صفات المنافقين (2/2)

  • 9/24/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

--> ذكرت في المقال السابق صفة من صفات المنافقين، وهي وجود المرض في قلوبهم، قال تعالى : [في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً]، وذكرت أن هذا المرض هو الشك في صحة هذا الدين، ثم قال تعالى تعقيباً على ذلك : [فزادهم الله مرضاً]، فالمرض ينشئ المرض، والمعصية تجر المعصية، والانحراف يبدأ يسيراً ثم تنفرج الزاوية في كل خطوة وتزداد، فالله عز وجل عاملهم بنظير صنيعهم جزاء وفاقاً، فلما كان المرض متأصلاً في قلوبهم كافأهم بأن زاد هذا المرض في قلوبهم، وذلك أنهم استمروا على هذا الذنب العظيم فزاد المرض في قلوبهم وتمكن منها، نسأل الله السلامة والعافية. ومن صفات المنافقين، صفة العناد وتبرير ما يأتون من الفساد، ورؤية الحق باطلاً، والباطل حقاً، فيرون ما هم فيه هو الحق، وهو عين الحكمة، والذي عليه المؤمنون الصادقون هو الباطل، قال تعالى : [وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون]. وهذا الاختلال في الموازين بين الخير والشر والصلاح والفساد؛ سببه التأرجح مع الأهواء الذاتية ولا يرجع إلى قاعدة ربانية. ثم قال تعالى -معقباً على كلامهم- :[ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون]. فدعاة التغريب مثلاً في عصرنا الحاضر يزعمون أنهم يريدون الخير لبلدانهم الإسلامية، ويريدون لها التطور والرقي، ويرون أن التطور والرقي لا يكون إلا بالانسلاخ من الدين، وتقليد الغرب في ثقافته وعاداته وتقاليده، ويرون أيضاً أن فصل الدين عن الحياة كما يفعل الغرب هو الطريق الصحيح للتقدم والرقي والازدهار. ونسي هؤلاء أن الأمة الإسلامية كانت رائدة في التقدم والتطور والرقي والازدهار والسيطرة على العالم، لما كانت متمسكة بدينها، فلما تركت دينها أو تهاونت في تطبيقه ودب في صفوفها الفرقة والاختلاف، ضعفت وضعف عطاؤها، وتقدم الآخرون عليها بعد أن استفادوا من العلوم التي نشرها علماء المسلمين. وللحديث بقية إن شاء الله .... لا توجد كلمات دلالية لهذا المقال القراءات: 1

مشاركة :