شارك مئات من مسلمي قرى محافظة الأقصر في فاعليات إحياء مولد القديس «ماري جرجس» والمقام في دير يحمل اسمه في الظهير الصحراوي الغربي، وتستمر حتى 17 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وأعقب الاحتفالات هجوم إرهابي استهدف حافلة تقل أقباطاً في طريق عودتهم من دير الأنبا صموئيل في المنيا 2 الشهر الجاري. وكان الهجوم قد أسفر عن مقتل 7 من ركاب الحافلة وجرح 13 آخرين، قبل أن تدهم قوات الشرطة بؤرة الخلية الإرهابية المتورطة في الهجوم وتقتل 19 عنصراً. وكاد الهجوم أن يُعطل فاعليات المولد ذلك العام، إذ أمر بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية تشكيل لجنة كنسية للنظر في أمر الاحتفالات، والتي تقع في الظهير الصحراوي نفسه الذي شهد الهجوم الأخير، لكن اللجنة، قررت إطلاق فاعليات المولد، وهو الأمر الذي أقره البابا، لعدم الرضوخ إلى الإرهاب. ولعب أهالي الأقصر والمحافظات المحيطة، ممن يتوافدون على الدير خلال الاحتفالات، دوراً في الدفع نحو إقامة الاحتفال، عبر مناشدات عدة لمسلمين ومسيحيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بإقامة المولد، وجاء الإقبال الكثيف لآلاف من المسلمين وعشرات الآلاف من المسيحيين على المولد، رسالة إضافية لتحدي الإرهاب. يقول حجاج أمين لـ «الحياة»: أزور المولد كل عام مع أصدقائي الأقباط في قريتي البعيرات، ذلك طقس اعتدت عليه منذ صغري، وشجعتني عليه أسرتي، وشدد: الأقباط والمسلمون في قريتنا يتشاركون احتفالات المسيحيين والمسلمين، كما يتشاركون المناسبات الأخرى من الزفاف والعزاء. وقال النائب البرلماني عن قرية الرزيقات (تضم دير ماري جرجس) إن مولد «ماري جرجس» هو موسم فرحة ورواج تجاري للمسلمين والأقباط بالرزيقات. ولفت إلى أنه اعتاد منذ صغره زيارة الدير وحضور المولد، كما اعتاد المشاركة في تجهيزاته، بعد تمثيله الدائرة في البرلمان، وقبلها. وكانت الاحتفالات انطلقت مساء الأحد الماضي في المحافظة، فى جبل الرزيقات جنوبي المحافظة وسط إجراءات أمنية مشددة في محيط الدير، وعلى الطرق المؤدية إليه، حيث أقامت المكامن الأمنية ونقاط التفتيش بالحواجز والمتاريس عبر طريق الأقصر– الوادي الجديد– أسوان الصحراوي. واستبق محافظ الأقصر المستشار مصطفى الهم إطلاق الاحتفالات بجولة تفقدية في القرية ومحيطها، للتأكد من جاهزية الأجهزة الأمنية لاستقبال المحتفلين، كما التقى بنيافة الأساقفة من أعضاء اللجنة البابوية المشرفة على الاحتفالات. ويرسل بابا الأقباط لجنة بابوبة رفيعة المستوى للإشراف على الاحتفالات. كما انتشرت الخدمات السرية في محيط دير ماري جرجس، في وقت شددت الإجراءات الأمنية في محيط دير الأنبا صموئيل الذي شهد الهجوم الإرهابي مطلع الشهر، مع استمرار إغلاق الطريق المؤدي إليه من جهة الطريق الصحراوي الغربي.
مشاركة :