أعلن نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، اليوم (الثلاثاء) انسحاب بلاده من المؤتمر الدولي حول ليبيا، المنعقد في مدينة "باليرمو" الإيطالية، معللًا القرار باستبعاد أنقرة من بعض المحادثات. قرار تركيا بالانسحاب من المؤتمر الدولي، لم يلق اهتمامًا من قبل المشاركين، في ظل دعم أنقرة لما يُسمى بـ"المجلس الأعلى للدولة" (التابع لجماعة الإخوان). وتتنكر تركيا للحكومة الوطنية (المعترف بها دوليا في ليبيا) بقيادة فائز السراج، كما تتنكر للقيادة العامة للجيش الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر. تدخل ولوح نائب الرئيس التركي، اليوم، بأن "ليبيا بحاجة إلى تدخل أجنبي"، ما يبرز النهج الذي تتبعه أنقرة في رؤيتها للملفات المتفجرة في الجوار العربي. وتحاول أنقرة شرعنة وجودها وتدخلاتها في الأزمات العربية التي تكاد تعصف بالوطن العربي، عبر طرح "الحل المعسول"، وحينما تفشل تعلن انسحابها متذرعة بحجج واهية. وقد عبرت عن هذا صراحةً اليوم في مؤتمر إيطاليا، الذي شهد حضور رؤساء عرب وأفارقة في محاولة لحل الأزمة الليبية المتفجرة منذ سبع سنوات. يأتي ذلك فيما أعلنت رئاسة الحكومة الإيطالية التي استضافت المؤتمر، أن الاتفاق الذي يتم التوصل إليه اليوم، بشأن ليبيا "يتجاوز توقعات الحكومة الإيطالية". وبدت أولى ثمار الاتفاق في إعلان مصادر دبلوماسية إيطالية، أن قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، رحّب ببقاء رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، في منصبه حتى إجراء الانتخابات. وكانت هذه إحدى العقبات التي كانت تواجه الأزمة الليبية (ممثلة في عدم اعتراف خليفة حفتر بشرعية فايز السراج). أزمات وارتبط اسم تركيا، مؤخرًا ببعض الأزمات التي حدثت في المشهد الليبي، آخرها خطة أنقرة المحكمة للتقارب مع عدد من ممثلي القبائل الليبية من الطوارق. وبدأ وفد من الطوارق (يضم ثمانية شيوخ، وعددًا من الرموز المحلية المرتبطين بأنقرة) زيارة لتركيا مطلع أبريل الماضي للتنسيق المشترك. واعتبرها المراقبون خطوة تعكس محاكاة الاستراتيجية التركية في سوريا، بدعم مجموعات محددة في صراع محلي بغية جني ثمارها على الصعيدين الدولي والإقليمي. ووفق المراقبين، بدأ الرئيس التركي رجب أردوغان يغازل الطوارق منذ فترة من الوقت لإنشاء مجموعة جديدة بالوكالة لتعزيز سياساته في منطقة الساحل وشمال إفريقيا. ويعتبر التحرك نموذجًا لسلسلة من الاتصالات التي جرى ترتيبها من قبل التابعين لأردوغان في ليبيا كجزء من الجهود المبذولة لاختراق الطوارق في السنوات الأخيرة. هدف وقال المحلل التركي، عبدالله بوزغرت، من معهد ستوكهولم للحرية إن الهدف هو استخدام الطوارق (يسيطرون على مساحات صحراوية فارغة) من قبل الحكومة التركية. ويتم استغلال مناطق نفوذ الطوارق غالبًا من قبل الخاطفين ومهربي المخدرات والمتطرفين، ما يهدد عددًا من الدول الإفريقية (مالي والجزائر والنيجر) إلى ليبيا. وضبطت قوات خفر السواحل اليونانية، مطلع العام الجاري السفينة "أندروميدا" القادمة من تركيا، وهى محملة بشحنة من المواد المتفجرة قبل وصولها ميناء مصراتة الليبية. وطالبت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي وكل المنظمات والهيئات الحقوقية اعتبار الواقعة "جريمة حرب". واعتبرت القيادة العامة هذه الواقعة "تأكيدًا على موقفها المعلن مسبقًا حول دور تركيا المشبوه في دعم الإرهاب بليبيا ودول المنطقة". وطالبت اليونان باطلاعها على التحقيقات وتفاصيلها حرصًا منها على الأمن الدولي والإقليمي ومحاربة الإرهاب على الأصعدة كافة
مشاركة :