انشقاقات داخلية وهزائم عسكرية.. الانقلاب الحوثي يؤذن بالأفول

  • 11/13/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الحديدة ـ وكالات تخوض قوات الجيش الوطني اليمني المدعومة من تحالف دعم الشرعية، معارك عنيفة في محيط مدينة الحديدة ومداخلها، وتضيق الخناق على عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية في كافة الاتجاهات لاستكمال محاصرتها داخل المدينة. هذا وأحرز الجيش الوطني تقدما جديدا في مدينة الحديدة، حيث اقتحم حي الربصة جنوب غرب الحديدة وسط معارك ضارية يخوضها مع ميليشيات الحوثي. وأكدت مصادر ميدانية لـ”قناة العربية” أن الجيش تمكن من السيطرة على مدرسة النجاح وعددٍ من المباني المجاورة لها. هذا وسيطرت قوات الجيش والمقاومة على منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعد مواجهات عنيفة منيت خلالها ميليشيات الحوثي بخسائر كبيرة في صفوفها. وقالت ذات المصادر إن الجيش الوطني وصل إلى شارع صنعاء في الحديدة، وأحرز تقدما كبيرا في الجهات الشمالية الشرقية والجنوبية للمدينة، وأنه بات على أبواب السيطرة على نقطة الشام الاستراتيجية لاستكمال حصار الميليشيات بشكل كامل في طريقه لاستعادة الميناء القريب هناك. واقتحمت وحدة خاصة تابعة للقوات المشتركة عمارة عبدالنبي شمال شرق الحديدة، قتلت خلال هجومها الخاطف معظم عناصر الميليشيات، وأسرت من بقي منهم، ويعد المبنى الأعلى في الحديدة وموقع تمركز مهما لعناصر الميليشيات لإعاقة تقدم قوات الشرعية. بالتزامن قصف طيران التحالف تجمعات الانقلاب في مناطق متفرقة داخل الحديدة، وأفشلت محاولات الميليشيات تعزيز عناصرها في المحور الشمالي الشرقي للمدينة. وأشار مسؤولون عسكريون إلى أن طائرات حربية ومروحيات هجومية من طراز أباتشي تابعة للتحالف استهدفت أحياء يتمركز فيها الحوثيون، بينما دارت اشتباكات عنيفة حول الجامعة في جنوب المدينة، وكذلك قرب مستشفى الثورة و 22 مايو إلى الشرق. من جهة أخرى، عادت الانشقاقات مرة أخرى لتعصف بميليشيات الحوثي، لكن هذه المرة على مستوى القيادات العليا، وسط توقعات بالمزيد منها، تزامناً مع الخسائر الكبيرة للانقلابيين على المستوى الميداني والبشري، وتضييق الخناق عليهم في معقلهم الرئيس بصعدة وآخر منافذهم البحرية في الحديدة، واقتراب سقوط مشروعهم. ونقلت “قناة اسكاي نيوز” عن مصادر يمنية في العاصمة صنعاء، قولهم ان الميليشيات شددت من إجراءاتها الأمنية وفرضت رقابة مشددة على بعض الشخصيات، عقب نجاح وزير الإعلام في حكومة الانقلاب عبد السلام جابر، في الهروب ومغادرة صنعاء والوصول إلى الرياض. وقالت المصادر إن الحوثيين فرضوا رقابة وإجراءات غير مسبوقة على الوزارء والمسؤولين الذين لا ينتسبون لزعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي وأسرته، أو المقربين منهم خشية انشقاقهم والتحاقهم بالحكومة الشرعية. وأشارت المصادر إلى قيام قيادات الحوثي في صنعاء باستدعاء بعض الوزراء والمسؤولين الذين لا يثقون بهم وتدور حولهم شكوك. ومثّل انشقاق جابر عن حكومة الانقلاب وتمكنه من مغادرة صنعاء، ضربة سياسية وأمنية كبيرة للانقلابيين، وكشف عن وجود العديد من المسؤولين الذين يعملون قسرا مع الحوثيين، خشية على حياتهم وأمن عائلاتهم. وقال جابر خلال مؤتمر صحفي عقده في الرياض : إنه رغم الرقابة الأمنية الشديدة داخل المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون “فإن شعبنا هو في حالة احتقان ويرفض هذا الوجود وهذه الهيمنة ويتحين الفرصة المناسبة للخروج على هذه الجماعات”. وأوضح أن “الانقلابيين صاروا في النفس الأخير”، لافتا إلى ما وصفه بـ”مؤشرات جيدة .. من العمق الذي يسيطر عليه الانقلابيون”، قائلا:” هناك أصوات ستعود إلى جانب الجيش الوطني والتحالف في الفترة المقبلة”. ودعا الوزير المنشق عن الانقلابيين، القوى الوطنية في صنعاء من أجل التحرك الجاد لمواجهة هذه الميليشيا. وتزايدت خلال الأشهر الأخيرة موجة الانشقاقات عن الميليشيات الموالية لإيران، إلا أن جابر يعد أبرز مسؤول حوثي ينشق منذ الانقلاب على الشرعية عام 2014. وكان نائب وزير التعليم في حكومة الانقلاب عبد الله الحامدي، قد انشق في أكتوبر الماضي، مؤكدا أن الميليشيات “دمرت العملية التعليمية في اليمن، وعملت على شرعنة الجهل والعنف والتخلف”. وإلى جانب الحامدي، انشق عدد كبير من المسؤولين العسكريين والمدنيين عن حكومة الانقلاب، وقالوا إن الأمر جاء بعد أن طفح الكيل من ممارسة الميليشيات. وفى سياق منفصل أكد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني التزام حكومة بلاده بدعم جهود المبعوث الأممي مارتن جريفيث والتعامل بإيجابية مع دعوته لعقد دورة المشاورات القادمة قبل نهاية العام الجاري. ودعا اليماني خلال لقاء جمع الوزير اليماني مع السفير الروسي لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين، المجتمع الدولي الضغط على المليشيات الانقلابية المدعومة من إيران للاستجابة لدعوات السلام وإبداء الجدية تجاه المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية. من جانبه، أكد السفير الروسي ثبات موقف بلاده الداعم للحكومة الشرعية ودعم جهود المبعوث الأممي لاستئناف العملية السياسية.

مشاركة :