أحياناً («الهند هندك إذاً قل ما عندك»!)

  • 1/12/2015
  • 00:00
  • 27
  • 0
  • 0
news-picture

استقطاب السعودية ودول الخليج للعمالة الهندية طمس صفحات من الماضي، كانت فيها الهند تستقبل عمالة عربية، والمثل الشعبي الشهير: «الهند هندك إذاً قل ما عندك» شاهد على جاذبية أرض الهند قبل ظهور النفط، في الصغر كنت أسمع البائع السعودي ينادي على بضاعته قائلاً: «الزين عندي وأنا أبو هندي»، فالهندي هنا «ماركة» لها قيمة تدفع لاستخدامها في الإعلان. المخرج فيصل العتيبي دعاني مشكوراً مع عدد من الأصدقاء والزملاء لمشاهدة عرض فيلم وثائقي قام بإخراجه، وستعرضه قناة الجزيرة الوثائقية الجمعة المقبل. «باركس.. جدي كان هنا» هو عنوان الفيلم، يحكي قصة الجالية «العربية الهندية» في باركس، وهي منطقة تقع بالقرب من «حيدر آباد»، وتتداخل معها، اكتشف فيصل أن أسرة سعودية هندية تعيش هناك، ليقدم في 50 دقيقة صورة موثقة غنية بالمعلومات، كيف بدأت قصة «السعودي الهندي» حسن الزهراني، الذي هاجر جد أبيه إلى الهند وبقي هناك، وما بين القصة الإنسانية لشاب يسعى لاستعادة جنسيته الأصلية وعودته «مكفولاً» للعمل في السعودية، يستعرض الفيلم حكاية العرب في الهند، غالبيتهم من أصول يمنية. بدأ حسن الزهراني محاولات استعادة الجنسية منذ 20 عاماً، وما زال يحاول، أتوقع أن عرض الفيلم سيحرك هذه القضية الإنسانية، بل وأطمع في ذلك، ولا أكتفي بهذا، لأن فيلم فيصل العتيبي فتح آفاقاً أرحب وأشمل، هذه الجالية العربية، سواء في باركس أو في غيرها من الهند من أصول سعودية أو عربية، هم في الحقيقة ثروة «خام» يمكن استثمارها لزيادة فتح الجسور مع الهند، ما يميز الهند ليس ثقلها على الساحة الدولية فقط، بل مجاورتها وعلاقات تاريخية سلمت من الصراعات والأحقاد. شكراً للشاب فيصل العتيبي وفريقه الإنتاجي على جهد استغرق سنوات، سافر وبحث ووثق ليصور لنا فيلماً جميلاً حمل رسائل رائعة المضامين.

مشاركة :