الحديدة ــ وكالات أقدمت مليشيات الحوثي الإرهابية على تعطيل آخر المحطات الأرضية المزودة للإنترنت في مدينة الحديدة ونقل موقع “سبتمبر نت” التابع لوزارة الدفاع اليمينة عن مصدر حقوقي من داخل الحديدة، إن قرابة 26 ألف نقطة إنترنت يستفيد منها عشرات الآلاف من المواطنين في الحديدة، خرجت عن الخدمة بعد تعطيل محطة “Asam” الأرضية، وهي قديمة تضم قرابة ألف مشترك. وأضاف أن مؤسسات الاتصالات الخاضعة لسيطرة المليشيات والشركات المزودة للإنترنت الأرضي والنقال قد أوقفت قبل أشهر شبكات الهاتف GSM و DCMA.. وفي مطلع الشهر الجاري، وتحديدا عند إطلاق القوات اليمنية المشتركة معركة الحديدة، عطلت كبرى المحطات العاملة في المدينة وهي محطتي “msan”و”ngn” المغذية لقرابة 25 ألف مستخدم لخدمة الإنترنت. وأكد المصدر أن مليشيات الحوثي عطلت شبكة الإنترنت كليا بهدف التغطية على حملة اعتقالات جماعية طالت عددا من المربعات السكنية في المدينة، لا سيما الأحياء القديمة بالحوك، والأخرى المتاخمة للميناء وكذا أحياء مختلفة من مديرية الحالي، وأودعت مئات المواطنين، منهم طلاب جامعيون، في سجون مختلفة من المدينة. ولفت المصدر الحقوقي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، خشية ملاحقته من قبل الانقلابيين، إلى أنه أبلغ مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بقطع الحوثيين للإنترنت وأن ذلك من شأنه تعطيل العمل الإنساني داخل المدينة إلى جانب شل ما تبقى من حركة تجارية وإنسانية. وتسبب قطع خدمة الإنترنت بإغلاق العديد من شركات الصرافة، ما ينذر بكارثة إنسانية إثر اعتماد غالبية الأسر داخل المدينة على الحوالات الداخلية والخارجية. وفي حال لم يتمكن مصرف الكريمي المعني بصرف المرتبات، من إعادة خدمة الإنترنت الفضائي، لن يكون بمقدوره دفع المرتبات التي أعلنت عنها حكومة الشرعية لآلاف الموظفين، ما يعني حرمان جديد للموظف الحكومي من مرتبة الشهري. وذكر بيان صحفي لمحافظ محافظة الحديدة، الحسن طاهر، بدء تسليم 4 مرتبات للتربويين وموظفي المكاتب التنفيذية بمديريات، التحيتا، الخوخة، حيس، الدريهمي، الحوك، الميناء، والحالي وجامعة الحديدة مع زيادة قدرت بـ30% كعلاوة من الحكومة، بهدف التخفيف من الأعباء الاقتصادية الناجمة عن انقلاب مليشيات الحوثي المدعومة من إيران. وفي يونيو الماضي، عملت المليشيات الحوثية على شل خدمة الإنترنت في الحديدة ثم مهدت لفصلها بشكل نهائي، بهدف عزل المدينة عن العالم وحجب ما يحدث من انتهاكات إنسانية جسيمة، عقب تطويق القوات اليمنية المشتركة المدينة من عدة محاور وخنق آخر شريان إمداد لها شمالا. في هذه الأثناء، شن الحوثيون حملة اعتقالات ضد مئات المواطنين داخل مدينة الحديدة عقب ساعات من تعطيل آخر المحطات الأرضية المزودة للإنترنت. ويعد المنزل الخاص برئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي في الحديدة، وقلعة “الكورنيش” و”السجن المركزي” و”البحث الجنائي” ومبنى “الأمن السياسي” ومبان أخرى حكومية في “الحي التجاري”، من أبرز الأماكن التي اتخذتها المليشيات الجماعية سجونا سرية، حيث يتخوف الأهالي من استخدام المعتقلين دروعا بشرية في ظل اشتداد وتيرة المواجهات على مداخل المدينة. وعلى صعيد الانتهاكات الحوثية بحق المدنيين بالحديدة، شرعت المليشيات بتفخيخ عدة مداخل لحي “7 يوليو” من جهة الخمسين شمال شرق المدينة، كما يخيم الرعب في أوساط السكان جراء الانتشار المكثف للمجاميع المسلحة وعربات القتال وسط الأحياء السكنية. وتأتي هذه التطورات في وقت واصلت فيه القوات اليمنية المشتركة، تقدمها الميداني في المدينة فيما دكت مقاتلات التحالف العربي، تعزيزات وتجمعات للحوثيين، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم. وتخوض قوات الشرعية معركة عسكرية واسعة النطاق بإسناد من التحالف العربي، لدحر مليشيات الحوثي من ميناء الحديدة الاستراتيجي، وقطع آخر إمدادات تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين. الى ذلك أكد تحالف حقوقي يمني، أن مليشيا الحوثي حولت منازل المواطنين إلى ثكنات عسكرية في مدينة الحديدة وأدان التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) ، خلال بيان صحفي، استخدام مليشيا الحوثي منازل المدنيين في أحياء الثورة والربصة والجامعة بمدينة الحديدة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وزرع شبكة ألغام بداخلها، مع احتلال المباني المرتفعة وجعل الأدوار الأرضية منها مخابئ لمسلحيها. وأضاف البيان: “نتابع مجريات الأحداث الأخيرة في الحديدة، وما آلت إليه الأوضاع الإنسانية نتيجة تمترس مليشيا الحوثي الانقلابية داخل الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين، مستنكرا استخدام الانقلابيين للمواطنين كدروع بشرية وإثارة حالة من الهلع والخوف في أوساط السكان”. وفى سياق منصل اندلعت مواجهات بين عناصر من المليشيات ومسلحين قبليين، إثر قيام الانقلابيين بارتكاب جريمة بشعة، بقتل “عريس” في مديرية همدان بضواحي العاصمة صنعاء. وأوضحت مصادر محلية أن المواجهات اندلعت إثر قيام مسلحين حوثيين بقتل عريس من قرية حطاب في أحد معتقلاتهم. وكان الضحية قد حضر لإطلاق سراح والده، الذي كانت الميليشيات الموالية لإيران قد اعتقلته بعد مداهمة منزله خلال إقامة مراسم الزفاف. وبعد حادث القتل داخل السجن، تجمع أهالي المنطقة واقتحموا المعتقل، وقاموا بقتل الجاني الحوثي واندلعت إثر ذلك اشتباكات بين أهالي قرية حطام والحوثيين، مما أسفر عن مقتل 4، بينهم مسلح حوثي، وإصابة آخرين. وأشارت المصادر إلى توسع دائرة الاشتباكات مع الميليشيات الإرهابية، لتشمل قبائل همدان التي عززت بمقاتلين.
مشاركة :