعارة، مثل "لا بيل فيرونيير" للفنان العالمي ليوناردو دي فينشي المُعارة من متحف اللوفر باريس، و"الصورة الشخصية لوالدة الفنان ويسلر" المُعارة من متحف أورسيه، ستبقى في أبوظبي لعام إضافي، ليصل عدد القطع الفنية المعروضة إلى 300 قطعة. وقال جان لوك مرتينيز، رئيس متحف اللوفر ومديره: "قبل عام فتح متحف اللوفر أبوظبي، الذي وصفه البعض بأجمل متحف في العالم، أبوابه أمام الزوار وها نحن اليوم نحتفل بالنجاح الباهر الذي حققه، إذ يجذب الزوار ويحتضنهم بين أروقته". وأضاف أن التعاون الاستثنائي بين المتاحف الفرنسية الشريكة وزملائنا في دولة الإمارات هو جوهر هذا النجاح، وذلك بفضل القروض المميّزة التي بلغ عددها 300 قرض والتي تم دمجها ضمن مجموعة القطع الإماراتية الغنية بالفعل، وبفضل المعارض الأولى التي أقيمت على مستوى عالمي، والتي ساعدت في تنظيمها المتاحف الفرنسية. ودعا مرتينيز الذين لم يزوروا المتحف بعد إلى عيش هذه التجربة الاستثنائية التي تقدّم الفن في ربوع هندسة معمارية ساحرة وإلى اكتشاف القطع التي انضمت إلى مجموعة اللوفر أبوظبي، والاستمتاع بالمعارض العالمية التي يتم على تنظيمها. وفي فبراير 2018 أطلق اللوفر أبوظبي معرض الطريق الفني الذي حاز العديد من الجوائز، وهو أول معرض فني على طريق سريع في العالم، وقد امتد على طول 100 كلم على الطريق السريع ما بين دبي وأبوظبي وتمكن السائقون من الاستماع، عبر موجات محددة على جهاز الراديو، إلى شرح مفصّل حول كل قطعة فنيّة وهم يمرون إلى جانب اللوحات التي تعرضها. ويعقد اللوفر أبوظبي ندوة بعنوان "في رحاب المتحف" في الذكرى السنوية الأولى لافتتاحه، يتم تنظيمها بالتعاون مع مدرسة اللوفر للدراسات العليا، تضم كبار العاملين في قطاع المتاحف لمناقشة موضوع المتاحف في عصر العولمة من خلال مجموعة من المحاضرات والجلسات الحوارية، فبعد انضمامه حديثاً إلى المجتمع العالمي للمتاحف، سيسلط المتحف الضوء على هذه الركائز القائمة على تاريخ الفن وتاريخ المتاحف ليناقش مساهمته على نطاق أوسع في عالم المتاحف في عصر العولمة. وتشمل قائمة المتحدثين في الندوة، العديد من كبار العاملين في قطاع المتاحف، منهم سمو الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وزيرة الثقافة والإعلام في البحرين، ومعالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، وجان لوك مارتينيز، رئيس اللوفر باريس، وهنري كيم، المدير التنفيذي لمتحف آغا خان، وفرنسوا رنيه مارتان، رئيس فريق الأبحاث في مدرسة اللوفر، وهارتويغ فيشر، مدير المتحف البريطاني، وجايمس كونو، الرئيس والمدير التنفيذي لجي بول جيتي ترست. وفي هذا الشتاء، يدعو المتحف زواره إلى المشاركة في مهرجان شعاع النور 15-11 ديسمبر 2018، وهو محطة للاحتفال بموسم "تبادُل فتفاعُل"، أما العام المقبل، فسينظم اللوفر أبوظبي معرضين عالميين هما رامبرانت والعصر الذهبي الهولندي: مجموعة لايدن ومتحف اللوفر 4 فبراير- 14 مايو 2019، والعالم بعدساتهم بالتعاون مع متحف كيه برانلي جاك شيراك 25 أبريل-13 يوليو 2019. أما بالنسبة إلى موسمه القادم "مجتمعات متغيّرة"، فسيقدّم اللوفر أبوظبي أربعة معارض عالمية . المصدر: وام
مشاركة :