«أبوظبي الاستراتيجي» يبحث صفقة القرن وإيران وقطر

  • 11/13/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي - سلام أبوشهابناقش ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس في يومه الثاني والختامي، الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات، صفقة القرن وإعادة صياغة الشرق الأوسط، وواقع العالم العربي وأبرز أزماتة، ومعضلة السياسات التركية، وتبعات نهاية خرافة إيران وقطر. وقالت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات إن مركز الإمارات للسياسات يعمل مع صانعي القرار في الدولة على توفير المعلومة الموثوقة، والتحليل العلمي الموضوعي، والسياسات والاستراتيجيات البديلة، من خلال توظيف واستخدام أحدث وأوثق المنهجيات العلمية في مجالات التحليل الاستراتيجي والسياسي والسياسات العامة. صفقة القرن وأكد السفير دينيس روس، المستشار في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن الرئيس دونالد ترامب يرى نفسه مختلفاً عن الرؤساء الأمريكيين السابقين، وأنه قادر على التوصل إلى حل للنزاع الفلسطيني «الإسرائيلي». وأوضح روس في الجلسة الصباحية أمس لمناقشة صفقة القرن وإعادة صياغة الشرق الأوسط أنه ظهر في الفترة الأخيرة اقتناع لدى «إسرائيل»ودول عربية بضرورة بناء علاقات استراتيجية بين الطرفين لمواجهة التهديدات الأمنية المشتركة.ومن جهته، أكد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أن القضية الفلسطينية لا تزال حية لدى الشعوب والدول العربية، والدليل أنه لم يوافق أحدٌ من العرب على قرار إدارة ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وأوضح موسى أن صفقة القرن لا تُشكل صفقة بأي حال من الأحوال لأنها فيما يبدو تتبنى وجهة النظر «الإسرائيلية»، فهي استبعدت قضية القدس من التفاوض بداية، كما أنها تأتي مرة أخرى بالخيار الأردني إلى الطاولة، إضافة إلى أنها تأتي بالخيار المصري للمرة الأولى، مشدداً على أن الأردن ومصر وحتى الفلسطينيين لن يقبلوا ذلك. أبرز الأزمات وأكد المشاركون في الجلسة التي عقدت تحت عنوان العالم العربي: المشي على الماء التحديات التي تواجه العالم العربي داخليا وإقليما مثل الحرب في سوريا والوضع في اليمن وليبيا، على أن العالم العربي يواجه تحديات داخلية على مستوى الحكم والشرعية، والمجتمع والاقتصاد، والتنمية والبطالة، والتطرف والإرهاب، بالإضافة إلى تحديات إقليمية تشكل تهديداً وجودياً للكثير من دول العالم العربي، وتتمثل في سياسات «إسرائيل» وإيران وتركيا، وبالرغم من بعض التطورات ألإيجابية، كالفاعلية السعودية والإماراتية، وتعافي العراق وانحسار تهديد «داعش»، إلا أن أزمات سوريا وليبيا واليمن ما زالت بعيدة عن الحل. وقال خالد بحّاح، نائب رئيس الجمهورية اليمني ورئيس الوزراء السابق إن البحث عن الدولة الوطنية ما يزال هو التحدي الأكبر في اليمن ودول عربية عدة، وأنه من المهم الولوج إلى الحلول في اليمن بشكل جاد من قبل الإقليم العربي والمجتمع الدولي، وأن استعادة اليمن مازال ممكناً عبر آليات محددة تنطلق من معالجة الحالة الاقتصادية في مساحة الثمانين بالمائة المحررة عبر برامج إعمار واضحة. عزلة قطر وأكد المشاركون في الجلسة الختامية والتي كانت بعنوان«تبعات نهاية خرافة قطر، ووهم القوة والدور» أن قطر تعاني تصورها لذاتها الذي يقوم على تخيل «دور» قيادي ومحوري في المنطقة، ويتزامن هذا التصور مع وهم القوة الصغيرة وقدرتها على قهر قواعد الجغرافيا وفيزياء السياسة وواقع العلاقات الدولية، وبسبب من خيارات سياسية وليدة الخرافة والوهم، تعاني قطر اليوم عزلة دولية ومقاطعة إقليمية وتحديات اقتصادية وسياسية قد تحدث تغييرا في النظام القائم، أو تعيد قطر إلى دورها وموقعها الطبيعي في توازنات القوة الإقليمية. وأكد إبراهيم النحاس عضو مجلس الشورى السعودي أن الإشكالية التي وقعت فيها دولة قطر وأدت إلى هذه الأزمة التي أقصتها عن المحيط الخليجي والعربي، أنها تجاوزت عناصر القوة التي يفترض أن تمتلكها الدول من عناصر سياسية واقتصادية وعسكرية للقيام بدور إقليمي، موضحاً أن العزلة التي تعيشها قطر حاليا نتجت عن اعتراض التحالف الرباعي العربي على تلك السياسة وكانت نتيجة طبيعية. وتساءل حول مدى واقعية سياسة العزلة القطرية في عودة قطر مرة أخرى إلى الوضع الطبيعي أو تغيير السلوك القطري. وقال محمد الحمادي رئيس تحرير جريدة الرؤية إن سلوك السياسة القطرية لا يعطي أي مؤشر إيجابي للعودة إلى محيطها الخليجي والعربي، بل على العكس فهي في واقع الأمر تبتعد أكثر وأكثر، وذلك مع تمسكها بتصيّد الفرص والمناسبات للإساءة إلى جيرانها. خرافة القوة الإيرانية وفي جلسة لمناقشة نهاية خرافة القوة الإيرانية، أشار المتحدثون إلى أن إيران تواجه اليوم تحديات وأزمات داخلية وإقليمية ودولية قد تطيح بالنظام في إيران، وتنشر الفوضى وعدم الاستقرار فيه. وأوضح الدكتور محسن ميلاني، المدير التنفيذي لمركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية في جامعة جنوب فلوريدا، أن إيران تواجه ثلاث مشاكل داخلية: الأولى هي اقتصادية، وجزء من هذه المشكلة يرتبط بالعقوبات الأمريكية، لكن الجزء الأكبر منه يرتبط بالفساد والهدر، والمشكلة الثانية تتعلق بعامل الديموغرافيا، فعدد السكان الكبير في إيران يخلق تحديات في التنمية، فضلاً عن أن الشعب الإيراني متعلم، وجزء كبير منه يعارض أفكار خامنئي وسياساته، والمشكلة الثالثة هي الغموض بخصوص خليفة خامنئي. وأشار ميلاني إلى أن السياسة الإقليمية لإيران لا تعد مستدامة، فهي تُوسع كثيراً من نفوذها وطموحاتها، إلا أنها لا تستطيع أن تتحمل الكلفة الاقتصادية لهذا التمدد، وهي تقترب من حافة الهاوية، فهي موجودة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وهذا الوجود يستنزفها اقتصادياً، وخصوصاً إثر فرض حزمتي العقوبات الأمريكية.

مشاركة :