الخرطوم - كشفت قوات الدعم السريع اليوم الاثنين ملامح خطة يعمل عليها اخوان السودان لاثارة الفوضى من خلال عمليات قذرة في العاصمة الخرطوم، في تطور يأتي بينما عادت فلول النظام السابق للنشاط بقوة منذ الانقلاب الذي نفذه قائد الجيش عبدالفتاح البرهان استبعد فيه الشركاء المدنيين من الحكم. واتهمت 'الدعم السريع' عناصر موالية لنظام الرئيس السابق المعزول عمر البشير، بتنفيذ عمليات تخريب ونهب لمنازل المدنيين والشركات والمصانع ضمن خطة لتشويه سمعة قوات الدعم ومحاولة إلصاق التهم بعناصرها، في أوضح إشارة على تورط جماعة الاسلامية في أحداث الفوضى في العاصمة وعدد من المناطق الأخرى بدفع من قائد الجيش الذي تقول تقارير إنه استعان بمتطرفين ومحكومين في قضايا إرهاب جرى إطلاق سراحهم لتنفيذ عمليات ارهابية. وفي الأيام الأخيرة تداولت بعض الصحف السودانية أنباء عن اقتحام عناصر مدججة بالسلاح لأحد السجون وإخراج موالين للرئيس المعزول عمر البشير بينهم عناصر أمنه الخاص السابقين إلى جانب آخرين كانت ستنفذ فيهم أحكام بالإعدام. ويبدو المشهد شديد الضبابية في الخرطوم مع تسارع التطورات الميدانية، فيما يواصل الجيش بقيادة البرهان قصف أحياء مدنية في خطوة يُراد منها على الأرجح إحداث صدمة وخلق حالة من الرعب والفوضى في المناطق المؤيدة لقوات الفريق محمد حمدان دقلو (حمدتي). وكان البرهان قد نفذ انقلابا على الشركاء المدنيين في الحكم، ما أعاد خلط أوراق المشهد السوداني من جديد، بينما كانت الآمال معلقة على مسار انتقالي لتأمين انتخابات ديمقراطية. وبالتزامن مع انقلاب البرهان الذي قال دقلو (حميدتي) إنه كان خطأ فادحا، غادرت خلايا الإخوان محاضنها الاجتماعية بعد عامين من الانكفاء وسعت للهيمنة على الشارع في خضم الأزمة التي فجرها قائد الجيش باستبعاده المدنيين من الحكم وباعتقاله أعضاء حكومة عبدالله حمدوك في أكتوبر/تشرين الأول 2021 قبل الإفراج عنهم بضغط دولي. وسبق لقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو أن حذّر من الإجراءات التي اتخذها البرهان والتي منحت الإخوان فرصة للتسلل إلى مفاصل الدولة بما في ذلك القوات المسلحة، في حين أكدت قوات الدعم قبل أيام قليلة وجود مجموعتين في الجيش إحداهما تحت إدارة قيادات اخوانية. وقالت قوات الدعم في بيان على حسابها بتويتر "رصدنا خلال اليومين الماضيين عمليات تخريب واسعة ونهب لمنازل المواطنين ومقار الشركات والمصانع تقف وراءها خطة ماكرة من الفلول وعناصر النظام البائد بمحاولة إلصاق التهم بقوات الدعم السريع عبر خطط مكشوفة خبرها شعبنا طوال ثلاثين عاما من الإجرام والتخريب". وتابعت "محاولة إعادة سيناريو التكسب بقطع الخدمات الضرورية كالكهرباء والمياه عن المواطنين فعل إجرامي قديم ظل الانقلابيون وقوى الظلام يمارسونه منذ وقت بعيد في مثل هذه الظروف وإلصاق التهم بالآخرين". وأشارت إلى أنها تواصل عملها لإعادة الخدمات للمواطنين في ظل هذه الظروف الصعبة مع انشغالها "باقتلاع قوات الانقلاب وعناصر النظام البائد لتخليص الشعب السوداني من هذه العصابة". وأكدت أنها تعمل "على توفير الخدمات الضرورية للمواطنين وتأمين مصادر هذه الخدمات بل والعمل مع الموظفين وتأمينهم لأداء عملهم، إلى جانب تأمين عمليات إجلاء البعثات الدبلوماسية ورعايا الدول الأجنبية، إضافة لتأمين الطرق وتسهيل عبور المواطنين إلى المناطق الآمنة". وفي بيان آخر قالت قوات الدعم السريع "نفذت قوات الانقلاب، غارة جوية على أحياء سكنية متفرقة من العاصمة الخرطوم اليوم الاثنين، استهدفت المدنيين بشكل مباشر في حي الدوحة بأم درمان ومنطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم." ولجوء قوات البرهان لقصف الأحياء السكنية بالطيران الحربي يشبه إلى حد كبير أسلوبا اعتمده الجيش الأميركي في أفغانستان والعراق من أجل خلق حالة من الصدمة وإرباك الطرف المقاوم. وتسبب هذا الأسلوب في العراق وأفغانستان في مقتل آلاف المدنيين العزل بمن فيهم من كانوا في الملاجئ، وقد يتسبب في مآس وحمام دم في الخرطوم التي يعيش سكانها ويفوق عددها الـ5 ملايين نسمة أوضاعا صعبة مع قطع الجيش السوداني الخدمات عن مناطقهم وتدمير مستشفيات ومع ندرة المواد الغذائية. وأدانت الدعم السريع في بيانها ما وصفته بـ"العمل البربري الغاشم على المواطنين الأبرياء من قيادة القوات الانقلابية وهي بهذا الفعل الجبان لا تستهدف قوات الدعم السريع وإنما الشعب السوداني ومعلوم أن هذه القوة تحركها أيادي الإرهابيين المتطرفين المعادين للشعب السوداني والإنسانية". وخلصت إلى القول بأن قواتها موجودة "في كافة الميادين من أجل انتزاع هذا الجزء الخبيث من أرض السودان والخروج ببلادنا إلى بر الأمان بأقل الخسائر والأضرار وسط المدنيين".
مشاركة :