افتتاح الدورة العادية الـ 52 لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان

  • 11/13/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

افتتح البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، أمس الاثنين، أعمال الدورة العادية الـ52 لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، تأتى الدورة تحت عنوان "شرعة التعليم المسيحي للكنائس الكاثوليكية في لبنان".حضر الافتتاح بطاركة وأساقفة لبنان الكاثوليك والسفير البابوي المونسنيور جوزيف سبيتيري الذي يشارك للمرة الأولى في دورات المجلس.وألقى كلمة بعد رفع الصلاة، قال فيها: "تتناول دورتنا ثلاثة قطاعات: الأوّل، اعتماد "مشروع شرعة التّعليم المسيحي في لبنان" بوجهيه النظري والتطبيقي، وإشكاليّة التّعليم من حيث تعدّدية المرجعيّات، وواقعه في المدارس، والمعلّمون، وإيصاله إلى البالغين؛ الثاني، إجراء انتخابات إداريّة؛ الثالث، الأوضاع الراهنة في لبنان وما يتّصل بالكنيسة وأبنائها. ونستقبل صباح الأربعاء في الجلسة الأولى، نيافة الكاردينال Leonardo Sandri رئيس مجمع الكنائس الشرقيّة مع مجموعة المنظّمات المعنيّة، لمساعدة الكنائس الشرقيّة (ROACO)، وهم في زيارة إلى لبنان بحيث تشمل الزيارة المنظّمات المعنيّة بخدمة المحبّة، وتجمّعات للنازحين العراقيّين والسوريّين. ثمّ في الجلسة الثانية من صباح الأربعاء يعقدون اجتماعًا مع اللّجنة الأسقفيّة لخدمة المحبّة من أجل تنظيم التنسيق معها لجهة البرامج التي تقدّمها وطرق تمويلها".وأضاف: "إنّ موضوع التّعليم المسيحي يلبّي حاجة ملحّة في زمننا بسبب المتغيّرات التي أصابت في العمق إنساننا والعائلة والمجتمع، حتى أضحوا كلّهم مثل حقل ينتظر الزرع لكي يعطي ثماره. وتابع: "وفي إطار هذه الدورة نلقي كالعادة نظرة على الأوضاع الراهنة في لبنان لندرك حجم واجبنا الراعوي، الروحي والتربوي والاجتماعي والاقتصادي والإنمائي، من خلال هيكليّاتنا الكنسيّة، ومؤسساتنا المتنوعة، وأوقافنا. إنّ كنائسنا توفّر في هذه القطاعات خدمات جلّى، وتبذل الكثير من الجهود، وتتحمّل عبئًا كبيرًا من التضحيات لكنّها مدعوّة اليوم لتضاعف العطاءات والجهود والتضحيات. إنّ مؤسّساتنا تدرك أكثر من سواها حجم الفقر المتزايد عند شعبنا، بسبب الأزمة الاقتصاديّة والمعيشيّة الخانقة، وبسبب اتّساع رقعة البطالة، وارتفاع كلفة المعيشة، طعامًا وكسوة واستشفاء وأدوية وتربية. وما يؤلم شعبنا ويؤلمنا بالعمق إهمال المسئولين في الدولة، واهتمامهم بمصالحهم الخاصّة، والظهور كأنهم لا يريدون بناء دولة القانون والعدالة الاجتماعية، لأنّها تتنافى ومكاسبهم ونفوذهم وزعاماتهم، ولهذا السبب ضعف الولاء للبنان. ثمّ فيما كنائسنا ومؤسساتنا تعمل على تنمية الشخص البشري بكلّ أبعاده وتصقل شخصيّته، نرى بكل أسف أنّ، في المقياس السياسي عندنا، لا يُحدّد المواطن بما هو ومن هو كإنسان، ولا يُحدّد بفكره وعقله وأخلاقه ونظافة يده وولائه للبنان، بل يُحدّد بانتمائه إلى الحزب والدين والطائفة، ويُحدّد أيضًا بما هو أكثر إذلالًا بانتمائه إلى هذا "الزعيم السياسي أو الطائفي".وختم البطريرك الراعي بالقول: "أمام هذا الواقع، يبقى من واجب الكنيسة الراعوي الدفاع عن الشعب ولاسيّما الفقراء والمظلومين، وإعلان المبادئ الدستوريّة والديمقراطيّة والثقافيّة، التي تنظّم العمل السياسي وتنقذه من انحرافه، ومن أخطاره على الوطن والمواطنين، إذا ما انحرف. وهذا ما نختبره كلّ يوم. وإذا كانت الميليشيات العسكريّة في معظمها قد توقّفت، فلا يمكن القبول بأن يُحكم لبنان بذهنيّة "ميليشيات سياسيّة". والقى السفير البابوي جوزيف سبيتيري نقل فيها بركة البابا فرنسيس للمجتمعين ومشاركته واياهم الصلاة على نيتهم وعلى "نية بلد الأرز،" لافتا الى "اهتمام الكرسي الرسولي بالتعاون معا لتوطيد علاقات الشراكة بيننا وبين كنائس لبنان". ورأى أن "مهمة الكنيسة في نقل الإيمان وعيش الحياة في لبنان باتت اكثر صعوبة بسبب عدة عوامل ابرزها الحروب في المنطقة التي اوجدت عدم استقرار ونزوح مئات الآلاف من سكان الدول المجاورة والصعوبات السياسية والإقتصادية على الصعيد الوطني".ولفت سبيتيري في كلمته الى "الأزمة المالية التي تعاني منها المدارس والمستشفيات الكاثوليكية،" معربا عن تقديره للجنة التي انشئت برعاية صاحب الغبطة والتي تضم "عددا من الهيئات الكنسية وعددا من النواب لدراسة حلول للمشاكل التي تمر بها المدارس الخاصة بعد اصدار القانون 46،" داعيا الى" البحث عن حلول جريئة لا بل غير مسبوقة لدعم ابنائنا المؤمنين"، لافتًا الى ان "الشباب يرغب في ان يجد فينا شفافية النور الصادر من محبة وعطف الله. فالشباب بامكانهم الاستجابة الى دعوة الله بقوة الروح القدس لذلك يجب اعطائهم مزيدا من المساحة في الحياة الكنسية وذلك من خلال الإعتراف بحقهم في المشاركة الواسعة في هذه الحياة".

مشاركة :