عقوبات أميركية على حزب الله تطال قيادات ونجل حسن نصرالله

  • 11/15/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت – صعّدت الولايات المتحدة من ضغوطها على حزب الله اللبناني، الذراع الأبرز لإيران في المنطقة، حيث أدرجت نجل الأمين العام للحزب جواد نصرالله ضمن قائمة “الإرهاب العالمي”، كما رصدت مكافآت مالية بحق ثلاثة من قيادات الحزب. وتأتي الخطوة الأميركية الجديدة بعد أيام من فرض واشنطن عقوبات مؤلمة بحق طهران طالت قطاع النفط الذي يشكل الركيزة الأساسية لاقتصادها. وتعتبر واشنطن حزب الله تهديدا عالميا وجب استئصاله، وسط تكهنات بأن تعمد في المرحلة المقبلة إلى زيادة الإجراءات بحق الحزب الذي يسجّل اليوم حضوره في أكثر من جبهة مشتعلة لصالح إيران، أبرزها سوريا، الأمر الذي يثير قلق الأوساط السياسية اللبنانية لما لذلك من تداعيات على لبنان بحكم أن الحزب اليوم هو أحد أبرز مؤثثي المشهد السياسي هناك. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء، أنّها أدرجت جواد نصرالله، نجل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، على قائمتها السوداء “للإرهابيين العالميين”، ووصفت الوزارة جواد بأنّه “قيادي صاعد” في الحزب، وقالت إنّه جند خلال السنوات الأخيرة أشخاصا “لشنّ هجمات إرهابية ضد إسرائيل في الضفة الغربية” المحتلة. ولطالما اتهمت إسرائيل حزب الله بالقيام بأنشطة مناوئة لها في الضفة الغربية، وقد كشفت أكثر من مرة عن اعتقالها لأشخاص يعملون لصالح الحزب. وأكّدت الخارجية الأميركية إبقاء حزب الله على قائمتها السوداء “للمنظمات الإرهابية العالمية”، علما وأنّها أدرجته على هذه القائمة لأول مرّة منذ 21 عاما ولم تشطب اسمه منها مذاك. أما الأمين العام للحزب حسن نصرالله فقد سبق نجله جواد إلى القائمة السوداء “للإرهابيين العالميين”. وفي سياق تشديد ضغطها أعلنت الوزارة عن رصدها لمكافآت مالية تصل قيمة كل منها إلى خمسة ملايين دولار، لمن يزوّدها بمعلومات تساعدها في التعرّف على هوّية أو تحديد مكان وجود أيّ من ثلاثة أشخاص تسعى لاعتقالهم وهم القياديان في حزب الله خليل يوسف محمود حرب وهيثم علي الطبطبائي والقيادي في حركة حماس صالح العاروري الذي يقيم في لبنان. وسبق لوزارة الخزانة الأميركية أن صنّفت العاروري كـ”إرهابي” عام 2015. ويشغل العاروري منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس منذ عام 2017، وسبق أن قضى في السجون الإسرائيلية 15 عاما (بين 1992 و2007) بتهمة تأسيس جهاز عسكري لحركة حماس في الضفة الغربية. ناثان سيلز: أفعال حزب الله المدمرة تعرض الشعب اللبناني للخطرناثان سيلز: أفعال حزب الله المدمرة تعرض الشعب اللبناني للخطر ومن جهة أخرى، أدرجت الوزارة “كتائب المجاهدين”، الجماعة الصغيرة الناشطة في الأراضي الفلسطينية والقريبة من حزب الله، على قائمتها السوداء “للمنظمات الإرهابية العالمية”. وقالت الخارجية الأميركية إنّ “التصنيفات الأخيرة تسعى إلى حرمان حزب الله وكتائب المجاهدين من الموارد للتخطيط للهجمات الإرهابية وتنفيذها”. وتهدف التصنيفات إلى تجميد أي أصول يملكها المدرجون على القائمة في أي أراض تخضع للقوانين الأميركية، وتحظر على الأفراد والشركات الأميركية التعامل معهم. وفي وقت سابق الثلاثاء فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على أربعة رجال قالت إنهم يؤدّون مهام أساسية لحزب الله في العراق ويساعدونه في نقل الأموال والحصول على الأسلحة والتواصل مع إيران. والأربعة هم شبل محسن “عبيد الزيدي”، ويوسف هاشم، وعدنان حسين كوثراني ومحمد عبدالهادي فرحات. وقالت الوزارة إن الزيدي هو المنسق الرئيسي بين حزب الله والحرس الثوري الإيراني، الذي تدرجه الولايات المتحدة على القائمة السوداء، وأنصارهما في العراق. وذكرت أنّه مقرّب من مموّل حزب الله أدهم طباجة ونسّق عمليات تهريب النفط من إيران إلى سوريا. كما قام الزيدي، حسب الوزارة، بإرسال مقاتلين عراقيين إلى سوريا بتكليف من الحرس الثوري. وأوضحت أن الثلاثة الآخرين متورطون في جمع المعلومات الاستخباراتية ونقل الأموال لحزب الله في العراق. وترى أوساط سياسية أن هناك نية أميركية واضحة في التضييق على حزب الله وخنقه، وأن الأخير قد يحاول الالتفاف على ذلك بإحكام قبضته سياسيا وعسكريا على لبنان، الأمر الذي يشكل تهديدا للاستقرار الهش في هذا البلد. وتلفت هذه الأوساط إلى أن الحزب في السنوات الأخيرة أظهر رغبة واضحة في فرض سطوته السياسية، بعد أن كان زاهدا في ذلك، مشيرة إلى أن الحزب اليوم يريد بالكاشف وضع يده على حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، الأمر الذي يعقّد من فرص ولادتها المتعثرة منذ أكثر من خمسة أشهر. والثلاثاء اتهم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري حزب الله بعرقلة تشكيل الحكومة في لبنان، بسبب مساعيه للحصول على تمثيل أقوى له ولحلفائه في الحكومة. وزاد الحزب من حجم تمثيله الحكومي، عبر الحصول على 3 وزارات من بينها الصحة، لكن يرى أن ذلك غير كاف ويصر على فرض حلفائه من السنة في التشكيل الوزاري، الأمر الذي يعارضه بشدة تيار المستقبل. ويعتبر محللون أن موقف الحزب نابع أساسا من خشيته من الضغوط الأميركية، ويرى أن تعزيز وضعه السياسي في لبنان من شأنه أن يدعم قدرته وقدرة داعمته إيران على الصمود في مواجهة ذلك. وصرح سيغال ماندلكر، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب، “حزب الله هو وكيل إرهابي للنظام الإيراني ويسعى إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط”. وقال السفير الأميركي المتجوّل ومنسّق جهود مكافحة الإرهاب ناثان سيلز للصحافيين، إنّ “أفعال حزب الله المدمرة تعرض الشعب اللبناني للخطر”.

مشاركة :