حرص الصحابة على الاجتماع برسول الله- صلى الله عليه وسلم- والارتواء بحديثه الشريف، رغم مشاكلهم الدنيوية، وكثرة متاعبهم في سبيل الرزق، فهذا عقبة بن عامر يرعى إبله في النهار، ولا يكاد يروح بها إلى مبيتها حتى يهرع إلى مسجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليدرك من أقواله ووعظِهِ ما يمكن إدراكه.وهناك دعاء كان يقوله رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد الوضوء، فعن عُقبة بن عامر- رضي الله عنه-، عن عمر- رضي الله عنه-، عن النبي- صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ -أَوْ فَيُسْبِغُ- الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ» رواه مسلم.ويعد الإخلاص والإقبال على العبادة، وترك الشواغل الدنيوية، هو روح العبادة، وأن الله- تعالى- يعطي الثواب الكثير على العمل القليل الخالص لوجهه، وحرص الصحابة على فعل الخير والترغيب فيه ودلالة الغير عليه، وفضل الشهادتين وعظم كلمة التوحيد.
مشاركة :