بالاطلاع على قائمة خوان بيتزي الأخيرة لمعسكر الدمام، التي تم إعلانها أول أمس، ومقارنتها بقوائم بيتزي السابقة، نلمس بوضوح حيرة المدرب الأرجنتيني في بعض المراكز، وهذه الحيرة للإنصاف مبررة في نقاط معينة، لكنها بالتأكيد من دون مبرر في نقاط أخرى. ليس سرًا معاناة الأخضر على مستوى خط الهجوم، لكن هذه المعاناة لم تصل إلى درجة أن تتم تجربة الشاب فراس البريكان، الذي لم يُختبر في مستوى أعلى من الفئات السنية قبل معترك قاري صعب، وليس محلا للتجارب أبدًا، في الوقت الذي يتألق فيه محمد الصيعري وعبدالفتاح آدم أو حتى ناصر الشمراني، وجميعهم أجهز من هذا الشاب لخوض البطولة التي لا تفصلنا عنها سوى أسابيع قليلة. قائمة بيتزي الأخيرة - في رأيي - بالغت في ضم الأسماء الشابة في وقت من الضروري فيه الاستقرار على أسماء معينة، وركائز هي من ستبدأ البطولة القارية، موهبة العمار وغريب والخليف وتمبكتي ليست محل خلاف، لكن كل التحفظ على الزج بهم في وقت واستحقاق لا يتناسبان مع مثل هذه التجارب. ولو وسعنا الدائرة أكثر تجاه خيارات بيتزي، فالحيرة ستأخذنا بالتأكيد صوب المخضرم حسين عبدالغني، الذي يشغل مركزه في الدوري من هم أفضل منه فنيا وأكثر قدرة على العطاء بدنيا، وعلى رأسهم حمد المنصور وحمدان الشمراني، ولِمَ لا عبدالله الزوري؟ في النهاية، سنختلف مع بيتزي على أسماء، وسنتفق معه على أخرى، وهذا طبيعي جدًا، لكن تحفظنا الأكبر عليه هو عدم استقراره على أسماء معينة، وكثرة تغييره في وقت لا يوجد فيه هامش كبير لمزيد من التجارب. السطر الأخير: قوام المنتخب الذي خاض كأس العالم قبل أشهر قليلة موجود في قائمة بيتزي، وهذا امتياز لا يشاركه فيه سوى أربعة منتخبات هي أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وإيران، وجميعهم يسبقون باقي منافسيهم بخطوة، الأخضر الذي شاهدناه أمام أوروغواي ومصر تحديدًا أو حتى أمام البرازيل لا يحتاج سوى إلى إضافات محدودة ليقدم بطولة قارية في المستوى.
مشاركة :