شنغهاي (الصين) - عادة ما يختار الأشخاص الذين يريدون قضاء عطلة أو إجازة للاستجمام والاسترخاء الغرف المطلة من خلال نافذة وشرفة على مناظر طبيعية خلابة، لكي تساعدهم على الاسترخاء والتأمل، ولكن هذا لا ينطبق أبدا على بعض الفنادق الغريبة المنتشرة في أنحاء متفرقة من العالم. وشهدت مدينة شنغهاي الصينية الخميس افتتاح فندق فاره في موقع كان يستخدم كمقلع للصخور، في مشروع ضخم بلغت قيمته 288 مليون دولار تطّلب إنشاؤه مواجهة تحديات هندسية كبيرة، فالفنادق الفخمة لم تعد تغري السياح الأغنياء. وهناك اليوم الكثير من الفنادق في العالم من شأنها أن تكون مكانا لقضاء وقت ممتع وللتسلية والمغامرة في أوقات العطل. ويتألف فندق “إنتركونتيننتل شنغهاي ووندرلاند” الجديد ذو تصنيف الخمس نجوم من 17 طابقا يتوفر على 336 غرفة وجناحا، وهو أحد المشاريع الضخمة ذات التصاميم الجريئة التي تتزايد في الصين منذ سنوات. وقد أقيم الفندق في قلب مقلع قديم للصخور بجانب شلال للمياه على ارتفاع حوالي تسعين مترا. ويقع الفندق على بعد حوالي ساعة بالسيارة من وسط شنغهاي، فيما يمكن النزول في غرفة مقابل أسعار تبدأ عند 3394 ينا (490 دولارا) لليلة الواحدة. ويضم الفندق طابقا كاملا للأجنحة تحت مستوى المياه، لكن لا يمكن للنزلاء فيها التمتع بمعاينة أعماق مقلع شينكينغ إذ إن النوافذ معزولة عن الخارج عن طريق أحواض أسماك كبيرة. ويقول كبير مهندسي شركة “شيماو بروبرتي” المصممة للمشروع تشين شاوشانغ، “هذا مشروع جديد بالكامل لم نر له مثيلا من قبل”، مضيفا “لم تكن هناك أي مراجع أو حالات أو تجارب في إمكاننا التعلم منها لحل كل المشكلات”. التمتع بمعاينة أعماق مقلع شينكينغ التمتع بمعاينة أعماق مقلع شينكينغ وقد واجه المهندسون الذين أنجزوا المشروع مشكلات غير متوقعة، فقبل البناء الذي انطلق في 2013، تسبب هطول كميات كبيرة من الأمطار بطوفان نهر مجاور على موقع المقلع ما غطى نصف مساحته. ويوضح تشين “لو حصل هذا الأمر بعد إنجاز البناء، لكان ذلك بمثابة ضربة قاضية” للمشروع. ويمثل الشلال أحد أكثر الأجزاء إثارة للانتباه في هذا المشروع. ويمكن للنزلاء الأكثر حبا للمغامرة تسلق الصخور في الموقع. ويؤكد القائمون على الفندق على المنافع البيئية له، لافتين إلى أنّ المقالع المهجورة غالبا ما تتحول إلى مكبات للنفايات. ويقول المهندس البريطاني مارتن جوتشمان الذي رافق إنجاز المشروع منذ انطلاقه قبل 12 عاما، “لقد كانت فكرة فريدة تماما، أن نحوّل موقعا منسيا إلى معلم مميز ونعطيه حياة جديدة”. وتحاول جميع الفنادق أن تتميز عن غيرها من خلال موقعها أو خدمتها، ولكن بعض الفنادق تمكنت من أن تتفرد بأفكار غريبة تجذب كل من يبحث عن تجارب جديدة ومختلفة عن رفاهية الفنادق المترفة والمريحة. ففندق “هبن نا” الذي يتواجد في ناغاساكي في اليابان يمتاز بأن جميع موظفيه من الربوتات، إذ يجلس عند مكتب الاستقبال دينصورات تتحدث اللغات اليابانية والإنكليزية والكورية بطلاقة لاستقبال النزلاء. هذه العودة إلى عصور الحيوانات المنقرضة، تجعل الزبائن يندهشون برؤية ديناصورات آلية وموظفات روبوتات بملابس نسائية يابانية أنيقة تقوم باستقبال الضيوف وتسجيل بيانات الدخول. الحمّالون هم أيضا من الروبوتات التي تقوم بجمع حقائب النزلاء وتضعها على عربة، وتقوم يد آلية ضخمة بحمل الحقائب إلى الغرفة التي تفتح عبر تكنولوجيا التعرف على ملامح الوجه، فيما تقوم زهرة التوليب الآلية بإضاءة الأنوار داخل الغرفة عند الطلب. ولا يتدخل الموظفون من البشر إلا في حال حدوث خلل لتسيير الربوتات، لكن الاعتماد الرئيسي على هذه الروبوتات في كل شيء بدءا من الاستقبال إلى التنظيف وغيرها. يقول مدير الفندق يوكيو ناجاي إن اسم الفندق “هين” يعني باليابانية غريب أو متطور، وهي دلالة على قدرة الفندق على التطور في الأيام القادمة. ويضيف، أن تكاليف تشغيل الروبوت الواحد تصل لربع ما يكلفهم الموظف البشري للقيام بنفس المهمة. أما فندق الجليد الذي يقع في منطقة كيرونا الشهيرة في أقصى الشمال في السويد المصنوع من الجليد فيذوب كل صيف ليعاد بناؤه كل شتاء بشكل جديد، مع غرف جديدة ومفاهيم مختلفة، إلا أنه افتتح السنة الماضية قسما جديدا في الفندق ليعمل على مدار السنة، وتمت تسميته “الفندق الثلجي 365″. داخل هذا القسم يرى الزائر أعمدة جليدية تحمل جدرانا وسقوفا مصنوعة من مادة “الثليد”، وهي خليط من الثلج والجليد. درجة الحرارة أو “درجة البرودة” إذا جازت التسمية، في هذا الفندق هي 5 تحت الصفر في الصيف والخريف، وهذا بفضل الأنابيب المبردة الموجودة في سقف الفندق، والتي تعمل بالطاقة الشمسية بالرغم من أن سكان هذه المنطقة في أقصى شمال السويد لا يرون خلال الأشهر الشتوية الشمس. وفي حدث مثير للاهتمام وربما فريد من نوعه، كتب أحد زوار الفندق في موقع “تريب أدفايسر” الشهير في مجال السياحة العالمية محتجا على قلة البرودة في الفندق قائلا، “إن الفندق الثلجي لم يكن باردا كما يقال عنه.. ربما استخدموا الثلج في اسم الفندق فقط”. هناك من يدفع لكي يمضي ليلة في سجن إنكليزي، كثيرون من عشاق المغامرة، فقد باتت مطاعم فندق “مالميزون”، في أكسفورد، من أشهر عناوين المدينة. فالفندق يشغل مبنى سجن سابق، حُولت زنزاناته إلى 95 غرفة وجناحاً، بمستوى خدمات جيدة. لكن، ليس هناك حراس، ولا تعداد صباحي للمساجين، ويمكن الدخول والخروج في أي وقت. رغم ذلك، لا بد أن تأتي أفكار سوداوية في خلد من ينام في غرفة يعلم يقيناً أنها كانت زنزانة، وأن مجرمين ومنحرفين وجانحين أمضوا سنوات فيها، وهذا ما يجعل السياح يرتادون الفنادق الغريبة، فالمغامرة تداوي الإنسان من روتين الحياة اليومية، وأيام العمل المتشابهة.
مشاركة :