قصة مثيرة لـ "راعية صغيرة" جمعت 700 قطعة أثرية في 5 سنوات

  • 1/12/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

سبق- أبها: منذ أن بهرتها الألوان الزاهية للأحجار، خلال رحلتها للرعي وسط جبال مركز الحفاير الواقع شرق محافظة خميس مشيط، والراعية الصغيرة ظبية الشهراني 11 عاماً تجمع الأحجار الملونة التي تجدها خلال رحلة الرعي، دون أن تعرف أين وكيف يمكن أن تستفيد منها، إلى أن وصل عددها إلى 705 قطع، جمعتها خلال 5 سنوات من عمرها، وحينها كان الجميع يلاحظ شغفها بجمع الأحجار النادرة ذات الألوان الغريبة، ما جعل شقيقاتها وأشقاءها يحضرون لها أي حجر غريب يلاحظون عليه أي سمة مختلفة. وتروي الشهرانى قائلة: بقيت في كل يوم أخرج فيه لرعي الأغنام أحمل معي كيساً خاصاً لأجمع فيه ما أعثر عليه من أحجار أثناء رحلة الرعي، لقد جذبتني هذه الأحجار بألوانها الزاهية والغريبة وتعددية الألوان في الحجر الواحد، وفي ذات يوم كنت أنصت فيه لإذاعة الرياض وسمعت عن حملة استعاده الآثار التي تقوم بها الهيئة العامة للسياحة والآثار، وسجلت الرقم، واتصلت بالهيئة التي حولت الموضوع إلى فرعها بالمنطقة (مكتب الآثار) وتواصل معي لحين استلام القطع الأثرية التي تم اختيارها، وهي 19 قطعة. وتابعت: عشقي لجمع الأحجار لم يتوقف، فعلى الرغم من توقفي عن الرعي والتحاقي بالتعليم للمرحلة المتوسطة، إلا إني ما زلت استغل أي فرصة أكون فيها مع أسرتي في البر لجمع الأحجار الغريبة وأحتفظ بها، كما أن الهيئة قررت أن تعيد لي باقي الأحجار التي جمعتها، ولم يكن لها أي تاريخ في مجال الآثار، وسأحتفظ بها، فهي غالية على قلبي، وكل قطعة أحس أنها تخصني وجزء مني. ويقول شايع الشهراني، شقيق ظبية: إن عائلتنا تعرف عشق ظبية لجمع قطع الأحجار النادرة، ولقد ساعدها على ذلك مهنة الرعي وحياتها في البادية التي أتاحت لها التقاط هذه القطع المميزة الألوان، ولقد تواصلت مع الهيئة العامة للسياحة بالرياض وبفرعها في منطقة عسير لتسليم كافة الأحجار وقطع الآثار التي جمعتها، ونحن فخورون بهوايتها، على الرغم من صغر سنها، فقد كان لديها هذه النظرة الجمالية لكل ما يحيط بها، ولقد تسلمت في المقابل مكافأة من الهيئة العامة للسياحة علی تلك القطع التي تم تسليمها لهم، وخطاب شكر وتقدير. وأضاف: الآن هي تعيش في القرية، وابتعدت عن البادية، ولكنها ما تزال تحمل روح البحث والنظرة الثاقبة للأشياء، ولا يزال لديها شغف بجمع القطع المميزة والجميلة، فتراها دائماً تبحث في الأرض وتنتقي القطع الغريبة التي لم تكن تعرف أهميتها، ولكنها دائماً كانت تنتظر فرصة المعرفة وأن تتوصل إلى تاريخ هذه القطع، وأهميتها التاريخية لغرابة الشكل والألوان. وأوضح مدير مكتب الآثار بالمنطقة سعيد القرني، أن حملة استعادة الآثار التي أطلقت بتوجيهات رئيس الهيئة بتاريخ 23/ 1/ 1433 كانت متزامنة مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية 1433، وأوصلت الرسالة لكافة شرائح المجتمع، وهي ما كانت تصبو له الهيئة، والدليل وصول الحملة لهذه الفتاة في البادية، إضافة إلى تعاون عدد كبير من المواطنين للإبلاغ عن مواقع أثرية في عدد من محافظات ومراكز المنطقة. وأشاد مدير عام فرع الهيئة بالمنطقة المهندس محمد العمرة، بما قامت به الفتاة، مشدداً على أنه واجب وطني للحفاظ علی التراث الحضاري الوطني، وأن صغر سن الفتاة وحماسها للتواصل مع الهيئة وتسليم تلك القطع من المفترض أن يكون حافزاً للجميع للقيام بهذا الواجب سواء بالإبلاغ عن المواقع الأثرية أو من خلال تسليم ما لديهم من قطع أثرية، مضيفاً: الهيئة تقدر ذلك للجميع، وتتمنى المزيد من التفاعل مع هذه الحملة.

مشاركة :