خارج السرب: «يا شين السرج ويا زينه!»

  • 11/14/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

باختصار شين السرج على البقر هو ذاته مثل «ضع الرجل المناسب في المكان المناسب»، فلا السرج يليق بالبقر المفيد لأمور أخرى حتى إن هدت شقراها مع الخيل، ولا اللبن الخاثر سيكون يوماً أقصى طموح الخيول الجامحة التي لم تخلق السروج إلا لظهورها. المثل الشعبي القائل: "يا شين السرج على البقر"، ليس فيه أبداً إساءة إلى المخلوق اللطيف البقرة، فمن وضعوا المثل من جيل الطيبين والطيبات كانوا يعرفون تماما قدر البقرة التي توفر لهم حليباً ولحماً وأجباناً وسعراً عند البيع، هذا المثل هو نظرية إدارية أكثر منه تقليلاً من مقام البقر الزبادي لا سمح الله، وكل ما في الأمر أن الأجداد فهموا جيداً أن السرج خلق للخيل الصافنات الجياد فقط، ولم يخلق لظهور الأبقار وغيرها من المجترات. ولذلك كان الشين كل الشين أن ترى سرجاً على ظهر بقرة ضاحكة، والزين كل الزين أن تراه على ظهر كحيلان عبوس، والعكس صحيح الشين يلحق عاره كل حصان أصيل فُرز لإنتاج الألبان والأجبان الشيدر منها والفيتا، والزين يلحق كل بقرة عرفت قدر حليبها وابنها وزباديها و"ستيكها" اللذيذ، المهم أن كل مخلوق مناسب يكون في مرعاه أو ميدانه المناسب وخلصنا. في عالم البشر ينطبق أيضاً مثل الأجداد حول البقر وسروجها- مع فارق التشبيه طبعا- فكما قلت لكم سابقا هو مثل إداري وتنظيمي بحت، بعض البشر وبصورة شخصية طيب وحبّوب و"كويس" جداً، لكنه لا ينفع في مكان معين يتجاوز إمكاناته بكثير، هنا الشين أن يركب مثل هذا الطيب الحبّوب سرج قرار لم يخلق له، فيتعثر مع أول مهمة توكل إليه ليعطل تطلعات الخلق بتردده وطيبته في الوقت الذي تحتاج فيه المهمة شخصا حازما وحاسما لا يتردد، ولا تشق له السذاجة غباراً أبداً. ولا يصح أن نختار أبضاً في مهمة التخطيط شخصاً صدامياً مهمته في الحياة التصعيد والرمك في ميدان الصدام والخصام فقط ليتكفل بخطط وحل مشاكل تحتاج إلى تأنٍّ وصبر وحكمة وسياسة، هنا الاختيار الأول خطأ شين والاختيار الثاني خطأ وشين أيضا لأن "السرج" الوظيفي هنا لم يكن في مكانه الصحيح، ولو كان كذلك لكان الأمر زينا على زين. باختصار شين السرج على البقر هو ذاته مثل "ضع الرجل المناسب في المكان المناسب"، فلا السرج يليق بالبقر المفيد لأمور أخرى حتى إن هدت شقراها مع الخيل، ولا اللبن الخاثر سيكون يوماً أقصى طموح الخيول الجامحة التي لم تخلق السروج إلا لظهورها، وكل مسير لما خلق له.

مشاركة :