شارك أكثر من مليون شخص و50 من زعماء العالم أمس في مسيرة تاريخية بباريس ضد الإرهاب، وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمام أعضاء الحكومة في اجتماعهم في قصر الأليزيه إن «باريس هي اليوم عاصمة العالم»، وذلك قبل التوجه للمشاركة في المسيرة. وسادت مشاعر التأثر شوارع العاصمة الفرنسية أثناء المسير، وسارت عائلات ضحايا مجلة شارلي إيبدو في المقدمة وسط إجراءات أمنية مشددة بوجود قناصة على طول الطريق في باريس التي انتشرت فيها قوات الأمن، ومن بين المشاركين في المسيرة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. من جانبه دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في كلمة بثها التلفزيون يهود فرنسا للهجرة إلى إسرائيل بقوله: «هي وطنكم». فيما أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس خلال تجمع في مكان العملية، أن مكان يهود فرنسا هو فرنسا. إلى ذلك تناقلت حسابات لمتطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأحد شريط فيديو يظهر فيه رجل يقدم نفسه على أنه حمدي كوليبالي، أحد منفذي عمليتي احتجاز الرهائن في باريس، وهو يبايع زعيم تنظيم «داعش» أبا بكر البغدادي. من جانبها قالت مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف - والتي من المتوقع أن تحصل على دفعة في استطلاعات الرأي بعد الهجمات- إن حزبها سيقاطع مظاهرة باريس وسيشارك بدلًا من ذلك في مسيرات محلية. واتهمت الحكومة الاشتراكية بمحاولة استغلال ما حدث للحصول على قدر أكبر من الدعم. من جانبه أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في كلمة بثها التلفزيون وتحدث فيها عن عملية احتجاز رهائن في محل لبيع الأطعمة الخاصة باليهود في فرنسا انتهت بمقتل أربعة رهائن يهود، مساء السبت ليهود فرنسا أن اسرائيل «هي وطنكم». وبعد تصريحات نتانياهو صدر رد عن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الذي أكد بقوة خلال تجمع في مكان العملية، أن مكان يهود فرنسا هو فرنسا. ويشكل يهود فرنسا الذين يقدر عددهم بنحو 500 أو 600 ألف اكبر جالية يهودية في أوروبا والثالثة في العالم بعد إسرائيل والولايات المتحدة. وفي نفس السياقأعلن رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا روجيه كوكيرمان الأحد في ختام لقاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن الحكومة الفرنسية وعدت بأن يقوم الجيش بحماية المدارس اليهودية والكنس في البلاد «في حال الضرورة». وفي سياق متصل اتهم وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير حركة (بيجيدا) «أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب» بأنهم يستغلون الهجوم الذي وقع في فرنسا لأغراض سياسية. وقال دي ميزير أمس الأحد في تصريح صحفي: «استخدام مثل هذا الهجوم المروع للأهداف الخاصة يعد أمرًا دنيئًا. وإن ما تحاول (بيجيدا) فعله هنا يعد لعبة غير شريفة بالعبارات». يذكر أن حركة (بيجيدا) المناهضة للإسلام تنظم مظاهرات دورية منذ أسابيع، لاسيما في مدينة دريسن شرقي ألمانيا. ودعت (بيجيدا) لمظاهرة في مدينة دريسدن اليوم الاثنين، ولكن هذه المرة بغرض الحداد على ضحايا باريس. المزيد من الصور :
مشاركة :