يوسف أبو لوز سنذهب إلى ما هو شعري في إحياء فرنسا، أمس، ذكرى ١١ نوفمبر ١٩١٨ مرور ١٠٠ عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى. وشعرية المشهد الاحتفالي الذي حضرته عند قوس النصر في شارع الشانزليزيه ٧٠ شخصية من رؤساء دول، ورؤساء حكومات، ورموز مؤسسات دولية.. أن المكان باريسي أولاً، بدءاً من لون الشجر الأصفر أو البرتقالي، وإلى الموسيقى التي أخذت دور البطولة في هذه الاحتفالية المذكرة بالحرب؛ بل أول أشكال الحرب التي تبدأ من مجرد حادثة اغتيال.أسباب الحروب في الكثير من وقوعها.. بسيطة، وحتى يمكن أن توصف بأنها غير منطقية، فقد كان ولي عهد النمسا فرانز فرديناند هو وزوجته في زيارة إلى سراييفو يوم ٢٨ يونيو ١٩١٤، وفي الأثناء، تقدم طالب صربي واغتالهما، لتنشب بعد ذلك حرب عالمية.كلف العالم هذا الحادث الذي كان يمكن استيعابه اليوم خلال أقل من شهرين وبدبلوماسية هادئة، أربع سنوات من الحرب راح ضحيتها بشر وثقافات وأخلاقيات دفنت تحت الرماد... ولكن.. أين شعرية حدث استعادي كهذا، بعد مئة عام من وقوعه؟الشعرية تماماً ومباشرة في الموسيقى المكررة على وزن واحد، وعلى إيقاعية واحدة، بالقرب من قوس النصر في الشانزليزيه.الشعرية في الشجر البرتقالي اللون والأصفر اللون، الذي كان يشكل خلفية تشكيلية للموسيقى الهادئة، أو شبه الهادئة، ولكنها في كل الأحوال، لم تكن موسيقى جنائزية لكي لا تحيل رمزياً وصوتياً وثقافياً إلى ويلات الحرب.الشعرية في إحياء ذكرى مرور ١٠٠ عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى، قد تتمثل في استعادة حيوات شعراء عاشوا في باريس، وجاؤوا إليها من العالم بلا أوراق ثبوتية، سوى ثبوتية الشعر والكتابة والرواية، وماتوا في المدينة الأوروبية التي تُسمى مدينة النور وقبورهم فيها.شعرية إحياء ذكرى مرور ١٠٠ عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى، تُحيل إلى أن من كانوا يعزفون الموسيقى تحت قوس النصر في الفرقة الإيقاعية العزفية النفخية، هم خليط شعوب، ومن وجوههم من امريكا اللاتينية الى افريقيا وشمالها الساحلي، الى سكان المستعمرات الفرنسية حول العالم. yabolouz@gmail.com
مشاركة :