أصبحت الدوحة بعد دخول العقوبات الأمريكية على طهران حيذ التنفيذ منذ الرابع من نوفمبر الجاري، بين خيارين أحلاهما انتحار سياسي، إما استكمال وجودها تحت عباءة طهران حليفتها الأولى في المنطقة، وإما خسارة ود واشنطن وبالتالي الإنذار الحتمي بانقلاب الإدارة الأمريكية. في خضم الأزمة القطرية العربية المستمرة دعت طهران قطر إلى ما أسمته برد الجميل، بعدما فتحت أجواءها للطيران القطري مجانا هربا من وطأة المقاطعة العربية نتيجة سياستها الداعمة للإرهاب في المنطقة، لم تتأخر الدوحة في رد المعروف والتحرك لإعانة صديقتها الخنوقة بطوق العقوبات الأمريكية، فأعلنت خطة توسعة زيادة إنتاج الغاز المسال من حقل الشمال المشترك بينهما، ونمت التجارة بين الجانبين بسرعة لافتة. وفي وقت سابق أعلن وزير الدفاع القطري، خالد العطية، أمام وسائل الإعلام أن بلاده لن تشارك في أي تحرك ضد إيران. موقف قطر بعد العقوبات الأمريكية، أثار تساؤلات على الساحة السياسية، هل ستبقى الدوحة عند وعدها مع طهران، وكيف ستبقى على ودها مع إيران المعاقبة من واشنطن وفي الوقت نفسه تقنع الإدارة الأمريكية، كما يحلم نظام الحمدين، بتبني موقفها في أزمتها مع المنطقة العربية. المشهد يعكس أن الدوحة في مأزق سياسي كبير وفق متابعين للمشهد، ففي ذروة عزلتها تحتاج إلى الأحضان الفارسية التي اختارتها بدلا من حضنها الطبعي الخليجي والعربي، لكن التقارب الواضح مع إيران بات يشكل، وفق تقارير غربية، صداعا في رأس الإدارة الأمريكية وثمة أوساط أمريكية تدعو إلى إعادة النظر في العلاقات الأمريكية مع الدوحة. وفق لتقارير أجنبية لم يخف على واشنطن أن الود القطري مع إيران لا يقتصر على المنحى والجوانب الاقتصادية والتجارية، بل الإدارة الأمريكية على علم بحجم الدعم القطري المشبوه لإيران في وقت سابق، حتى أن تقارير تحدثت عن علم البيت الأبيض بالتفاف الدوحة على عقوبات واشنطن لصالح الحرس الثوري الإيراني عبر معاملات مالية غير شرعية لتجنيبها العقوبات.
مشاركة :