"أميدي كوليبالي" كان يحلم بالحصول على عمل في فرنسا...قبل أن يصبح إرهابياً!

  • 1/10/2015
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة المرصد:كان أميدي كوليبالي، المقرّب من الأخوين كواشي، منفّذّي الهجوم على أسبوعية "شارلي إيبدو" الذي أسفر عن مقتل 12 شخصاً يوم الأربعاء 7 كانون الثاني الجاري، مطلوباً على خلفية مقتل شرطي في مونروج يوم أمس. واليوم، قام باحتجاز رهائن في بورت دو فينسين في باريس في حادثة انتهت بمقتله. ويتم البحث عن صديقته، حياة بومدين، للاستماع إليها كشاهدة. أميدي كوليبالي، 33 عاماً، من مواليد جوفيسي-سور-أورج في إيسون بحسب ما ذكرته صحيفة "النهار" اللبنانية نشأ في منطقة غريني المجاورة في حي غراند بورن. إنه الولد السابع والصبي الوحيد في عائلة من عشرة أولاد، كان يُكنّى بـ"دولي"، وقد تلقى تحصيله العلمي في مدارس في نواحي غريني، قبل أن يتوقف عن الدراسة بسن العشرين. سرعان ما أصبح هذا الشاب الذي لا يُعرَف الكثير عن طفولته، منحرفاً. ففي أيلول 2002، حكمت عليه محكمة الجنايات للقاصرين في لواريه بالسجن ستة أعوام بتهمة السطو. يعلّق مالك بوطي، النائب عن غريني: "تبلغ نسبة البطالة في هذا الحي أكثر من 40%، وهناك قدر كبير من البؤس الاجتماعي والإنساني، ومستوى مرتفع جداً من الانحراف". بعد الخروج من السجن، نجح كوليبالي في الحصول على عقد عمل في مصنع كوكا كولا في غريني، حيث عمل من تشرين الثاني 2008 حتى أيلول 2009. محاولة فاشلة للاندماج المهني عام 2009، تحدث كوليبالي إلى صحيفة "لو باريزيان" عن لقائه المرتقب مع نيكولا ساركوزي الذي كان آنذاك رئيساً للجمهورية وأراد أن يلتقي بشركات تهتم بتوظيف الشباب. بدا كوليبالي متأثراً، وقد علّق: "هذا من دواعي سروري. لا أعرف ماذا سأقول له. سأبدأ بقول صباح الخير!" أضاف كوليبالي الذي كان عقده مع "كوكا كولا" ينتهي بعد شهر: "قد أسأل الرئيس إذا كان بإمكانه مساعدتي للحصول على وظيفة...". عاد مرات عدة للعمل بصورة موقتة لدى "كوكا كولا"، حتى أيار 2010. لكن مسيرته المهنية انتهت هنا. صدرت بحقه 8 إدانات بتهم مختلفة، منها عمليات سطو، واتجار بالمخدرات. وقد جنح شيئاً فشيئاً نحو التشدد في غريني. يشرح مالك بوطي: "ليست مظاهر الأصولية واضحة في الحي، أي إننا لا نرى رجالاً يتنقلون في الجلباب ويطلقون لحاهم، ونساء محجّبات. التطرف أكثر تكتماً، أشعر بأنه أكثر تشدّداً والتزاماً". وقد تقرّب كوليبالي من شبكة سلفية. مقرب من شريف كواشي في 21 أيار ومن ثم 4 حزيران 2010، أشار تقريران صادران عن الهيئة الفرعية لمكافحة الإرهاب إلى "وجود مجموعة من المجرمين المتمرسين الذين يخضعون لإمرة أشخاص ينتمون إلى حركة تكفيرية". وعلى رأس المجموعة جمال بقال المدان بارتكاب أعمال إرهابية والمنتمي إلى الحركة التكفيرية المتشدّدة التي تشكل فرقة داخل الحركة السلفية. وبين تلاميذه شريف كواشي، المشتبه به في الهجوم على "شارلي إيبدو" الذي لقي مصرعه خلال محاصرته اليوم في دامارتين-أون-جول (سين إي مارن). ومن تلاميذ بقال أيضاً أميدي كوليبالي وصديقته حياة بومدين. بحسب المعلومات المستقاة من التنصت على المخابرات الهاتفية، كان أميدي كوليبالي وشريف كواشي يترددان بانتظام لزيارة جمال بقال في إقامته الجبرية في مورات في كانتال. حتى إنهما كانا يذهبان أحياناً لزيارته معاً، برفقة صديقتَيهما. وقد روت حياة بومدين في شهادتها إلى الهيئة الفرعية لمكافحة الإرهاب عام 2010، أنهما كانا يترددان إلى هناك لممارسة الرمي بواسطة القوس والنشاب من جملة أمور أخرى. في الواقع، اشتبهت الهيئة الفرعية لمكافحة الإرهاب في تورّطهما في تهريب أحد الإرهابيين. وقد أسفر التحقيق عن سجن أميدي كوليبالي الذي مكث في السجن أربعة أعوام. أمضى جزءاً كبيراً من حياته في السجن لدى إطلاق سراحه في ربيع 2014، انتقل كوليبالي للعيش مع صديقته، لكن بدا أنه لم يعد يسعى إلى تحقيق الاندماج المهني. ولم يكن يحمل هاتفاً خلوياً كي يتعذّر تحديد مكانه. يروي مصدر أنه كان يتردد باستمرار إلى غراند بورن، على الرغم من أنه لم يعد يسكن هناك. وقد شوهد الأسبوع الماضي في مقهى في مدينة فيري-شاتيون المجاورة. كما أنه غالباً ما يزور غريني. بحسب المعلومات، كان في غريني في نهاية الأسبوع الماضي. يروي أحد معارفه الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "التقينا، تحدّثنا، واتفقنا على أن نلتقي من جديد. لقد انزلق تدريجاً من الجنح الصغيرة إلى الجرائم الكبيرة ثم إلى التشدد الإسلامي. في المجموع، أمضى جزءاً كبيراً من حياته في السجن".

مشاركة :