رأى خبراء ومتخصصون أن تطبيق العقوبات على إيران سيؤتي ثماره على المدى الطويل، واستبعدوا في تصريحات لـ«الاتحاد» على هامش أعمال ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن تؤدي نتائج الانتخابات النصفية الأميركية التي أسفرت عن انقسام في الكونجرس بين أغلبية للديمقراطيين على مجلس النواب وسيطرة للجمهورين على مجلس الشيوخ إلى أي تأثير على قضايا الشرق الأوسط، خاصةً أن الولايات المتحدة تعتبر دول الخليج حلفاء استراتيجيين. وقال محمد بن صقر السلمي رئيس المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، إن نتائج العقوبات على إيران تتوقف على تطبيقها، فإذا تمت بشكل صائب، ستؤلم إيران، وأكد أن استثناء 8 دول من العقوبات هو إجراء مؤقت لمدة ستة أشهر فقط، وبعد ذلك يجب أن تمتثل للعقوبات التي يتوقع أن تؤثر كثيراً على الداخل الإيراني في المستوى الاقتصادي والمستوى الشعبي لجهة التذمر والاحتقان الكبيرين للشعب الذي ظهر بشكل كبير مؤخراً. وأشار إلى أن التأثير سيمتد إلى دور إيران الإقليمي وحروبها بالوكالة، ودعم وتمويل الميليشيات الإرهابية، لكن في نهاية المطاف ما ننتظره هو ثمار تطبيق العقوبات على الأرض. فقد تم فرض عقوبات على إيران من قبل، ولم تلتزم بها وكان قاسم سليماني يتجول في سوريا والعراق في تحد سافر للعقوبات. وأكد أنه إذا تم التطبيق بشكل سليم ستقوض خطط إيران في المنطقة. وأكد أن هناك فعلاً دولاً خفضت الاعتماد على النفط الإيراني مثل الصين بنسبة 25 %. واستبعد أن يكون هناك أي تأثير للانتخابات النصفية الأميركية على تطبيق العقوبات، ورجح أن يكون تأثيرها داخلياً على المجتمع الأميركي. من جانبه، قال الباحث الأكاديمي سلطان النعيمي إن الانتخابات النصفية لن يكون لها تأثير على إعادة فرض العقوبات الإيرانية، وأضاف: «إننا نتحدث عن كيف يمكن لاحقاً تنفيذ العقوبات وقرارات ترامب هل ستتوافق مع الكونجرس؟». وأكد أن العلاقات بين دول الخليج وواشنطن استراتيجية ويجب التأكد من أن الولايات المتحدة تحتاج إلى دول الخليج والمملكة العربية السعودية كما يحتاج إليها الخليج، فعندما يقول ترامب إن السعودية مهمة لاستقرار المنطقة لأنها دولة إقليمية مهمة، هناك بالتالي ركائز استراتيجية يجب البناء عليها ولا نعتمد على تحليلات بسيطة. وأكد النعيمي الخبير في الشأن الإيراني أن فرض العقوبات أمر وتطبيقها أمر آخر، فترامب كانت تصريحاته على الجانب النظري قوية جداً، ولكن في التطبيق مثلما أشارت الإدارة الأميركية أنها تراعي مصالح حلفائها والسماح لبعض الدول باستثناءات. فتصدير النفط أمر واستفادة إيران من هذا التصدير أمر آخر، وعوائد النفط هذه لن تذهب لإيران، بل ستبقى في بنوك هذه الدول وسيتم الاستفادة منها في الجوانب التي لم تخضع للعقوبات مثل الغذاء والدواء. ورأت رئيسة مركز الإمارات للسياسات الدكتورة ابتسام الكتبي، أن الدول العربية التي تربط مصيرها بالمصير الأميركي مخطئة تماماً ويجب على الدول العربية أن تختار على أساس مصالحها، فالمشهد الأميركي الآن قد يشهد بعض التغيرات بعد الانتخابات النصفية، ويمكن أن يكون التركيز على روسيا وتدخلها في الانتخابات الأميركية، كما أن القضايا الداخلية الأميركية ستحتل المرتبة الثانية وستتراجع قضايا الشرق الأوسط، وبالتالي الاهتمام بالشرق الأوسط سيكون بمقدار انغماس واشنطن فيه. وقالت الكتبي إن الملف اليمني مهم لأميركا بسبب الضحايا هناك والوضع الإنساني الحرج، وهذا ما نحاول أن نركز عليه في الملتقى ونحاول أن نقيس حجم قوة كل من هذه الدول، ومن هو المؤهل لقيادة العالم، وما حدود قوة روسيا والصين وقدرتهما على المنافسة.
مشاركة :